في ظل التوترات المتصاعدة بمنطقة الشرق الأوسط، لا سيما التصعيد المتبادل بين إسرائيل وإيران، برزت تحذيرات برلمانية من محاولات جماعة الإخوان الإرهابية استغلال هذه الصراعات لإعادة بث خطاب الفوضى والتشكيك، مستهدفة تماسك الجبهة الداخلية وزعزعة ثقة المواطن بمؤسسات دولته.
وأكد عدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، أن الجماعة تسعى لإعادة تدوير أكاذيبها عبر منصاتها الإعلامية الخارجية، مستغلة حالة القلق الإقليمي لإيهام الرأي العام المصري بأن البديل هو الفوضى، متجاهلة أن تجربة الشعب مع حكم الإخوان لا تزال محفورة في الذاكرة الجمعية.
وشدد النواب على أن وعي المصريين المتراكم، وثقتهم بقيادتهم السياسية، يمثلان السد الحقيقي أمام هذه المؤامرات المتجددة، في وقت تتحرك فيه الدولة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، برؤية استراتيجية متزنة لحماية الداخل، وعدم الانجرار وراء الفخاخ الإقليمية الملغومة.
تحذيرات استغلال الجماعة الإرهابية للصراعات الإقليمية لتضليل الرأي العام المصري
وفي هذا السياق، أكد النائب أحمد سمير زكريا، عضو مجلس الشيوخ، نائب الأمانة الفنية لحزب الجبهة الوطنية، أن كل مواطن مصري في الوقت الراهن في ظل الصراعات الدائرة بالشرق الأوسط، يتحمل جزءًا من مسؤولية المواجهة، فهذه لحظة وعي وليست لحظة ترف سياسي، فالكلمة سلاح، والمعلومة طوق نجاة، والشك في الدولة، في هذه اللحظة، أخطر من أي قصف على الحدود.
وحذر النائب من محاولات جماعة الإخوان الإرهابية استغلال حالة التوتر والصراعات الإقليمية الجارية في المنطقة، لإثارة القلق وزعزعة الثقة في الدولة المصرية، مشيرا إلى أن الجماعة تعمل بشكل منظم على تضخيم الأزمات، وترويج الشائعات عبر منصاتها الإعلامية المأجورة في الخارج.
وأكد أن الجماعة الإرهابية لا تفوّت أي فرصة أو ظرف إقليمي معقّد، إلا وتحاول توظيفه لخدمة أهدافها التخريبية، من خلال خطاب يتعمد التشكيك في قدرات الدولة ومؤسساتها، وإثارة الشكوك في كل تحرك تقوم به القيادة السياسية المصرية، خصوصًا في ظل الأوضاع المتوترة في الشرق الأوسط.
وشدد عضو مجلس الشيوخ على أن مصر، في ظل القيادة السياسية للرئيس عبد الفتاح السيسي، لا تُدار برد الفعل، بل تتحرك برؤية استراتيجية طويلة المدى، تُدرك أن أخطر ما يُمكن أن يصيب دولة كبرى في لحظة بناء هو أن يتراجع وعي شعبها أمام زحف الأكاذيب، موضحًا أن معركة الوعي أخطر من المدافع، والإخوان يروّجون الخراب في زمن البناء، ومحذرًا من استغلال الجماعة الإرهابية للصراعات الإقليمية لتضليل الرأي العام.
وفي هذا السياق، أشار زكريا إلى الخطورة المتزايدة للصراع القائم بين إسرائيل وإيران، والذي بلغ مستويات تنذر بانفجار إقليمي شامل، قد تتعدى تداعياته حدود البلدين، حيث قال إن ما تقوم به إسرائيل من ضربات استباقية واستفزازات عسكرية ممنهجة، لا يُمكن فهمه إلا في إطار سعيها لتفجير المنطقة وفرض واقع جديد بقوة السلاح، دون اعتبار لأرواح المدنيين أو استقرار الإقليم.
وأضاف أن هذا التصعيد الإسرائيلي الممنهج يُعد أحد أكبر التحديات التي تواجه الشرق الأوسط اليوم، مشددًا على أن إسرائيل تسعى إلى جر المنطقة كلها نحو حرب شاملة تخدم أجندتها التوسعية والأمنية، وتُعيد ترتيب المشهد الإقليمي وفق مصالحها وحدها، بصرف النظر عن الكلفة الإنسانية والسياسية.
