بالتزامن مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية لمجلسى الشيوخ والنواب، تتسارع وتيرة استعدادات الأحزاب لجاهزية كوادرها وقواعدها، وكان لنا حوار مع الدكتور ممدوح محمد محمود، رئيس حزب الحرية المصري، للوقوف على رؤية الحزب وخططه لخوض الانتخابات، وموقفه من المشاركة فى القائمة الوطنية، ومدى جاهزيته للمنافسة فى المرحلة المقبلة.
وإلى نص الحوار..
- كيف استعد حزب الحرية المصرى لخوض الانتخابات النيابية؟
استعداداتنا بدأت مبكرا من خلال خطة شاملة، راعت الجوانب التنظيمية والسياسية والميدانية، حرصنا على اختيار مرشحينا وفق معايير واضحة تركز على الكفاءة، والنزاهة والحضور المجتمعي، والتفاعل مع المواطنين، مع مراعاة طبيعة كل دائرة وخصوصيتها.
وانطلاقا من مسئوليتنا الوطنية، قرر المكتب السياسى للحزب دعم القائمة الوطنية من أجل مصر، والالتزام بقرارات القوى السياسية، إيمانا بأن المشاركة فى تحالف سياسى كبير، ضرورة فى هذه المرحلة لدعم استقرار الدولة.
- ما الرسائل الأساسية التى تركز عليها حملة الحزب الانتخابية خلال هذه الدورة؟
رسالتنا الأساسية ترتكز حول تحقيق الاستقرار الوطنى، وتعزيز التنمية الشاملة، والمشاركة المجتمعية الفاعلة، ولدينا إيمان عميق بأن مجلس الشيوخ بما لدى أعضائه من خبرات سياسية وعلمية متميزة، يمكن أن يسهم بدور محورى فى تعزيز الإصلاح الاقتصادى، ودعم التشريعات والسياسات العامة التى تساند الدولة فى مواجهة التحديات.
- لماذا اكتفى حزب الحرية المصرى بالدفع بمرشح واحد فقط على القائمة الوطنية وعدم دفع مرشحين بالفردى؟
حزب الحرية المصرى التزم بما تم التوافق عليه بين الأحزاب والقوى السياسية المشاركة فى القائمة الوطنية من أجل مصر، وقرر المكتب السياسى للحزب عدم منافسة مرشحى أحزاب القائمة على المقاعد الفردى.
- ما تقييمكم لتجربة المشاركة فى القائمة الوطنية من أجل مصر؟
تجربة المشاركة فى القائمة الوطنية من أجل مصر ناجحة فى جميع جوانبها، حيث تسهم فى ترسيخ ثقافة العمل الجماعى بين القوى السياسية، وتعزيز الحوار البناء، وتجاوز النظرة الضيقة للمكاسب الحزبية، لتحقيق المصلحة العليا للوطن وتغليب المصلحة العامة.
- كيف جرى التنسيق بين الحزب وباقى مكونات التحالف؟
التنسيق مع باقى مكونات التحالف يجرى بشكل مؤسسى، من خلال مشاورات جادة واحترام متبادل، ونعتبره خطوة مهمة نحو تشكيل تحالفات سياسية قوية تخدم الوطن قبل أى اعتبارات أخرى.
- ما المعايير التى يعتمدها الحزب فى اختيار مرشحيه؟
اعتمدنا فى اختيار المرشحين فى الانتخابات على الكفاءة، النزاهة، الخبرة الميدانية، وقوة التواصل مع المواطنين، والقدرة على تمثيل المواطنين بفاعلية، ولذلك خضعت عملية الترشح للانتخابات لتقييمات من خلال لجنة مختصة داخل الحزب، ونحرص على أن يكون المرشح يمثل إضافة حقيقية وفعالة داخل المجلس.
- كيف يخطط الحزب لدعم مرشحيه على الأرض؟ وهل هناك خطة ميدانية منظمة لضمان الانتشار الجماهيري؟
بالتأكيد، لدينا خطة ميدانية تشمل تشكيل غرف عمليات مركزية وفرعية، وتنظيم حملات جماهيرية فى القرى والمدن، مع استخدام أدوات تكنولوجية للتواصل مع الناخبين، بما يضمن وصول الرسالة الانتخابية لكل مواطن.
كما نعتمد على كوادر الحزب فى المحافظات فى دعم المرشحين ميدانيا وتفعيل الحملات على الأرض بطريقة منهجية، وتوصيل الرسالة الانتخابية بشكل مباشر.
