تدخل الحياة السياسية فى مصر مرحلة جديدة بإجراء انتخابات مجلس الشيوخ والتى تبدأ فى الخارج اليوم بالمصريين فى نيوزيلندا، فيما تجرى فى الداخل يومى 4 و5 أغسطس.
وفى ختام فترة الدعاية الانتخابية لمجلس الشيوخ، وفى توقيت بالغ الأهمية يترقب فيه الشارع السياسى المصرى ما ستفرزه صناديق الاقتراع، نرصد فى هذا الحوار مع السيد القصير، الأمين العام لحزب الجبهة الوطنية، استعدادات الحزب لخوض المعركة الانتخابية، ورؤيته للدور الوطنى المنتظر من الأحزاب السياسية، فى ظل التحديات الراهنة، وعلى رأسها حرب الشائعات الممنهجة ومحاولات التشويه التى تشنها جماعة الإخوان الإرهابية ضد الدولة المصرية.. وإلى نص الحوار:
كيف استعد حزب الجبهة الوطنية لخوض انتخابات مجلس الشيوخ؟
نحن نعمل على تقديم نموذج سياسى مشرف يعكس تطلعات الشعب المصري. دفعنا بـ12 مرشحًا ضمن القائمة الوطنية من أجل مصر و10 مرشحين على المقاعد الفردية، ونركز على تعزيز المشاركة الفاعلة من جميع المواطنين، بما يعكس وعى الشعب المصرى بأهمية دوره فى الحياة السياسية.
بالنسبة لنا فإن الحزب نظم أكثر من 15 مؤتمرا جماهيريا حاشدا فى معظم المحافظات التى يوجد للحزب فيها مرشحون شهدت هذه المؤتمرات حضورا حاشدا من المواطنين وهذا يعكس بالتأكيد على وجود أرضية كبيرة للحزب فى الشارع المصرى وشعبية مرشحيه.
إضافة إلى ذلك فإن الحزب لديه خطة واضحة يسعى لتنفيذها، الحزب يمتلك من الحلول والرؤى والدراسات حول كثير من القضايا الشائكة التى تهم المواطن المصرى، والهدف الأساسى والأول هو الوصول إلى المواطن بشكل إيجابى ومختلف، فى إطار من الهدف العام وهو دعم وتنمية الدولة المصرية ومسارات عملها فى مختلف المجالات.
كل القضايا التى تهم الدولة المصرية والمواطن المصرى هى اهتمام أصيل لحزب الجبهة، فى ظل ما يضمه بين هيئته التأسيسية من قيادات متمرسة، صاحبة قصص نجاح وصاحبة خبرات فى مجالات مختلفة، وتستطيع أن تصنع الفارق.
ماذا عن الجهد المشترك بين الأحزاب بالقائمة الوطنية من أجل مصر؟
الحزب منذ المؤتمرات التحضيرية الأولى لتأسيسه وهو يعلن أن من ضمن مبادئه هو توسيع دائرة التشارك والتشاور مع الأحزاب السياسية الفاعلة والشركاء السياسيين بهدف الوصول إلى أرضيات وتفاهمات مشتركة حول بعض القضايا الشائكة التى تهم المواطن والوطن فضلا عن أننا أعلنا أيضا أننا حزب يسعى للمشاركة السياسية وتوسيع دائرة التعددية الحزبية وليس المغالبة التى تستهدف الاستحواذ ونريد أن نقدم نموذجا محترما ومن ثم فإن انضمامنا الى القائمة الوطنية من أجل مصر يتفق مع هذا المبدأ ويعكس أن مؤسسات الدولة والأحزاب تتوحد تحت المشروع القومى الوطنى وهو مصر وهذا النموذج يعنى تغليب المصلحة العامة على المصلحة الحزبية الخاصة وهو نموذج محترم نتمنى أن يستمر ويتزايد فى انتخابات مجلس النواب القادمة.
وهنا أحب أن أؤكد أن هذا التحالف هو تحالف انتخابى لا يؤثر على تنوع الرؤى السياسية لكل حزب وأنه استهدف تحفيز المواطنين على المشاركة.