الإخوان مرضى بالشائعات والأكاذيب.. ووعي المصريين حائط الصد
فيما أكدت النائبة إيمان العجوز، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أن تماسك الشعب المصري ووعيه المتراكم باتا السد المنيع في وجه محاولات اختراق الجبهة الداخلية، محذّرة من أن التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها الإخوان، تواصل استغلال الاضطرابات الإقليمية لإشعال فتيل الفوضى عبر حملات ممنهجة من الأكاذيب والتضليل.
وشددت العجوز، على أن معركة الحاضر لم تعد فقط على الحدود أو في ساحات النزاع التقليدية، بل أصبحت معركة وعي متواصلة، تدور رحاها على وسائل الإعلام ومنصات التواصل، حيث تسعى أطراف خارجية لبث الشك وخلخلة الثقة بين المواطن ومؤسسات دولته.
وأضافت أن الإخوان يستثمرون التصعيد الجاري في الإقليم – لا سيما المواجهة بين إسرائيل وإيران – لمحاولة تمرير خطابهم القديم بثوب جديد، عبر تضخيم الأزمات، وتقديم أنفسهم كمنقذ بديل، متجاهلين أن التجربة السابقة معهم كانت ثمنًا باهظًا لن يكرره المصريون.
ولفتت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي ، إلى أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تتعامل مع تداعيات الإقليم بحكمة واتزان، وتُحكّم الرؤية الاستراتيجية بدل الانفعال، وهو ما حافظ على استقرار الداخل، رغم تشظي المنطقة حولنا، موضحة أن وعي المصريين حائط الصد في مواجهة أكاذيب وشائعات وسموم الإخوان، التي أصبح مرضا بالنسبة لهم.
ونوهت إلى أن ما تفعله إسرائيل في عدة ساحات، وخاصة على خط المواجهة مع إيران، ليس مجرد رد فعل، بل تحركات محسوبة تهدف إلى فرض وقائع سياسية وأمنية جديدة على الأرض، ما ينذر بانفجار إقليمي واسع النطاق قد يُربك أمن المنطقة برمتها.
وأكدت العجوز أن من يقود تلك التحركات لا يعبأ بكلفة الدم أو دمار الشعوب، وإنما يسعى لحماية مصالحه ولو على حساب استقرار الشرق الأوسط، ما يستوجب تحركًا عربيًا جماعيًا يرتقي إلى مستوى التحدي، سواء عبر الدبلوماسية الفاعلة أو عبر تعزيز الحصانة الشعبية ضد أي اختراق.
وأكدت أن اللحظة الراهنة تتطلب وحدة الكلمة وصلابة الموقف الداخلي، وأن الحفاظ على استقرار مصر هو مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع، في مواجهة كل من يسعى إلى الفوضى أو يحاول إعادة الزمن إلى الوراء.
تماسك المصريين هو الحصن الحقيقي.. والإخوان يستغلون أزمات الإقليم لبث الفوضى
وبدوره حذر النائب سامح الشيمي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ، من خطورة الحرب النفسية التي تُمارسها جماعة الإخوان الإرهابية، بالتزامن مع التصعيد الإقليمي المتسارع في منطقة الشرق الأوسط، مشددًا على أن المعركة الحقيقية الآن هي معركة وعي وثقة بين الدولة وشعبها، لا تقل خطورة عن أي صراع عسكري على الأرض.
وأوضح الشيمي، أن المواطن المصري بات شريكًا أساسيًا في حماية الأمن الداخلي، عبر التصدي للشائعات والافتراءات التي تحاول قوى معادية ترويجها، مؤكدًا أن الكلمة والمعلومة أصبحتا سلاحًا لا يقل أثرًا عن الرصاصة، في وقت تتزايد فيه حملات التشويه والتضليل التي تستهدف مؤسسات الدولة.
وأشار عضو مجلس الشيوخ إلى أن جماعة الإخوان تستغل حالة التوترات الإقليمية الجارية، خصوصًا ما يحدث بين إسرائيل وإيران، لتأليب الرأي العام وإثارة البلبلة، من خلال منصاتها الإعلامية التي تعمل وفق أجندات خارجية تهدف إلى ضرب الثقة بين الشعب وقيادته.
