ينظر البعض إلى الجهود الجارية حاليا لإبرام صفقة تبادل أسرى ووقف للحرب فى غزة بأنها ربما تكون الفرصة الأخيرة التى لن يكون بعدها رجعة مرة أخرى للمفاوضات، فبالتزامن مع إرسال إسرائيل وفدها للدوحة لاستكمال المباحثات يتوجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى وقت يصر فيه الأخير على إنهاء الحرب لتهدئة الأوضاع فى الشرق الأوسط.
وفى الوقت الذى أعلنت فيه هيئة البث الإسرائيلية، أن فريق التفاوض الإسرائيلي يتوجه إلى الدوحة لبحث صفقة جديدة في غزة، من المقرر أن يلتقي رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب غدا الاثنين، طبقا لما ذكره مكتب نتنياهو، وسيصل نتنياهو إلى واشنطن مساء اليوم الأحد، حسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
يأتي ذلك فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته العاملة بمختلف أنحاء قطاع غزة "قصفت أكثر من 130هدفا إرهابيا في الساعات الـ24 الماضة، بما في ذلك مراكز قيادة ومستودعات أسلحة ومنصات إطلاق صواريخ وخلايا إرهابية"، وتم تنفيذ الغارات الجوية بالتنسيق مع قوات برية منخرطة في عمليات نشطة بمختلف أنحاء القطاع.
وفى حدث غير معتاد وهو ما اعتبره البعض دليلا على الضغوط التى يتعرض لها نتنياهو لإبرام الصفقة، دعا الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج نتنياهو إلى المضي قدمًا في إبرام اتفاق يفضي إلى إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار، مؤكدًا أن مثل هذه الصفقة تستحق حتى "اتخاذ قرارات صعبة ومؤلمة".
وجاءت تصريحات هرتسوج خلال اجتماعه مع نتنياهو، قبيل زيارته المقررة إلى واشنطن، ونقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن هرتسوج تأكيده على "الحاجة الملحة لتحقيق تقدم حقيقي في مفاوضات صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار"، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات جريئة من أجل إنهاء الأزمة الإنسانية والسياسية المتفاقمة.
تأتي هذه الدعوة في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية والداخلية على حكومة نتنياهو لإيجاد مخرج تفاوضي يوقف النزيف المستمر، ويعيد الرهائن إلى ديارهم، وسط تحذيرات من أن الفشل في ذلك قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على استقرار الحكومة الإسرائيلية ووضعها الإقليمي والدولي.
فيما نقلت قناة "الأقصى" الفضائية عن المتحدث باسم حركة حماس، جهاد طه، قوله إنه يجب أن تكون هناك ضمانات حقيقية من قِبل الإدارة الأمريكية والوسطاء لسريان وقف إطلاق النار، مضيفا أن فصائل المقاومة تقوم بدورها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن المقاومة حق مشروع كفلته القوانين الدولية للدفاع عن الشعب الفلسطيني.
ومساء أمس السبت، اجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلي برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لمناقشة رد حماس على مقترح جديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقالت القناة الـ14 الإسرائيلية، إن الاجتماع الذي استمر لنحو 5 ساعات "كان عاصفًا"، وفي أجزاء منه تبادل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ورئيس أركان الجيش إيال زامير الصراخ.
واندلعت مشادات كلامية حادة داخل المجلس الأمني الإسرائيلي خلال الاجتماع، بعدما اتهم سموتريتش الجيش الإسرائيلي بالفشل في إدارة توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، ما استدعى تدخل نتنياهو شخصيًا لاحتواء الموقف.
وفي أعقاب الاجتماع، قال مكتب نتنياهو إن حركة حماس تسعى لإدخال تغييرات "غير مقبولة" على مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وفي وقتٍ سابق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، أن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس في غزة، يستمر لمدة 60 يومًا، يعمل خلالها الطرفان على إنهاء الحرب.
