كتبت هند عادل
ليلة واحدة، سقط فيها عدد من البلوجرز المشاهير خلال الأيام الأخيرة، كانت تتصدر اسمائهم المشهد على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يكن الأمر مجرد صدفة، بل تحرك أمني واسع النطاق أسفر عن سقوط عدد من أشهر صُنّاع المحتوى الذين تحوّلت حساباتهم إلى منصات لنشر محتوى خادش للحياء، ومخالف للقيم المجتمعية.
ففي تحرك متزامن، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على البلوجر محمد خالد، المعروف باسم “مداهم”، أثناء تواجده في القاهرة الجديدة، بعد ورود بلاغات تتهمه ببث فيديوهات منافية للآداب العامة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وبعدها بساعات، سقطت أيضاً صانعة المحتوى المثيرة للجدل “علياء قمرون”، التي تواجه اتهامات ببث مقاطع تحمل إيحاءات لا تليق، وتهدد قيم الأسرة المصرية.
ولم تتوقف حملة السقوط عند هذا الحد، فقد تم ضبط بلوجر أخرى تُعرف باسم “سوزي الأردنية” بعد أن لاحقتها بلاغات مشابهة.
وفي واقعة أخرى، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على صانعة محتوى زعمت في مقطع فيديو قدرتها على “تسهيل استخراج رخص القيادة والتسيير”، حيث اعترفت لاحقًا بأن هدفها من النشر كان جذب المشاهدات لتحقيق أرباح مالية.
وفي مدينة الإنتاج الإعلامي، تحفظت قوات الأمن على البلوجر المعروفة باسم “أم مكة”، بعد مشادة وقعت بينها وبين شخص آخر داخل إحدى القنوات، التحريات جارية لتحديد الملابسات، بينما تم إخطار النيابة المختصة.
ومن جانبها، أمرت نيابة المقطم بحبس البلوجر “أم سجدة” لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، وذلك بعد ضبطها بتهمة نشر مقاطع تحتوي على ألفاظ خادشة للحياء العام، بغرض تحقيق مكاسب مادية من خلال نسب المشاهدة العالية على منصات التواصل.
أشادت النائبة هند رشاد أمين سر لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب، بالتحرك السريع والحاسم من وزارة الداخلية في ضبط عدد من صناع المحتوى على تطبيق "تيك توك"، لنشرهم مواد مرئية خادشة للحياء العام، ومخالفة للقيم والعادات الأصيلة للمجتمع المصري مشيرة إلى أن هذا التدخل يعكس حرص الدولة على حماية الهوية الثقافية والأخلاقية للمجتمع، ومواجهة أي محاولات لهدم القيم والترويج لسلوكيات مرفوضة.
وأكدت رشاد أن المنصات الرقمية أصبحت جزءًا مؤثرًا في تشكيل وعي الشباب والمراهقين، وهو ما يتطلب تعزيز الرقابة والمتابعة القانونية لأي محتوى غير لائق، خاصة ذلك الذي يسعى لجذب الانتباه من خلال الإثارة والانحلال تحت ستار الحرية الشخصية أو التعبير عن الرأي.
وأضافت النائبه هند رشاد أن بعض من يطلقون على أنفسهم "مؤثّرين" على وسائل التواصل لا يقدمون أي محتوى هادف أو مفيد، بل يتعمدون استفزاز الذوق العام والتطاول على القيم الاجتماعية في سبيل تحقيق الانتشار السريع والمكاسب المالية، مطالبة الجهات المعنية، وفي مقدمتها النيابة العامة، بالاستمرار في تطبيق القانون بحزم تجاه كل من يسيء استخدام هذه المنصات.
كما دعت النائبة هند رشاد إلى تكثيف جهود التوعية المجتمعية والإعلامية وتوجيه رسائل واضحة للأسر المصرية حول ضرورة متابعة ما يتعرض له أبناؤهم من محتوى مشيرة إلى أن المسؤولية في هذا الملف ليست أمنية فقط، بل ثقافية وتربوية في المقام الأول