الخميس، 31 يوليو 2025 04:48 م

روشتة إنقاذ "اللياقة" في مصر.. 30 توصية لـ"الإحصاء" لتغيير وجه الرياضة ومواجهة السلبيات.. بناء أندية خاصة لغير القادرين.. خفض أسعار الاشتراكات.. جعل التربية الرياضية مادة أساسية..وكسر القيود الاجتماعية في الريف

روشتة إنقاذ "اللياقة" في مصر.. 30 توصية لـ"الإحصاء" لتغيير وجه الرياضة ومواجهة السلبيات.. بناء أندية خاصة لغير القادرين.. خفض أسعار الاشتراكات.. جعل التربية الرياضية مادة أساسية..وكسر القيود الاجتماعية في الريف ممارسة الرياضة
الأربعاء، 30 يوليو 2025 08:00 م
كتبت- هبة حسام

في ظل تزايد التحديات المرتبطة بصحة المواطنين، وتراجع معدلات ممارسة النشاط البدني، وارتفاع نسب الخمول البدني والسمنة، قدم الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء "روشتة متكاملة" من التوصيات والسياسات المقترحة للنهوض بالواقع الرياضي في مصر، وذلك ضمن دراسة تحليلية سلطت الضوء على أبرز المعوقات والسلبيات التي تحول دون تبني نمط حياة نشط لدى فئات المجتمع المختلفة، وعلى رأسها فئة الأطفال والمراهقين والشباب.

 

وتضمنت التوصيات عددًا كبيرًا من المحاور، منها ما يتعلق بالبنية التحتية، ومنها ما يخص الجوانب التوعوية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، إلى جانب دعوات مباشرة للجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص للعمل سويًا من أجل الارتقاء بالمشهد الرياضي ودعم ثقافة الحركة والنشاط البدني في الحياة اليومية.

 

أندية بأسعار ملائمة وبنية تحتية للجميع
 

أوصى الجهاز بضرورة تخفيض أسعار الاشتراكات في الأندية ومراكز الشباب لتشجيع الأفراد على الاشتراك والمشاركة، مع التأكيد على أهمية أن تتولى الدولة بنفسها بناء أندية تابعة للقطاع الخاص، ولكن مخصصة لغير القادرين، على أن تكون الاشتراكات فيها ملائمة وتخضع لرقابة وزارة الشباب والرياضة من النواحي الفنية والاجتماعية والمالية.

 

download
 

كما شددت التوصيات على ضرورة التوسع في المرافق والبنية التحتية الرياضية وإتاحتها لكافة أفراد المجتمع، سواء كانوا أصحاء أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، مما يسهم في رفع معدلات ممارسة الرياضة.

 

تنوع الأنشطة وتوسيع المتابعة الإعلامية
 

في ظل هيمنة كرة القدم على المشهد الرياضي، شددت التوصيات على ضرورة الاهتمام بكافة أنواع الرياضات، من حيث الدعم والترويج والمتابعة، بما يعزز التنوع ويرفع الوعي برياضات أخرى قد تتناسب مع فئات مختلفة من السكان.

 

ودعا التقرير إلى ضرورة تنظيم حملات توعية واسعة النطاق، سواء عبر المحاضرات والندوات أو من خلال البرامج التليفزيونية والإذاعية، لتوضيح الفوائد الصحية والنفسية لممارسة الرياضة، خاصة في الريف والمناطق المهمشة.

 

مبادرات ومواقع تواصل ومناهج تعليمية
 

وأكدت التوصيات على ضرورة التوعية بمبادرات وزارة الشباب والرياضة من خلال المدارس والجامعات ووسائل الإعلام المختلفة، إلى جانب استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لـ"بوابة الشباب والرياضة" والأنشطة المتاحة من خلالها.

 

download
 

كما أوصى الجهاز بزيادة التوعية بأهمية الرياضة من خلال المناهج الدراسية، مع تفعيل مادة التربية الرياضية كمادة أساسية، بالإضافة إلى تخصيص وقت يومي أثناء اليوم الدراسي أو العمل لممارسة الرياضة، مما يساعد في التغلب على عذر "ضيق الوقت" الشائع بين العديد من الفئات.