وأضاف الشيمي أن هذه الجماعة تُعيد إنتاج خطابها العدائي عبر تزييف الوقائع واللعب على وتر الأزمات، مستغلة الظروف المحيطة لتقديم نفسها كبديل زائف، في وقت يعلم فيه المصريون جيدًا الثمن الذي دفعوه سابقًا حين جربوا حكم هذه الجماعة.
وأكد أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تتعامل مع المشهد الإقليمي المتشابك بعقلانية وثبات، وتتحرك وفق رؤية استراتيجية مدروسة لحماية الأمن القومي، دون انفعال أو انجراف وراء الصدام، مضيفًا أن هذه الإدارة الحكيمة هي أحد الأسباب الرئيسية في استقرار الداخل رغم ما يدور من صراعات بالخارج.
وفيما يتعلق بالمشهد الإقليمي، نبه الشيمي إلى خطورة ما تفعله إسرائيل من تصعيد ممنهج في أكثر من ساحة، وخاصة في ظل المواجهة المفتوحة مع إيران، مشيرًا إلى أن هذا التصعيد ينذر بتفجير الأوضاع في المنطقة بالكامل، وقد يقود إلى صدام أوسع يتجاوز حدود النزاع التقليدي.
وأوضح أن إسرائيل تتحرك بمنطق فرض واقع جديد عبر القوة المسلحة، وتسعى إلى جر الشرق الأوسط إلى سيناريوهات انفجار تخدم مصالحها الأمنية والتوسعية، دون اكتراث بكلفة الحرب أو تداعياتها الإنسانية، وهو ما يستدعي وعيًا عربيًا مشتركًا وتحركًا دبلوماسيًا موحدًا.
وشدد على أن المعركة ليست فقط في ميدان السياسة أو على الجبهات، بل في عقول الناس وقلوبهم، داعيًا إلى مزيد من التماسك الوطني، ورفض دعوات الفوضى، وتغليب صوت العقل على أي خطاب يسعى إلى زعزعة أمن الدولة واستقرارها.
وعي المصريين السلاح الأقوى أمام المؤامرات وحصنهم في وجه الإخوان
وفي ذات الصدد، أكدت النائبة أمل رمزي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ، أن الوعي الشعبي في هذه اللحظة الفارقة هو "السلاح الاستراتيجي الحقيقي"، وأن شعبًا متماسكًا واعيًا مدركًا لخطورة ما يجري، أقوى ألف مرة من جيش يواجه عدوًا مسلحًا بالشائعات والمؤامرات.
وقالت خلال بيان لها، إن مصر وسط ما يحاك بالمنطقة، تواجه حربًا بأساليب خبيثة، من خلال الشائعات، والإخوان الذين يستدعون الفوضى من خزائن قديمة، ويُعيدون إنتاج الأكاذيب بثياب جديدة، مؤكدة أن وعي المصريين السلاح الأقوى أمام المؤامرات وحصنهم في وجه الإخوان.
ولفتت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي، إلى أن جماعة الإخوان لا تزال تنظر إلى الوطن على أنه مكسب سياسي مؤجل، وتحاول استغلال أي فرصة لبث الفتنة والإحباط بين المواطنين، من خلال ترويج الأكاذيب والشائعات عبر وسائل إعلام خارجية مدفوعة الأجر، مشددة على أن هذه المحاولات باتت مكشوفة، وأن الشعب المصري الذي رفضهم في الماضي بوعيه، لن يسمح بعودتهم مرة أخرى.
وأوضحت أن الشرق الأوسط لم يعد إقليمًا تتنازع عليه القوى الدولية فحسب، بل بات ميدانًا مفتوحًا على كل الاحتمالات، حيث أن إسرائيل – في تصعيدها الأخير سواء في غزة أو تجاه إيران – لا تفعل إلا ما احترفته دائمًا: تفجير الجبهات لكي تفرض شروطها من قلب الحريق، مشيرة إلى أن ما يجري ليس أزمة عابرة، بل مشهد من مشاهد إعادة تشكيل المنطقة بالقوة، تمامًا كما حدث بعد سقوط بغداد، وكما أرادوه يوم دُمرت عواصم كبرى تحت شعارات زائفة.
وشددت على أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تخوض معركة مزدوجة، من جهة، تسابق الزمن لإطفاء النيران الممتدة من المشرق إلى المغرب، ومن جهة أخرى، تحصّن جبهتها الداخلية بما أمكن من أدوات التماسك والوحدة.