كتب محمد الجالى
ألقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم كلمة خلال أعمال الدورة السابعة لاجتماع القمة التنسيقي لمنتصف العام للاتحاد الأفريقي، وذلك بصفته رئيس الدورة الجارية للقدرة الإقليمية لإقليم شمال أفريقيا، استعرض خلالها الجهود المصرية لتعزيز جاهزية القدرة لضمان استعداديتها لتعزيز السلم بالقارة الأفريقية.
واستهلّ الرئيس السيسى كلمته بتوجيه خالص الشكر والامتنان للرئيس تيودورو أوبيانج رئيس جمهورية غينيا الاستوائية، على حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة، كما تقدم بخالص الشكر والتقدير للرئيس "جواو لورينسو" رئيس جمهورية أنجولا، على قيادته الرشيدة لدفة العمل الأفريقي المشترك.
كما تقدم الرئيس السيسى بالتهنئة وخالص التقدير لقيادات المفوضية الجديدة، وعلى رأسهم محمود علي يوسف، مؤكدًا “دعمنا لأجندته الطموحة لإصلاح عمل المنظمة وتحسين كفاءتها وأدائها”.
وقال الرئيس السيسى، إن قارتنا تشهد العديد من التحديات الجيوسياسية المعقدة والمتشابكة، بدءاً من النزاعات المسلحة، مروراً بتفشي آفة الإرهاب،وصولاً إلى الجريمة المنظمة العابرة للحدود، فضلاً عن تداعيات تغيرالمناخ، وهي التحديات التي تهدد الأمن والاستقرار والتنمية في أفريقيا، وتستلزم تضافر جهودنا من أجل مواجهتها.ومن هذا المنطلق، فإن تفعيل وتعزيز الآليات الإقليمية المعنية بحفظ السلم والأمن في القارة بات أمرا ضرورياً. ومن هنا، تبرز أهمية القوة الأفريقية الجاهزة كركيزة أساسية في منظومة السلم والأمن الأفريقية، وبحيث تستند إلى مكوناتها الاقليمية، مثل قدرة إقليم شمال أفريقيا، التي تتولى مصر رئاستها الدورية العام الحالي، بما تتيحه هذه المنظومة، من توافر قوة متعددة الأبعاد ومتكاملة التجهيز، تتمتع بالقدرة العملياتية، والاستعدادية للانتشار لدعم وحفظ السلام.
وأوضح الرئيس السيسى أن تنفيذ مهام مكونات القوة الأفريقية الجاهزة، ومن بينها قدرة إقليم شمال أفريقيا، في دعم جهود الوقاية من النزاعات، والاستجابة السريعة للأزمات، وحفظ وبناء السلام، يتطلب تنسيقاً وثيقاً مع مفوضية الاتحاد الأفريقي، ومختلف الأقاليم الجغرافية، كما يتطلب توفير تمويل مستدام لأنشطة القدرة، لاسيما لبناء القدرات، بما يحقق الجاهزية التامة لها متى اقتضت الضرورة.
وأضاف الرئيس السيسى:"خطت قدرة إقليم شمال أفريقيا خطوات إيجابية على هذا المسار، حيث أقرت اجتماعات رؤساء الأركان ووزراء الدفاع، التي انعقدت في القاهرة مطلع العام الجاري، خطة الأنشطة والبرامج، ودشنت مساراً للإصلاح المالي والإداري للقدرة، وقامت بمراجعة إجراءات عملها وتحديثها، لتتواكب مع نظيراتها بالاتحاد الأفريقي، وبما يحُقق استدامة مالية، وكفاءة في التخطيط والإنفاق".
وأشار الرئيس السيسى، إلى أن الأمانة التنفيذية لقدرة إقليم شمال أفريقيا، وأجهزة التخطيط والتدريب والتقييم، تبذل جهوداً مقدرة داخل الإقليم، لتعزيز مستوى الاستعداد العملياتي، وهو الأمر الذي ساهم في استكمال آخر متطلبات جاهزية القدرة، بتنفيذ التمرين الميداني في دولة الجزائر الشقيقة، بهدف تحقيق التناغم والتنسيق بين المكونات الثلاثة، العسكرية والشرطية والمدنية، وتحقيق فهم أعمق لأدوارها في أي مهام سلام توكل إليها.
وأكد الرئيس السيسى، أن الجهود المصرية تأتى لتعزيز قدرة إقليم الشمال، في إطار إيماننا الكامل، بأهمية الاستعداد والجاهزية، لحماية مقدرات شعوب قارتنا، وحمايتهم من مختلف التحديات، وتحقيق تطلعاتهم للأمن والاستقرار والازدهار.
وختاماً، أكد الرئيس السيسى، التزام مصر الكامل بدعم قدرة إقليم شمال أفريقيا، في إطار اهتمامها الأوسع بتفعيل منظومة السلم والأمن الأفريقي، وفي إطار ريادة مصر لملف إعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، وانطلاقاً من إيماننا الراسخ بأن السلم هو أساس التنمية، والتكامل هو طريقنا نحو مستقبل أفضل لقارتنا الغالية.