كيف تعامل الحزب مع ضيق الوقت وضغط فترة الاستحقاق الدستورى وفقًا للجدول الزمنى المطروح؟
نحن ملتزمون بالجدول الزمنى الذى حددته الهيئة الوطنية للانتخابات لكننا عملنا على تكثيف المؤتمرات واللقاءات الجماهيرية الحاشدة لدرجة أننا كنا نعقد أكثر من مؤتمر بأكثر من محافظة فى يوم واحد وعلى سبيل المثال نظمنا ثلاثة مؤتمرات حاشدة يوم الاثنين الماضى فى محافظات الجيزة والغربية والبحيرة.
ما المعايير التى على أساسها تم اختيار المرشحين؟
الحزب يولى أهمية قصوى لأن تخرج انتخابات مجلس الشيوخ المقبلة بصورة مشرفة تليق بالدولة المصرية، وتعكس الإرادة الشعبية الحقيقية، وتُفرز كوادر وطنية مخلصة قادرة على تمثيل المواطن المصرى والتعبير عن تطلعاته وآماله، خاصة أن مجلس الشيوخ يعد بيت الخبرة التشريعية ويساهم بشكل استراتيجى فى مشروعات القوانين التى تحال إليه من الدولة أو مجلس النواب.
الحزب وضع معايير لاختيار المرشحين، والتأكيد على ضرورة تمتعهم بالنزاهة والكفاءة المهنية والسياسية، والقدرة على التواصل المجتمعى والشعبى، بما يعكس هوية الحزب وأفكاره وأهدافه.
كيف يولى حزب الجبهة الوطنية اهتماما بالمرأة والشباب؟
يولى حزب الجبهة اهتماما بالغا بقضايا المرأة، إدراكا منه لأهمية دورها فى بناء المجتمع والمشاركة فى الحياة السياسية، ومنذ تأسيسه، سعى الحزب إلى تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها فى مختلف المجالات.
ويؤكد الحزب دعمه الكامل للقوانين والإجراءات التى تهدف إلى تمكين المرأة ووضع قضاياها فى صدارة أولويات المشرع كما يسعى حزب الجبهة الوطنية إلى تعزيز مشاركة المرأة فى الحياة السياسية من خلال دعم تمثيلها فى البرلمان، خاصة أن المرأة كانت حاضرة بقوة فى كل الاستحقاقات الوطنية.
كما يولى الحزب اهتماما كبيرا بالشباب، إدراكا منه بأهمية دورهم فى بناء مستقبل الوطن وتعزيز الحياة السياسية، ومنذ تأسيسه، وسعى الحزب إلى تمكين الشباب وإشراكهم فى مختلف جوانب العمل الحزبى والسياسى.
ويضم الحزب مجموعة متميزة من القيادات الشبابية إلى صفوفه، وذلك فى إطار اهتمامه بقضايا الشباب ودورهم الفاعل فى رسم ملامح المستقبل.
ويؤمن حزب الجبهة الوطنية بأن تمكين الشباب لا يقتصر على إشراكهم فى الأنشطة الحزبية فقط، بل يتعدى ذلك إلى توفير بيئة سياسية تتيح لهم التعبير عن آرائهم والمساهمة فى صنع السياسات.ونضع فى مخططنا أن يكون الحزب منصة للشباب للتعبير عن آرائهم وأفكارهم وينقل طموحاتهم إلى متخذ القرار بدلا من انصرافهم إلى المنصات الرقمية غير المنظمة.
ويوجه حزب الجبهة الوطنية الشباب إلى المشاركة فى الانتخابات ويناشد الشباب على أهمية المشاركة فى الانتخابات والنزول والإدلاء بأصواتهم باعتباره واجبا وطنيا وحقا دستوريا، وأن يساهموا فى اختيار من يمثلهم بأنفسهم ويساهموا فى صنع القرار وبناء المستقبل.
هل أفرزت السنوات الأخيرة كوادر سياسية وبرلمانية قادرة على تمثيل المواطن بفاعلية؟
مصر مليئة بالخبرات والكفاءات القادرة على تمثيل الوطن فى كل المجالات وبالتأكيد فى كل مرحلة يظهر بها عدد من الكوادر فى كل الأعمار سواء رجال أو سيدات أو شباب.
وهنا لا بد أن أشيد بتجربة ونموذج تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين والتى قدمت نماذج من الشباب أثبتوا كفاءتهم تحت قبة البرلمان وهى تجربة مفيدة تحتاج إلى توسع وتحتاج إلى الاقتياد بها وتؤكد بأن الشباب المصرى عندما يؤهل ويدرب يكون قادرا على التمثيل المشرف والفعال سواء فى البرلمان أو غيره من المناصب القيادية والسياسية.
