من موجة حر شديدة إلى موجة صقيع، وقوع عدد من الوفيات فى دول العالم بسبب التغير المناخى، الذى أصبح يهدد العالم، وتجتاح أوروبا موجة حر شديدة، مخلفة ثمانية قتلى على الأقل -أربعة في إسبانيا، واثنان في فرنسا، واثنان في إيطاليا- بالإضافة إلى حرائق غابات، وتنبيهات صحية، وتأثيرات على البنية التحتية للطاقة، بالإضافة إلى موجة برد فى الأرجنتين وتشيلى.
موجة حر تضرب أوروبا
فى إسبانيا، أبلغت السلطات عن حالتي وفاة نتيجة حريق في كاتالونيا، وحالتي وفاة أخريين مرتبطتين بالحر الشديد في منطقتي إكستريمادورا وقرطبة، وأكدت فرنسا حالتي وفاة وأكثر من 300 حالة دخول إلى المستشفى بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بينما في إيطاليا، توفي رجلان مُسنان على شواطئ سردينيا.
وأصدرت دول مثل إيطاليا وألمانيا وفرنسا تحذيرات حمراء. وسُجلت درجات حرارة قريبة من 40 درجة مئوية في ألمانيا، وهو اليوم الأكثر حرارة في السنة، بينما في سويسرا، أُغلق مفاعل نووي بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وحذرت السلطات الصحية من أن الأيام القليلة القادمة ستكون حرجة، خاصة للفئات الأكثر ضعفًا، بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع زيادة وتيرة العواصف العنيفة، كتلك التي تسببت بالفعل في انهيارات أرضية وتعطيل حركة السكك الحديدية بين باريس وميلانو.
وأعلنت تركيا، التي شهدت عمليات إجلاء جماعي في وقت سابق من هذا الأسبوع، أنها احتوت معظم حرائق الغابات. ومع ذلك، لا يزال التهديد المناخي قائمًا في معظم أنحاء القارة.
في إيطاليا، صدرت تحذيرات من ارتفاع درجات الحرارة في 17 مدينة، وأدى تزايد استخدام مكيفات الهواء إلى إجهاد شبكة الكهرباء، مما تسبب في انقطاعات متكررة للتيار الكهربائى، فى غضون ذلك، دعت وزارة العمل ممثلي النقابات إلى اجتماع لوضع اللمسات الأخيرة على بروتوكول لحماية عمال الزراعة والبناء وغيرهم من العاملين في الهواء الطلق من التعرض للحرارة. جاء ذلك بعد وفاة عامل بناء في بولونيا هذا الأسبوع.
وتوفى رجل يبلغ من العمر 75 عامًا في بودوني، على الساحل الشمالي الشرقي، بينما توفي رجل يبلغ من العمر 60 عامًا على شاطئ لو إمبوستو في سان تيودورو، بالقرب من موقع المأساة الأولى. عولج كلاهما من قبل أطباء لم يتمكنوا من إنقاذه.
وفي ألمانيا، أكبر دول الاتحاد الأوروبي من حيث عدد السكان، من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 38 درجة مئوية في برلين، وقد تصل إلى 40 درجة مئوية في بعض المدن، مثل مانهايم في الجنوب الغربي، وفقًا لهيئة الأرصاد الجوية الوطنية.
في فرنسا، أبقت الوكالة الوطنية للأرصاد الجوية أربعة أقسام تحت حالة تأهب قصوى يوم الأربعاء بعد أن تجاوزت درجات الحرارة 38 درجة مئوية في باريس و40 درجة مئوية في جنوب البلاد.
في بلجيكا، تجاوزت درجات الحرارة 35 درجة مئوية (95 درجة فهرنهايت)، وسيظل أتوميوم، النصب التذكاري الشهير المصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ في بروكسل، مغلقًا.
في سويسرا، أُغلق أحد المفاعلين في محطة بيزناو النووية فى إطار الجهود المبذولة لمنع ارتفاع درجة حرارة نهر آري بشكل مفرط، وذلك لتفادي زيادة الضغط على الحياة البرية والنظام البيئي الأوسع في مناخ حار أصلًا، وفقًا لشركة أكسبو المشغلة.
موجة برد شديدة
في الوقت الذي تشهد فيه مدن أوروبا درجات حرارة مرتفعة، تشهد الأرجنتين موجة برد قطبية تسببت حتى الآن في وفاة تسعة أشخاص بسبب انخفاض حرارة الجسم، وفقًا لمنظمة مدنية، وأفادت هيئة الأرصاد الجوية في البلاد أن العاصمة بوينس آيرس سجلت درجة حرارة -1.9 درجة مئوية، وهي الأدنى منذ عام 1991.
كما أعلنت وزارة الطاقة في الأرجنتين عن أن البلاد ستحد من إمدادات الغاز الطبيعي للاستخدام الصناعي، وسط استخدام السكان الذين واجهوا موجة برد شديدة في الآونة الأخيرة المزيد من الطاقة لتدفئة منازلهم، وتعيش البلاد موجة برودة هى الأعلى منذ 30 عامًا ما أدى إلى ارتفاع الطلب بشكل قياسي، حيث تتوقع هيئة تنظيم الغاز الوطنية (إينارجاس) أن يكون الاستخدام أعلى بنسبة 25% مقارنة بنفس اليوم من العام الماضى.
وألقت حكومة الرئيس خافيير ميلي، التي خفضت دعم الطاقة كجزء من تخفيضات الإنفاق العام، باللوم في هذا الوضع على نقص الاستثمار في البنية الأساسية في السنوات السابقة.
وشهدت بعض المناطق في الأرجنتين، وكذلك في دول الجوار مثل تشيلي والأوروجواي، تساقطًا غير متوقع للثلوج بسبب شدة البرودة، وفى تشيلى ، تفجرت أزمة غاز مع وقف الامدادات للمصانع بسبب موجة البرد الشديدة.
تجتاح الأرجنتين موجة باردة قطبية تتميز بانخفاض قياسي في درجات الحرارة وتساقط للثلوج حتى في مناطق غير معتادة، بينما يعاني الناس في أجزاء كبيرة من أوروبا من الحرارة الشديدة، وتم إصدار تحذيرات من الطقس البارد لعدة مناطق وطلبت السلطات من المواطنين أن يهتموا بشكل خاص بالأطفال وكبار السن والمرضى بأمراض مزمنة.
وأفادت منظمة "برويكتو 7" غير الربحية بوفاة تسعة مشردين على الأقل في الأرجنتين خلال الأيام العشرة الماضية نتيجة موجة البرد القارس، وصرح هوراسيو أفيلا، منسق هذه المنظمة غير الحكومية التي تعمل مع المشردين في الأرجنتين، بأن الوفيات الناجمة عن انخفاض حرارة الجسم وقعت في مدينة بوينس آيرس وفي مقاطعات ميندوزا وميسيونيس وريو نيغرو وسانتا فيه وكورينتس وسان لويس.
الجفاف العالمى يدفع الملايين لحافة المجاعة
وفى السياق نفسه، فقد دفع الجفاف العالمى عشرات الملايين من الناس إلى حافة المجاعة فى جميع أنحاء العالم، من أفريقيا إلى أوروبا ، وأشار تقرير جديد لمنظمات دولية إلى أنه في أمريكا اللاتينية أدى الجفاف إلى انخفاض حاد في منسوب المياه في قناة بنما، مما أدى إلى توقف حركة الشحن وانخفاض حاد في التجارة وزيادة التكاليف، وانخفضت حركة المرور بأكثر من الثلث بين أكتوبر 2023 ويناير 2024.