مازالت قوات الاحتلال الإسرائيلى تستهدف الحشود من الفلسطينيين بقطاع غزة وإطلاق النيران عليهم اثناء تلقيهم المساعدات الإنسانية من بينهم عدد من الأطفال ومن جانبها وصفت الأمم المتحدة آلية المساعدات التى أنشأتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بأنها مصيدة للموت.
من جانبه وصف المفوض العام للأونروا فيليب لازارينى ما يُسمى بـ "آلية المساعدات" بأنها فخ للموت تؤدى لفقدان أرواح بأكثر مما تُنقذ"، مؤكدا أنها عمل بغيض يُذلّ ويُهين الناس اليائسين مضيفا أنها تمثل "ذروة عشرين شهرا من الرعب، والتقاعس، والإفلات من العقاب".
وقال لازارينى إن مليونى شخص يتعرضون للتجويع فى غزة حيث يتم تسليح الطعام، وتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم، دون أى عواقب مشيرا إلى أن أكثر من 55 ألف شخص استشهدوا معظمهم من النساء والأطفال فى حين أن أولئك الذين ما زالوا على قيد الحياة هم مجرد ظلال لما كانوا عليه سابقا؛ فقد تغيرت حياتهم إلى الأبد جراء الصدمات التى لا توصف ونتيجة لخسارات فادحة.
وحذّر مفوض الأونروا من أن الفلسطينيين فى الضفة الغربية المحتلة قد هُجّروا من مخيماتهم فى الشمال بمستويات لم يشهدها العالم منذ عام 1967، وأن البنية التحتية العامة تُدمّر بشكل منهجى حتى لا يتمكن الفلسطينيون من العودة، وتُغير التركيبة السكانية للمخيمات بشكل دائم، مع تقدم الضم الإسرائيلى بشكل مطرد.
وقال لازاريني: فى جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، نشهد تنفيذ مشروع طويل الأمد لتقويض قابلية الدولة الفلسطينية للحياة، وفصل الفلسطينيين عن فلسطين. أن الرغبة فى تجريد الفلسطينيين من وضعهم كلاجئين، وقطع صلتهم بالأرض المحتلة، كبيرة للغاية لدرجة أن الأونروا أصبحت هدفا للحرب".
وأكد رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) فى الأرض الفلسطينية المحتلة "جوناثان ويتال"، أن القتل الإسرائيلى المتعمد لمتلقى المساعدات الإنسانية فى غزة، هو مذبحة، واستخدام للجوع كسلاح، وتهجير قسرى، وحكم إعدام على أشخاص يحاولون فقط البقاء على قيد الحياة، أنه محو للحياة الفلسطينية من القطاع مشيرا إلى أن الناس فى غزة يُقتلون وهم يحاولون الوصول إلى الغذاء، بينما ينصب اهتمام العالم فى مكان آخر.
وأوضح "ويتال" مقتل أكثر من 400 شخص فى غزة منذ رفع المنع الكامل للمساعدات بشكل جزئى قبل أكثر من شهر بقليل غالبيتهم ضحايا إطلاق النار أو القصف أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع التوزيع الأمريكية الإسرائيلية، التى قال إنها "أقيمت عمدا فى مناطق عسكرية"، مؤكدا أن هناك "نمط مخيف لفتح القوات الإسرائيلية النار على الحشود المتجمعة للحصول على الغذاء".
وأشار المسؤول الأممى إلى دعوة منسق الإغاثة الطارئة "توم فليتشر"، إلى مجلس الأمن الشهر الماضى إلى التحرك بحزم "لمنع الإبادة الجماعية فى غزة"، مضيفا: "يمكننى القول بلا شك إنه لا يتم بذل جهود كافية حيث لا تزال حياة الفلسطينيين وما يدعمها يتم تفكيكها بشكل منهجى أمام أعين العالم".
وأضاف رئيس مكتب (أوتشا) أن الأطفال فى غزة يصطفون فى طوابير للحصول على المياه وغالبا لا تصل شاحنات، والمستودعات الإنسانية فارغة بينما تقيد إسرائيل الكميات التى تدخل القطاع. وفى الأثناء، تفر العائلات بلا شيء وليس لدينا ما نقدمه لهم، وقد تم "ضغط جميع سكان غزة" فى حوالى 17 فى المائة من مساحة الأرض. والمستشفيات مثقلة بالضغوط، ويقنن الوقود لمنع الإغلاق الكامل للمزيد من الخدمات المنقذة للحياة، فيما يتزايد الجوع وسوء التغذية مع استمرار السلطات الإسرائيلية فى منع العاملين الإنسانيين من التوزيع من خلال الأنظمة المجربة والفعالة.
وأشار المسؤول الأممى إلى أن إسرائيل تتحمل مسؤوليات واضحة، بوصفها القوة القائمة بالاحتلال، وما يحدث فى غزة "ليس ما يبدو عليه الوفاء بتلك المسؤوليات". وقال إنه يجب أن تكون هناك مساءلة عن الجرائم المرتكبة و"ضغط سياسى واقتصادى ملموس من الدول لإنهاء هذا وشدد على الحاجة إلى وقف إطلاق نار دائم.