يُعدّ العنف ضد الأطفال من الظواهر الخطيرة التي تهدد صحة ونمو الأجيال القادمة، وتؤثّر بشكل مباشر على مستقبل المجتمع بأسره، ويتخذ العنف أشكالًا متعددة تشمل الإيذاء الجسديّ والنفسيّ والجنسيّ، والإهمال؛ مما يترك أثرًا عميقًا على الأطفال من الناحية النفسيّة والسلوكيّة.
وتسعى حملة (صحح مفاهيمك) لوزارة الاوقاف ،إلى تسليط الضوء على أبعاد هذه الظاهرة، وتعزيز الوعي المجتمعي والديني بأهمية حماية الطفولة مع تقديم حلول عملية وسبل وقائية عبر خطاب توعويّ ودعويّ متكامل.
صور الظاهرة ومظاهرها
- الإيذاء الجسديّ: ضرب، وصفع، ووحشيّة في التعامل.
- الإيذاء النفسيّ: الإهانة، والتقليل من الذات، والتهديد.
- الإهمال: عدم توفير الرعاية الصحية والتعليميّة.
- الاعتداء الجنسيّ والاستغلال.
- التنمّر داخل الأسرة والمدرسة والوسط الاجتماعيّ.
- استغلال الأطفال في أعمال غير مناسبة لأعمارهم.
الأبعاد الخطيرة للظاهرة
أ. البُعد النفسيّ والاجتماعيّ
اضطرابات نفسية طويلة الأمد، مثل: القلق، والاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة.
تراجع الثقة بالنفس وصعوبة بناء علاقات صحية.
ارتفاع معدلات العزلة والانطواء.
تأثير سلبي على التحصيل الدراسي والسلوك الاجتماعي.
ب. البُعد الجسديّ والصحيّ
إصابات وآثار جسدية قد تؤدي إلى إعاقات دائمة.
تأخر في النمو البدني والعقلي.
زيادة احتمالية الإصابة بأمراض نفسية وجسدية لاحقًا.
ج. البُعد الأسريّ
تفكّك الأسرة بسبب العنف المستمر.
ضعف الروابط الأسرية وانعدام التواصل الفعّال.
انتقال سلوك العنف من جيل إلى آخر.
د. البُعد القانونيّ
مخالفة واضحة للقوانين التي تحمي حقوق الطفل.
ضعف في تطبيق العقوبات على المعتدين.
قلة الوعي بحقوق الطفل داخل المجتمع.
ه. البُعد الدينيّ والأخلاقيّ
العنف ضد الأطفال مخالف لأوامر الشرع التي تحث على الرحمة والرأفة.
خرق لقيم الأمانة والعدل التي يجب أن تسود في الأسرة والمجتمع.
تعارض مع مبادئ التربية الإسلامية القائمة على الحب والحنان.
الرؤية الدينية والتأصيل الشرعي
- قال تعالى: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ} [الإسراء: ٢٣]، ويمتدّ الإحسان ليشمل كل من يحتاج للرعاية.
- قال النبي - صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِرْ كَبِيرَنَا» [رواه الترمذي].
- تحريم إيذاء الضعفاء والبر بالضعفاء من المبادئ الأساسية في الإسلام.
المفاهيم المغلوطة التي تسعى الحملة لتصحيحها
أنّ الضرب وسيلة فعالة للتربية.
أنّ العنف النفسي لا يؤثر على نفسية الطفل.
أنّ الأطفال لا يشعرون بما يحدث لهم.
إهمال حقوق الطفل واعتبارهم مسئولية بسيطة لا تحتاج اهتمامًا خاصًّا.
أنّ العنف داخل الأسرة أمر خاص لا ينبغي التدخل فيه.
كيفية تناول الحملة للموضوع
أ.المسار الدعويّ
توعية شرعية بمبادئ الرحمة والإحسان في التعامل مع الأطفال.
تأكيد حرمة العنف وأثره السلبي على الفرد والمجتمع.
عرض نصوص شرعية تحث على حماية الطفولة والعناية بها.
ب. المسار التوعويّ والإعلاميّ
إنتاج محتوى فيديو توعوي عن أشكال العنف وتأثيراتها.
قصص حقيقية تعكس معاناة الأطفال المتعرضين للعنف.
حملات على وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز ثقافة الاحترام والرحمة.
ج. المسار المجتمعيّ والأسريّ
ورش عمل لأولياء الأمور حول التربية الإيجابية وأساليب التعامل السليمة.
برامج دعم نفسي للأطفال المتضررين وأسرهم.
إنشاء مراكز استقبال وتوجيه للبلاغات عن العنف.
د. المسار المدرسيّ والشبابيّ
إدخال مفاهيم حقوق الطفل والتوعية ضد العنف في المناهج التعليمية.
تنظيم ندوات تفاعلية مع الطلاب لتعزيز بيئة مدرسية آمنة.
إشراك الشباب في حملات توعوية ومبادرات ضد العنف.
ه. المسار القانونيّ والإجرائيّ
التوعية بحقوق الطفل والقوانين المنظمة لحمايته.
دعم مؤسسات الحماية وتسهيل آليات الإبلاغ.
تعزيز تطبيق العقوبات الرادعة للمتعدين.
الرسائل المحورية للحملة
- الطفل يحتاج إلى الحنان لا العنف.
- التربية بالحب والرحمة تبني أجيالًا قوية وآمنة.
- حماية الأطفال مسئولية مجتمعية وأخلاقية.
- العنف ضد الأطفال يدمّر مستقبل الوطن.
- لا تسكت عن العنف، بل كن صوتًا للطفولة.
الهدف من تناول هذا الموضوع
رفع الوعي بأشكال العنف وتأثيرها العميق على الأطفال.
دعم الأسرة والمجتمع في تبني أساليب تربية إيجابية.
حماية حقوق الأطفال القانونيّة والدينيّة.
توفير بيئة آمنة وصحية للأطفال للنمو السليم.
تحفيز المجتمع على اتخاذ موقف حاسم ضدّ العنف.
فالعنف ضد الأطفال جرحٌ لا يُشفى بسهولة، ويتطلب منا جميعًا وقفة جدية ومسئولة، وتقدم حملة (صحح مفاهيمك) خطابًا متكاملًا يجمع بين التوجيه الديني، والتوعية النفسية، والدعم المجتمعي؛ لتصحيح المفاهيم المغلوطة، وبناء بيئة آمنة ومليئة بالحب للأطفال؛ ليكونوا نواة لمستقبل أفضل.