كيف ترون عملية تأمين التصويت فى الانتخابات؟
نثق فى قدرة الهيئة الوطنية للانتخابات على وضع الضوابط واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة عملية التصويت للمصريين سواء بالداخل أو بالخارج، بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة بالأمر.
وجدير بالذكر أن المشاركة الشعبية الواسعة هى الضمانة الحقيقية لنزاهة الانتخابات، ولتمثيل كل التوجهات الوطنية داخل البرلمان.
التصويت فى الانتخابات ليس فقط حقًا دستوريًا، بل هو واجب وطنى يُعبر من خلاله المواطن عن رأيه ويساهم فى بناء الدولة، عدم المشاركة يفتح الباب أمام فوز ممثلين لا يعبرون عن إرادة الأغلبية.
مصر تستحق أن نشارك جميعًا فى العملية الانتخابية، انزل وشارك، صوتك يصنع الفارق، المشاركة واجب وطنى وحق دستورى، ولا تترك غيرك يختار نيابة عنك، بل اختر من يمثل صوتك بحق.
ما أهمية المشاركة فى انتخابات مجلس الشيوخ؟
حزب الجبهة رغم أنه حزب حديث إلا أنه نظرا لما يمتلك من خبرات وكفاءات متميزة لها تاريخ فى العمل البرلمانى والسياسى والتنفيذى والاقتصادى والأمنى والرياضى وكثير منهم لهم قصص نجاح فقد سعى الحزب للمشاركة فى انتخابات مجلس الشيوخ 2025 باعتباره يمثل استحقاقًا دستوريًا مهمًا.
ما تعليقك على انتشار الشائعات الفترة الحالية وكيفية التصدى لها؟
الشائعات لم تعد مجرد ظاهرة، بل جزء من حرب نفسية منظمة تستهدف كسر ثقة المواطن فى مؤسسات بلده، حزب الجبهة الوطنية يتعامل مع هذه الشائعات بالوعى والتوعية، ونعتمد على كوادرنا المنتشرة فى الشارع لنقل الحقائق، وتصحيح المفاهيم، وهنا نؤكد أن تماسك الجبهة الداخلية هو الضمان الوجودى للدولة المصرية فى ظل التحديات الراهنة، لذلك ندعو الجميع على ضرورة الالتفاف حول الوطن، والثقة فى مؤسساته وعدم الانسياق وراء الشائعات المغرضة التى تستهدف النيل من الدولة المصرية وقيادتها.
كيف ترى الدعوات التحريضية أمام السفارات؟
الحزب يندد بدعوات التظاهر أمام السفارات المصرية بالخارج فهى دعوات مشبوهة أهدافها تحريضية ضد مصر وبعيدة كل البعد عن الدعم الفلسطينى.
كيف ترون موقف مصر فى دعم القضية الفلسطينية؟
يثمن الحزب الكلمة المهمة التى ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسى بشأن الوضع الإنسانى المتدهور فى قطاع غزة، والتى عبر فيها عن الموقف المصرى الثابت والداعم للشعب الفلسطينى الشقيق، مصر لا يمكن أن تقف موقفا سلبيا إزاء معاناة الأشقاء فى غزة، وأن دورها سيظل شريفا واضحا ومخلصا وأمينا.
ويشدد الحزب بكل قياداته وقواعده الشعبية والتنفيذية على الرسائل التى أعلنها الرئيس فى كلمته وأهمها ضرورة إدخال أكبر حجم ممكن من المساعدات الإنسانية لأهالى قطاع غزة للتخفيف من حدة الأزمة الراهنة؛ والتمسك بالموقف المصرى التاريخى، الذى لم ولن يتغير، فى الانتصار لأصحاب الأرض والعمل الدؤوب لإيجاد حلول سياسية عادلة تنهى الحرب وتضع حدا للمعاناة.
والنداء الذى وجهه الرئيس السيسى للمجتمع الدولى، وخاصة للرئيس الأمريكى لا بد أن يجد من يستمع له بعين التنفيذ، لبذل أقصى جهد من أجل وقف الحرب والعدوان على القطاع، كونه مسؤولية إنسانية وأخلاقية قبل أن تكون سياسية.
هذه الكلمة تعكس بوضوح نهج القيادة السياسية المصرية التى تعلى دائما من قيمة الإنسان وتكرس مكانة مصر فى الاستقرار الإقليمى وصوت عاقل فى خضم الأزمات.