 

حملات توعوية حسب الفئة العمرية
 

شددت التوصيات على أهمية تصميم حملات التوعية بناءً على الفئات العمرية المستهدفة، فالشباب يمكن تحفيزهم عبر الحديث عن اللياقة البدنية والمظهر الجيد، أما كبار السن فيمكن التأكيد على أهمية الرياضة في الوقاية من الأمراض المزمنة وتحسين الحالة الصحية العامة.

 

كما دعا الجهاز إلى تعزيز جهود التوعية الخاصة بالمجتمعات الريفية، لا سيما فيما يخص التقاليد التي قد تعيق ممارسة الفتيات للرياضة، مما يستدعي إنتاج محتوى إعلامي يستجيب لحساسية السياق الثقافي والاجتماعي في تلك المناطق.

 

برامج لمكافحة الإدمان الإلكتروني والتدخين
 

أوصى التقرير بالتوسع في حملات البرنامج القومي للتوعية بمخاطر الإدمان الإلكتروني تحت شعار "شباب واعي"، للتنبيه إلى مخاطر الإفراط في استخدام الشاشات، وما يرتبط به من خمول بدني واضطرابات نوم وسوء تغذية وآلام جسدية.

 

download
 

كذلك أكد على أهمية تنظيم فعاليات رياضية تساهم في تقليل نسب التدخين، نظرًا لوجود علاقة وثيقة بين ممارسة الرياضة والإقلاع عن هذه العادة الضارة.

 

نشاط بدني للأطفال والكبار
 

وشددت التوصيات على ضرورة تشجيع الأطفال والمراهقين من عمر 5 حتى 17 عامًا على ممارسة الرياضة بمعدل لا يقل عن 420 دقيقة أسبوعيًا، لما في ذلك من فوائد صحية ونفسية طويلة الأجل، إلى جانب التأكيد على أهمية ممارسة البالغين للنشاط البدني بانتظام.

 

كما دعت التوصيات الدولة إلى تقديم حوافز ومكافآت للمواطنين للمشاركة في الأنشطة الرياضية، وتشجيعهم على تبني أنماط حياة نشطة تشمل المشي اليومي وممارسة الرياضات البسيطة مثل الجري، التي لا تتطلب أدوات باهظة الثمن.

 

images
 

الكشف الطبي والتغذية والدعم النفسي
 

أوصى التقرير أيضًا بضرورة توعية الأفراد بأهمية الكشف الطبي الدوري قبل أو أثناء أو بعد ممارسة الرياضة، مع توفير أماكن للكشف داخل الأندية ومراكز الشباب، إلى جانب التوعية بأنظمة التغذية الصحية المناسبة للرياضيين من حيث نوعية الطعام وتوقيتات تناوله.

 

كما لم يغفل التقرير الجوانب الاجتماعية والنفسية، إذ دعا إلى تقديم الرعاية النفسية للرياضيين عبر مختصين في هذا المجال، من خلال الندوات أو الكشف المباشر، للوقاية من النزاعات والمشكلات النفسية التي قد تعيق ممارسة الرياضة.

 

البحث العلمي وسياسات شاملة
 

وأشار التقرير إلى ضرورة تكثيف الحملات التوعوية حول أخطار الجلوس لفترات طويلة، والتحفيز على تبني أنشطة بديلة تتطلب حركة بدنية، كما شدد على أهمية الاستثمار في البحث العلمي لفهم التأثيرات الصحية للخمول الجسدي، وتطوير سياسات وتقنيات طبية تساعد في مكافحته.

 

وفي ختام توصياته، دعا الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إلى تطوير سياسات وطنية متكاملة تشارك فيها الحكومة والمؤسسات الخاصة والمجتمع المدني، بهدف ترسيخ ثقافة النشاط البدني، وتوفير بيئة صحية محفزة تدفع الأفراد نحو حياة أكثر نشاطًا وتوازنًا.

 

images
 

 


الأكثر قراءة



print