- الأمم المتحدة: وقف إطلاق النار وحل الدولتين الطريق الوحيد للسلام
على ما يبدو أن واشنطن ألقت حجرا فى المياه الراكدة وبدأت تمارس ضغطا على إسرائيل للقبول بصفقة وقف إطلاق نار فى قطاع غزة قريبا، وهو ما ألمح له الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال الساعات الماضية، حيث طالب ترامب كلًّا من إسرائيل وحركة حماس بالتوصل لاتفاق فى غزة يهدف إلى إعادة الرهائن الذين اختُطفوا فى هجوم طوفان الأقصى 7 أكتوبر، وكتب على منصته "تروث سوشال": "أبرموا الصفقة فى غزة.. أعيدوا الرهائن".
وردا على منشور ترامب شكر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، الأحد، الرئيس الأمريكي، وقال نتنياهو فى منشور على صفحته فى منصة "إكس": "شكرا دونالد ترامب، معا سنجعل الشرق الأوسط عظيما مرة أخرى".
جاء ذلك تزامنا مع حديث وسائل إعلام عبرية عن إحراز تقدم فى مفاوضات وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين فى قطاع غزة، فى ظل زيارة مرتقبة لوزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلى رون ديرمر إلى واشنطن، وقالت هيئة البث الإسرائيلية، نقلًا عن مصادر، إنه رغم التقدم المحرز فإن ذلك لم يصل إلى مرحلة إرسال وفد للتفاوض، مشيرة إلى أن الخلاف الرئيسى يتمحور حول شروط إنهاء الحرب، والضمانات التى تطالب بها حركة حماس.
فيما قالت صحيفة عبرية عن مسؤول فى البيت الأبيض قوله، إن واشنطن ستبلغ وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلى رون ديرمر، أثناء زيارته المرتقبة للولايات المتحدة بضرورة إنهاء الحرب على قطاع غزة وتأجيل مهمة "تفكيك حركة حماس".
وأفادت صحيفة هآرتس العبرية، بأن ديرمر، سيزور واشنطن غدا الاثنين ويلتقى بكبار مسؤولى البيت الأبيض، وأوضحت نقلا عن مسؤول فى البيت الأبيض أن الإدارة الأمريكية ستخبر ديرمر خلال زيارته إلى واشنطن، بضرورة "إنهاء الحرب فى قطاع غزة، وإنقاذ الأسرى الأحياء، مع تأجيل تفكيك حركة حماس".
وأكدت الصحيفة على موقعها الإلكترونى، أن من بين الملفات المطروحة على أجندة الوزير الإسرائيلى مفاوضات الولايات المتحدة مع إيران بشأن برنامجها النووى وإمكانية توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية للتطبيع مع تل أبيب.
وأشارت إلى أن الملف الرئيسى بصدارة تلك الأجندة هو تحقيق رؤية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى إنهاء الحرب بقطاع غزة.
ولفتت إلى أن البيت الأبيض أبدى هذا الأسبوع اهتمامه بزيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى العاصمة واشنطن، غير أن موعد الزيارة يعتمد إلى حد كبير على تقدم المحادثات التى سيجريها الأمريكيون مع ديرمر بشأن إنهاء الحرب فى غزة"، وفق الصحيفة.
والجمعة، تحدث الرئيس ترامب عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار فى قطاع غزة خلال الأسبوع المقبل، فيما أبدى مسؤولون إسرائيليون، السبت، استغرابهم من تصريحات ترامب، مؤكدين أنه لا مؤشرات على تغير بمواقف نتنياهو.
وبالتزامن مع تلك الانفراجة المرتقبة جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، التأكيد على أن الطريق الوحيد المستدام لإعادة الأمل هو وقف إطلاق النار فى غزة، وتمهيد الطريق إلى حل الدولتين، مؤكدا ضرورة انتصار الدبلوماسية والكرامة الإنسانية للجميع.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال جوتيريش إن وقف إطلاق النار الذى تم التوصل إليه بين إيران وإسرائيل يبعث على الأمل الذى أصبح الآن مطلوبا أكثر من أى وقت مضى، مضيفا أنه حان الوقت للتحلى بالشجاعة السياسية من أجل وقف إطلاق النار فى غزة، والإفراج الفورى وغير المشروط عن جميع الرهائن، والوصول الكامل والآمن والمستدام للمساعدات الإنسانية.
وأكد الأمين العام أن العمليات العسكرية الإسرائيلية خلقت أزمة إنسانية ذات أبعاد مروعة، وهى اليوم أكثر فداحة من أى وقت مضى فى هذه الأزمة الطويلة والوحشية، فقد تم تشريد العائلات مرارا وتكرارا، وهم الآن محصورون فى أقل من خمس أراضى غزة، وحتى هذه المساحات المتقلصة تتعرض للتهديد، فلم يتبق لسكان غزة مكان يفرون إليه، ويقتل الناس لمجرد محاولتهم إطعام أنفسهم وعائلاتهم.
وشدد الأمين العام على أن البحث عن الطعام لا ينبغى على الإطلاق أن يكون بمثابة حكم بالإعدام.. مؤكدا أن إسرائيل، بصفتها السلطة القائمة بالاحتلال، مطالبة وفقا للقانون الدولي، بالموافقة على الإغاثة الإنسانية وتسهيلها.
وأكدت حماس مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلى من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين، لكن نتنياهو يصر على صفقات جزئية ويتهرب بطرح شروط جديدة، وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا فى غزة، منهم 20 أحياء.
وخلفت الإبادة نحو 189 ألف فلسطينى بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.