استمرت حكومة الاحتلال الإسرائيلي في أكاذيبها، وذلك على خلفية الإعلان عن وقف اطلاق النار، وفتح المعابر ومعبر رفح والسماح بإدخال المساعدات وتوصيلها لمئات الآلاف من الفلسطينيين الجوعى والمهجرين قسرا في قطاع غزة ، ووفق مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن هناك كارثة إنسانية نتيجة مباشرة لسياسات فرضتها إسرائيل أدت إلى تقليص حاد في كميات المساعدات المنقذة للحياة في غزة.
وحول غلق المعابر وحرمان الفلسطينيين من المساعدات، أكد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة أن استخدام التجويع كوسيلة حرب من خلال حرمان المدنيين من العناصر الضرورية لبقائهم على قيد الحياة، بما في ذلك عرقلة وصول الإغاثة، تشكل جرائم حرب وإذا ما ارتكبت كجزء من هجوم واسع النطاق أو منهجي ضد السكان المدنيين فقد ترقى أيضا إلى جرائم ضد الإنسانية.
وحمل المكتب الأممي قوات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية في عدم توفير كافة أشكال المساعدات المنقذة للحياة للفلسطينيين في غزة وتسهيل ظروف تمكن الوكالات الإنسانية من التحرك الآمن والحر لتوزيع المساعدات.
ودعا المكتب الأممي الدول إلى استخدام كافة الوسائل المتاحة لوقف هذه الانتهاكات للقانون الدولي والوفاء بالتزاماتها القانونية والأخلاقية لمنع قتل مزيد من المدنيين.
وأكد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، باستمرار إطلاق النار وقصف الفلسطينيين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية على امتداد طرق قوافل المساعدات الغذائية وفي محيط مواقع ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" التي تديرها قوات الاحتلال وذلك رغم إعلان الجيش الإسرائيلي في 27 يوليو.
وأشار مكتب حقوق الإنسان إلى تقارير أفادت بمقتل 105 فلسطينيين وإصابة ما لا يقل عن 680 آخرين على امتداد طرق القوافل في منطقة زيكيم شمال غزة، ومنطقة موراج جنوب خان يونس، خلال يومي 30 و31 يوليو ليصل عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا أثناء بحثهم عن الغذاء منذ 27 مايو ما لا يقل عن 1,373 شخصا منهم 859 استشهدوا في محيط "مؤسسة غزة الإنسانية" و514 على امتداد طرق قوافل المساعدات.
وأكد مكتب حقوق الإنسان إلى ازدياد عدد الفلسطينيين بمن فيهم الأطفال وكبار السن وذوو الإعاقة والمرضى والمصابون الذين يموتون نتيجة سوء التغذية والمجاعة، حيث يفتقر هؤلاء الأشخاص غالبا لأي دعم ولا يمكنهم الوصول إلى المواقع التي قد تتوفر فيها كميات ضئيلة من المساعدات.
وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى التقارير التي تفيد باستمرار مقتل وإصابة عدد كبير من الناس أثناء بحثهم عن الغذاء في غزة مؤكدا يجب ألا يُجبر أحد أيضا على المخاطرة بحياته بحثا عن الغذاء. يجب حماية المدنيين دائما وعدم إعاقة توصيل المساعدات على المستوى المحلي".
وحذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية من أن العمل الإنساني لا يمكن أن يعالج هذه الأزمة بمفرده، وشدد على أهمية السماح بدخول الإمدادات التجارية للمساعدة في تلبية احتياجات السكان.
وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة إن الحرمان الطويل الممتد لشهور من أبسط الإمدادات اللازمة للبقاء على قيد الحياة، أدى إلى تعميق الأزمة في غزة وإن السبيل الوحيد لمعالجة هذا الوضع يتمثل في تدفق المساعدات بدون عوائق.
وشدد على ضرورة السماح لعمال الإغاثة بالوصول العاجل والآمن وبدون عوائق لتوصيل المساعدات بطريقة آمنة وكريمة.