واليوم، لم تعد سوهاج تلك المحافظة المنسية، بل أصبحت نموذجًا يُحتذى به في التنمية المستدامة والتحول الحضاري، بفضل المشروعات العملاقة التي أطلقتها القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعلى رأسها مشروعات الطرق والمحاور والكباري التي فتحت آفاقًا جديدة للاستثمار وفرص العمل وربطت أطراف المحافظة ببعضها البعض وبالمحافظات المجاورة.
في شمال المحافظة جاء تنفيذ محور الدكتور جمال حمدان ليمثل نقطة تحول في ربط شرق النيل بغربه حيث يربط مدينة المراغة بمدينة ساقلته بطول يزيد عن ثلاثة كيلومترات ويضم المحور خمسة أعمال صناعية من أبرزها كوبري النيل الذي يمتد لمسافة تقارب الألف ومئة وخمسين مترًا وقد ساهم المحور في تحسين السيولة المرورية وتقليل زمن الانتقال بين المراكز والمناطق الزراعية والصناعية
ولم يتوقف قطار التنمية عند هذا الحد بل امتد إلى الجنوب من خلال محور دار السلام أبوتشت الذي يعد من أكبر المشروعات المنفذة في مجال النقل داخل المحافظة بطول ثمانية وعشرين كيلو مترًا ويربط بين الطريق الصحراوي الغربي بمحافظة قنا والطريق الزراعي الشرقي بمحافظة سوهاج ويشمل المشروع ثلاثين عملا صناعيا منها كوبري ضخم على نهر النيل بطول كيلو وثلاثمائة متر بالإضافة إلى عدة كبارٍ علوية وأنفاق وبرابخ وقد تم تنفيذ المشروع بدقة هندسية عالية وبلغت نسبة الإنجاز أكثر من مئة بالمئة
ومن الجنوب إلى الشمال تستمر الإنجازات حيث تم تنفيذ محور طما الذي يربط بين الصحراء الشرقية والغربية بطول أربعين كيلو مترًا ويعد هذا المحور حلًا متكاملًا لربط شمال المحافظة بمحافظات أسيوط والمنيا والبحر الأحمر بالإضافة إلى تنمية الحركة السياحية والدينية في المنطقة نظرًا لقربه من العديد من المواقع الأثرية والدينية.
وفي مدينة طهطا تم تنفيذ كوبرى علوى على خطوط السكك الحديدية ليربط بين ساحل طهطا والطريق الزراعي الغربي وقد جاء المشروع ليضع حدًا لمعاناة الأهالي اليومية من الحوادث والتكدسات المرورية وبلغت تكلفته قرابة ثمانين مليون جنيه ويخدم آلاف المواطنين والمصالح الحكومية المنتشرة في المنطقة.
ومن المشروعات المحورية أيضًا يأتي محور كوبرى جرجا الذي يربط شرق النيل بغربه بطول عشرة كيلومترات حيث يربط طريق القاهرة أسوان الزراعي بطريق سوهاج البحر الأحمر ويمثل المحور نقطة وصل استراتيجية بين محافظات الجنوب والطرق الرئيسية بالصعيد وقد بلغت تكلفته نحو خمسمئة مليون جنيه.
أما في مجال تطوير الطرق الداخلية فقد تم ازدواج طريق أسيوط سوهاج الغربي بطول أربعين كيلو مترًا لتسهيل الحركة المرورية وتخفيف الضغط عن الطرق القديمة وتم كذلك تنفيذ مشروع ازدواج طريق سوهاج البحر الأحمر بطول مئة وثمانين كيلو مترًا وهو من أهم المحاور التي تسهم في ربط الصعيد بالمنطقة الشرقية وجذب رؤوس الأموال وتوفير آلاف فرص العمل بتكلفة تجاوزت سبعمئة وخمسين مليون جنيه.
وفي إطار الاهتمام بالسياحة والثقافة تم تطوير طريق البلينا أبيدوس بطول أحد عشر كيلو مترًا لخدمة المناطق الأثرية وتسهيل الوصول إلى معابد أبيدوس التاريخية وقد تم توسعة الطريق وإضاءته وتجهيزه بعدد من الجداريات الفنية التي تروي قصص أعظم ملوك مصر القديمة.
كما تم تنفيذ ازدواج طريق سوهاج قنا الغربي بطول مئة وأربعين كيلو مترًا لتقليل الحوادث وتحقيق الربط بين محافظات الصعيد والدلتا وهو المشروع الذي يمثل أحد أهم حلقات شبكة الطرق القومية الجديدة بتكلفة بلغت أكثر من ثلاثمئة وسبعين مليون جنيه.
جميع هذه المشروعات لم تكن لتحقق هذا النجاح لولا إرادة سياسية واعية واستراتيجية شاملة تبنتها الدولة بعد الثلاثين من يونيو لإعادة بناء مصر الحديثة على أسس العدالة والتنمية المستدامة لتصبح سوهاج اليوم نموذجًا حيًا لما يمكن أن تصنعه الثورة الحقيقية عندما تتحول إلى عمل وجهد وخطط ورؤية مستقبلية.
