الخميس، 24 يوليو 2025 01:01 ص

الجوع يجتاح غزة.. الفلسطينيون يتساقطون شهداء من الجوع والمنظمات الدولية تستغيث.. الأونروا: المجاعة تتفشي والمساعدات تفسد على المعبر .. والعفو الدولية: استخدام الجوع كسلاح جريمة حرب

الجوع يجتاح غزة.. الفلسطينيون يتساقطون شهداء من الجوع والمنظمات الدولية تستغيث.. الأونروا: المجاعة تتفشي والمساعدات تفسد على المعبر .. والعفو الدولية: استخدام الجوع كسلاح جريمة حرب قطاع غزة
الأربعاء، 23 يوليو 2025 06:00 م
كتبت آمال رسلان

 والمبعوث الأمريكي يسابق الزمن لاتفاق وقف إطلاق النار قبل إبادة سكان القطاع
 

اجتاح الجوع قطاع غزة فتساقط الأطفال والكبار موتي أمام أعين العالم أجمع في مشهد مخزي لا يمكن محوه من صفحات التاريخ، بعد أن منعت إسرائيل دخول المساعدات منذ شهور وفرضت حصارا مشددا على مئات آلاف من المدنيين، فضلا عن مصائد الموت التي نصبتها للفلسطينيين من خلال مؤسسة غزة الإنسانية، والتي تتحكم فيها إسرائيل وتستخدمها لاغتيال الجوعى.

وطالب الإعلام الحكومي بقطاع غزة بفتح تحقيق دولي عاجل في ممارسات "مؤسسة غزة الإنسانية" ومحاسبة المتورطين في قتل الفلسطينيين، وقال الإعلام الحكومي بغزة إن "مؤسسة غزة الإنسانية" تمارس دورا عسكريا في مناطق النزوح القسري، مضيفا أنها تخضع لأجندات استخباراتية وأمنية واضحة.

وأكد أن مؤسسة غزة الإنسانية تمثل انتهاكا مباشرا للقانون الدولي الإنساني، مطالبا بوقف عملها فورا، جاء ذلك في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 111 شهيدا، مشيرة إلى ارتقاء 10 شهداء بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال الساعات الـ24 الماضية.

ليس المواطنين فقط من يعانون الجوع بل إن الصحفيين وعمال الإغاثة وحتى الأطباء جميعهم أصبحوا منهكون لا يتمالكون الوقوف على أقدمهم، وهذا ما أكدته وكالة الأونروا الأممية، اليوم الأربعاء حيث قالت إن الفلسطينيين في غزة بمن فيهم موظفوها يتعرضون للإغماء بسبب الجوع الشديد، مشيرة إلى وفاة أطفال ومعاقين بالقطاع نتيجة التجويع وسوء التغذية الحاد.

وجددت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" - في منشور على منصة إكس الدعوة إلى رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية لإنهاء المجاعة فيه.

 

وذكرت الأونروا :"يُغمى على الناس في غزة، بسبب الجوع والتجويع الشديدين، بمن فيهم الأطفال وذوو الاحتياجات الخاصة وموظفو الأونروا بسبب سوء التغذية الحاد، ولدى الأونروا وحدها آلاف الشاحنات في الدول المجاورة تنتظر دخول غزة، منذ أن حظرت السلطات الإسرائيلية دخولها في مارس الماضي، ويجب رفع الحصار الآن للسماح بدخول مساعداتنا الإنسانية المنقذة للحياة".

واتهم المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، السلطات الإسرائيلية بتصعيد سياسة تكميم الأصوات، عبر منع دخول العاملين الإنسانيين إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدًا أن هذه الإجراءات تعيق توثيق الفظائع وتعمّق عزل قطاع غزة عن العالم.

وقال لازاريني عبر منصة إكس : "وكأن الحظر المفروض على وسائل الإعلام الدولية لم يكن كافيًا، حتى العاملون في المجال الإنساني يتم حظرهم أيضًا عندما يُبلّغون عن الفظائع المرتكبة في غزة وأماكن أخرى في الأرض الفلسطينية المحتلة".

وأشار لازاريني، إلى أن رفض السلطات الإسرائيلية منح تأشيرة دخول لزميله في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، جوناثان ويتال، هو "أحدث حلقة في سلسلة القيود المتصاعدة".