- كيف يتعامل الحزب مع التحديات المرتبطة بالدعاية الانتخابية؟
نلتزم التزاما كاملا بضوابط الدعاية الانتخابية التى حددتها الهيئة الوطنية للانتخابات، نركز على الرؤية الإعلامية لتوعية المواطنين بدلًا من الإنفاق المبالغ فيه، ونستخدم وسائل التواصل الاجتماعى بشكل فعال، ونحرص على أن تكون حملاتنا مسئولة وواعية، وتتسم بالمصداقية والشفافية.
- ما أبرز الملفات أو القضايا التى يركز عليها الحزب؟
لدينا أجندة تشريعية طموحة فى مقدمتها تعديل قانون الصناعة ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتفعيل المجالس المحلية وتطوير التعليم الفنى، وتعزيز الخدمات الصحية، وسرعة الانتهاء من مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى، والتوسع فى برامج الحماية الاجتماعية، مع الاستمرار فى المشروعات التنموية، وكلها قضايا تمس حياة المواطنين بشكل مباشر ونسعى لتقديم حلول واقعية وفعالة لها.
- هناك من يرى أن التأثير الجماهيرى لحزب الحرية المصرى ما زال محدودا رغم تواجده السياسي.. ما ردك؟
نحترم كل الآراء، ولكن تواجدنا السياسى مهم ومؤثر فى الشارع، نؤمن بالعمل التراكمى، ونتحرك بخطى ثابتة لتحقيق أهدافنا.
- هل يعكس تمثيل الحزب بالانتخابات الحالية الوزن الحقيقى للحزب فى الشارع وكيف أقنعتم قواعدكم به؟
نؤمن بأن العمل المشترك لا يقاس بعدد المقاعد فقط، بل بجودة التمثيل والقدرة على التأثير، نعم، مقعد واحد قد لا يعكس طموحاتنا بالكامل، لكنه خطوة ضمن مسار طويل لبناء وجود فعال، وقد شرحنا هذا الأمر لقواعد الحزب بوضوح، وقلنا إن المشاركة فى القائمة الوطنية ليست صراعا على حصص، بل التزام بعمل جماعى يحترم التوازنات السياسية لخدمة الدولة، واحتراما للمصلحة الوطنية.
- ما تطلعات الحزب من انتخابات الشيوخ الحالية؟
نتطلع إلى تعزيز تمثيلنا داخل البرلمان، وتقديم نموذج نيابى جاد يثرى الحياة السياسية، كما نعتبر هذه الانتخابات نقطة انطلاق نحو انتخابات مجلس النواب والمحليات، حيث نستهدف توسيع قاعدتنا الشعبية واستثمار الخبرات التنظيمية التى بنيناها فى هذه المرحلة.
- كيف يرى الحزب أهمية مشاركة المواطنين فى انتخابات مجلس الشيوخ؟ وما الدور الذى يلعبه فى رفع نسبتها؟
مشاركة المواطنين فى الانتخابات تمثل حجر الزاوية فى أى عملية ديمقراطية، ومؤشر على وعى المواطن بدوره الحقيقى فى بناء الوطن، ولذلك فإن حزب الحرية المصرى يعمل على رفع نسب الإقبال على صناديق الانتخابات عبر حملات توعية شعبية وجماهيرية تنظمها أمانات الحزب فى المحافظات، ونشرح من خلالها أهمية مجلس الشيوخ كغرفة تشريعية مكملة، ودوره فى صنع القرار الوطني.
- كيف سيمثل حجم المشاركة تحديًا هامًا فى المرحلة الراهنة؟
نعم، حجم المشاركة سيمثل مؤشرا مهما على ثقة المواطن فى المؤسسات وقدرته على التأثير، والتى بدورها ترسخ شرعية الدولة ومؤسساتها.
وبالنسبة لتصويت المصريين بالخارج، لدينا بعض التخوفات نتيجة التحديات الإقليمية واللوجستية، لكننا نثق تماما فى وعى الجاليات المصرية وقدرتهم على أداء دورهم رغم كل الظروف.
ورسالتنا لكل المواطنين بأن صوتك أمانة ومسئولية، شارك واختار من يمثلك ويعبر عن طموحاتك، ونحن فى حزب الحرية سنظل صوتا صادقا للوطن، ونعمل من أجل الدولة، لا من أجل المكاسب الحزبية.