- انخفاض معدل الإنجاب لأدنى مستوى منذ عقود
في عالم تتقاطع فيه التحديات السكانية مع قضايا التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية، يبرز “اليوم العالمي للسكان” الذي يُحتفل به فى 11 يوليو من كل عام، كمناسبة سنوية لتقييم أوضاع السكان عالميًا ومحليًا، الفرص والمخاطر المرتبطة بالنمو الديموغرافي. ويُعد الاحتفال هذا العام فرصة لتجديد الحوار حول مستقبل المجتمعات في ظل التحولات الجذرية التي يشهدها العالم من حيث التوزيع العمري، والخصوبة، والهجرة، وتغير البنية الأسرية.
وفي هذا الإطار، أصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بيانًا تفصيليًا بمناسبة اليوم العالمي للسكان 2025، تضمن قراءة تحليلية شاملة لأهم المؤشرات السكانية على المستويين الدولي والمحلى، واستعرض جهود الدولة المصرية في ضبط معدلات النمو السكاني وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
أولاً: عدد سكان العالم
وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة (مراجعة 2024)، بلغ عدد سكان العالم نحو 8.2 مليار نسمة مطلع يوليو 2025، يعيش منهم 1.29 مليار في الدول الأكثر تقدمًا، بينما يسكن 6.94 مليار في الدول الأقل تقدمًا.
ولا تزال الهند والصين تتصدران قائمة الدول الأعلى سكانًا بنسبة تمثل 35% من سكان العالم، فيما تحتل مصر المرتبة 13 عالميًا، والثالثة أفريقيًا، والأولى عربيًا.
وعالميًا تشير التوقعات المستقبلية إلى التالى:
• 8.9 مليار نسمة بحلول 2035.
• 9.7 مليار نسمة بحلول 2050.
• انخفاض نسبي في نسبة سكان الهند والصين إلى 30.4% بحلول 2050.
وأشار التقرير الإحصائى إلى عدد من المؤشرات الحيوية العالمية والتى تمثلت فى التالى:
- معدل النمو السكاني العالمي عام 2025: 0.84%.
• الدول الأكثر تقدمًا: 0.08%.
• الدول الأقل تقدمًا: 0.98%.
• أمثلة: الصومال (3.28%)، النيجر (3.19%)، ألمانيا (-0.8%)، اليابان (-0.5%).
- معدل وفيات الأطفال الرضع عالميًا: 26.4 لكل ألف مولود.
• أقل معدل: آيسلندا (1.2)، سلوفينيا (1.4).
• أعلى معدل: سيراليون (69.3)، ونيجيريا (67.7).
- معدل الإنجاب الكلي العالمي: 2.2 طفل لكل سيدة.
• الدول الأكثر تقدمًا: 1.5 طفل.
• الدول الأقل تقدمًا: 2.4 طفل.
• أدنى المعدلات: كوريا الجنوبية (0.8)، سنغافورة (1).
• أعلى المعدلات: تشاد والصومال (5.9).
- نسبة استخدام وسائل منع الحمل (عالميًا): 64%.
• الدول العربية: 53%.
• النرويج والصين: 85%.
• تشاد وجنوب السودان: 9%.
_ متوسط العمر المتوقع عالميًا لدى الذكور: 71 سنة، وعند الإناث: 76 سنة.
• في الدول المتقدمة: 77 للذكور، 83 للإناث.
• في الدول العربية: 70 للذكور، 74 للإناث.
ثانيا: السكان في مصر.. تحولات وتحديات
وعلى المستوى المحلى، ارتفع عدد سكان مصر من 94.8 مليون في تعداد 2017 إلى 107.3 مليون نسمة في بداية 2025، بزيادة قدرها 12.5 مليون نسمة.
وجاء التوزيع الجغرافي، كالتالى:
• القاهرة: 10.4 مليون نسمة.
• الجيزة: 9.7 مليون نسمة.
• سكان الريف: 57.2%.
• سكان الحضر: 42.8%.
• الكثافة السكانية: ارتفعت من 92.4 إلى 106.8 نسمة/كم² بين 2017 و2025.
التركيب العمري:
• الأطفال (أقل من 15 عامًا): 31.2%.
• كبار السن (65 سنة فأكثر): 5.9%.
• معدل الإعالة: 59%.
الإنجاب والوفيات.. تحولات ديموجرافية ملموسة
- انخفاض معدل الإنجاب الكلي:
• 2.85 طفل لكل سيدة (2021).
• 2.41 طفل لكل سيدة (2024).
- انخفاض معدل المواليد:
• 26.8 مولودًا لكل ألف نسمة (2017).
• 18.5 مولودًا لكل ألف نسمة (2024).
- استقرار معدل الوفيات:
• متوسط 5.7 وفاة لكل ألف نسمة.
• ارتفاع استثنائي في 2021 (7.3 وفاة/ألف) بسبب جائحة كورونا.
• معدل الزيادة الطبيعية: انخفض من 21.1 إلى 12.8 لكل ألف نسمة بين 2017 و2024.
العمل والبطالة في مصر
وفقًا لبحث القوى العاملة 2024:
• قوة العمل: 32 مليون نسمة.
• الذكور: 26 مليون مشتغل.
• الإناث: 6 ملايين مشتغلة.
- معدل البطالة:
• الإجمالي: 6.6%.
• الذكور: 4.2%.
• الإناث: 17.1%.
الخطة العاجلة للسكان والتنمية.. استراتيجية 1000 يوم
- انطلاق الخطة
بدأ تنفيذ الخطة العاجلة للسكان والتنمية في يناير 2025، وتهدف إلى تسريع تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للسكان بحلول عام 2027، بدلاً من 2030.
- مراحل تنفيذ الخطة:
1. جمع المؤشرات القومية.
2. تحليل الفجوات.
3. إعداد خطة عمل عاجلة.
4. تحديد مؤشرات الأداء.
5. تنفيذ تدريجي على مراحل.
6. المتابعة والتقييم.
- أدوات تنفيذ دقيقة
تعتمد الخطة على 29 مؤشرًا سكانيًا لتحديد الوضع السكاني لكل منطقة، وتقسيم المحافظات إلى ثلاث فئات:
• مناطق خضراء (أكثر من 70%).
• مناطق صفراء (50-70%).
• مناطق حمراء (أقل من 50%).
- استهداف المناطق الحرجة
تركز الخطة على 73 منطقة حمراء تمثل 27% من السكان، بهدف تحويلها تدريجيًا إلى مناطق خضراء خلال 1000 يوم، عبر تحسين الخدمات الصحية والتعليمية والخصائص السكانية.
وختامًا، يمثل ضبط النمو السكاني تحديًا محوريًا لتحقيق التنمية الشاملة، وتؤكد البيانات السابقة أن التحولات السكانية لا يجب أن تُفهم كعبء، بل كفرصة لإعادة هيكلة الأولويات، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وتمكين الأفراد خاصة في المناطق الأقل حظًا. فالسكان ليسوا مجرد أرقام، بل هم عماد التغيير ومفتاح المستقبل.