وأضاف: أن هذه السياسة باتت نمطًا متكررًا منذ بداية الحرب على غزة، إذ تزايدت حالات رفض أو عدم تجديد التأشيرات لموظفي الأمم المتحدة، بمن فيهم منسقو الشؤون الإنسانية، ورؤساء الوكالات الأممية، وموظفو المنظمات غير الحكومية الدولية.

وكشف المفوض العام أن "جميع موظفي الأونروا الدوليين لم يُمنحوا تأشيرات دخول منذ ما يقرب من ستة أشهر"، مضيفًا: "أنا نفسي مُنعت من دخول غزة منذ مارس 2024، عقب صدور قرار محكمة العدل الدولية، كما مُنعت من دخول الضفة الغربية بما فيها القدس منذ يونيو 2024".

وأشار لازاريني، إلى أن الحكومة الإسرائيلية تبنّت أيضًا قيودًا تشريعية تهدف إلى ترهيب منظمات حقوق الإنسان المحلية.

 

وأكد المفوض العام للأونروا أن "منح التأشيرات للعاملين في المجال الإنساني ضرورة ملحّة لتمكينهم من دعم زملائهم الفلسطينيين في أداء مهامهم الحيوية"، محذرًا من أن استمرار منع دخول الإعلاميين والموظفين الدوليين "يعزز انتشار المعلومات المضللة ويزيد من تجريد سكان غزة من إنسانيتهم".

كما اتهمت منظمة العفو الدولية "إسرائيل" باستخدام التجويع كسلاح حرب وأداة لارتكاب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدة أن ما يتعرض له السكان هناك يشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي.

وقالت المنظمة، في منشور نشرته عبر منصة (إكس) اليوم الأربعاء، إن الفلسطينيين في غزة، بمن فيهم موظفوها، يعانون من مجاعة متفاقمة لحظة بلحظة، في ظل نظام "توزيع المساعدات" القائم على التمييز والتسليح، والذي تفرضه "إسرائيل" وتمنع عبره وصول المساعدات الإنسانية بصورة آمنة ومحايدة.

وأضافت أن أكثر من 800 فلسطيني قُتلوا أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية، داعية إلى وقف هذه الممارسات فورًا.

وشددت المنظمة على أن "الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة يجب أن تنتهي فورًا"، مطالبة برفع جميع القيود المفروضة على دخول المساعدات، وإعادة تفعيل نظام توزيع المساعدات التابع للأمم المتحدة، وضمان وصولها الآمن والكريم وغير المقيد إلى جميع أنحاء القطاع.

ودعت العفو الدولية المجتمع الدولي إلى "كسر حالة الجمود"، واتخاذ خطوات فورية وفعالة لضمان امتثال "إسرائيل" الكامل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني.

ويسارع المفاوضون الزمن لمحاولة التوصل إلي اتفاق وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس قبل أن تتفشي المجاعة وتقضي على الجميع، حيث تستضيف العاصمة الإيطالية روما، الخميس، اجتماع أمريكي إسرائيلي قطري بشأن المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل أسرى بين تل أبيب وحركة حماس.

ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، من المقرر أن يلتقي ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غدا في روما مع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر وممثل عن قطر.

واعتبرت "يديعوت أحرونوت" أن "المفاوضات شهدت دفعة قوية الأربعاء مع وصول ويتكوف المتوقع إلى المنطقة".

وأشارت إلى أنه "تبقى نقطة الخلاف الرئيسية هي خطوط الانسحاب التي ستلتزم بها إسرائيل، مع تضييق الفجوة إلى مئات من الأمتار"، وفق الصحيفة، وتابعت: "تفيد تقارير بأن إسرائيل مستعدة لقصر وجود قواتها على عمق يراوح بين 1000 و1200 متر من مسار فيلادلفيا، بينما تطالب حماس بـ800 متر فقط".

ومساء الثلاثاء، أعلنت الخارجية الأمريكية أن ويتكوف في طريقه إلى الشرق الأوسط لإجراء مباحثات بشأن فتح "ممر" لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة ووقف إطلاق نار.

وأضافت الصحيفة أنه "إذا تم إحراز تقدم، فسيصل ويتكوف إلى الدوحة لتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن (الأسرى)".

 

 

 


print