قوبلت أجندة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المتعلقة بالهجرة معارضة واسعة فى لوس أنجلوس، ثانى أكبر مدينة فى البلاد، تم القاء القبض على ما لا يقل عن 56 شخصًا حتى الآن فى احتجاجات حاشدة ضد مداهمات الإدارة المتعلقة بالهجرة فى المدينة يوم الجمعة وامتدت المظاهرات إلى أحد أكبر الطرق السريعة فى المنطقة، وتواجه السلطات الفيدرالية انتقادات بعد اعتقالها.
لكن الاحداث لم تثنى ترامب عن سياسته، فردًا على ذلك، هدد البيت الأبيض باعتقال حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم، وحشد قوات مشاة البحرية لدعم قوات الحرس الوطنى فى الدفاع عن الممتلكات الفيدرالية على الرغم من أن مسؤولى الولاية يقولون إنهم لا يريدون المساعدة ويقاضون الإدارة الآن، والى جانب ذلك ضاعفت الإدارة الأمريكية عدد جنود الحرس الوطنى الذى تم نشرهم فى المدينة.
قال مسؤولون إن هذا المشهد - ترامب يخوض معركة مع ولاية زرقاء حول قضيته الرئيسية - يعد انتصارًا سياسيًا - وقال مسؤول فى البيت الأبيض: "نحن سعداء بخوض هذه المعركة"، مؤكدًا أن الإدارة ترى فيها قضية رابحة سياسيا.
وانتقد الديمقراطيون ونشطاء الهجرة عملية لوس أنجلوس بشدة، ووصفوها بأنها غير قانونية وغير إنسانية، وأصرّوا على أنها تتعلق بالسياسة - وليس بالسياسة العامة السليمة.
وكتبت نائبة الرئيس السابقة، كامالا هاريس، المقيمة فى لوس أنجلوس والتى ترشحت ضد ترامب العام الماضى، فى بيان: "إن تصرفات هذه الإدارة لا تتعلق بالسلامة العامة - بل بتأجيج الخوف".
لكن حلفاء ترامب يجادلون بأن ترامب ببساطة هو من ينفذ أجندة الهجرة المتشددة التى كانت محور حملته. تحدثت شبكة إن بى سى نيوز مع أربعة مسؤولين فى البيت الأبيض، وقال مستشار لترامب: "هذا ما صوتت له أمريكا، نقطة على السطر". هذا هو تركيز "أمريكا أولاً" الذى أدى إلى انتخاب الرئيس، وهو لا يحركه سوى ما وعد به الناخبين الأمريكيين.
وأشار مستشارو ترامب أيضًا إلى أن سياسات الرئيس المتعلقة بالهجرة لا تزال تحظى بتقدير كبير فى معظم استطلاعات الرأى العام، حيث أظهر استطلاع رأى أجرته شبكة سى بى إس قبل مداهمات الهجرة فى لوس أنجلوس أن 54% من المشاركين أيدوا "برنامج الإدارة لترحيل المهاجرين غير الشرعيين".
قال السيناتور كيفن كريمر، الجمهورى عن ولاية داكوتا الشمالية، يوم الاثنين: "أعلم أنه لا شك فى أن أماكن مثل كاليفورنيا قد استهزأت بالشعب الأمريكى وقررت أن تكون ملاذًا للمجرمين". وأضاف: "أعتقد أنه ينفذ بالضبط ما وعد به وما انتخبه الناس من أجله".
وقد جادل نيوسوم وعمدة لوس أنجلوس، كارين باس، بأن نشر قوات الحرس الوطنى سيؤجج التوترات والعنف المحتمل - وهو رد دفع ترامب إلى الإشارة إلى أنه سينظر فى اعتقال نيوسوم إذا استمر فيما تعتبره الإدارة تدخلًا منه.
يتوجه 2000 جندى إضافى من الحرس الوطني، إلى جانب 700 من مشاة البحرية إلى لوس أنجلوس بناء على أوامر من ترامب، حيث أعلنت القيادة الشمالية الامريكية نشر حوالى 700 من جنود "المارينز" الى المنطقة ما يعزز التواجد العسكرى فى المدينة بعد اوامر من ترامب لمواجهة احتجاجات المهاجرين هناك.
وفقا لوكالة اسوشيتد برس، فعلت القيادة كتيبة مشاة البحرية التى أصدر وزير الدفاع بيت هيجسيث أوامره للانتشار خلال عطلة نهاية الأسبوع وسط احتجاجات مستمرة على مداهمات نفذتها إدارة الهجرة والجمارك.
وأشارت القيادة، إلى أن مشاة البحرية "تلقوا تدريبًا على تهدئة الأوضاع، والسيطرة على الحشود، والقواعد الدائمة لاستخدام القوة"، وليس من الواضح ما إذا كان سيتم نشر قوات مشاة البحرية على الأرض أم سيبقون فى حالة تأهب.
وفى بيان نشر على موقع X، انتقد المكتب الصحفى لنيوسوم تحرك قوات مشاة البحرية، واصفًا الأمر بأنه "حشد لأفضل فرع فى الجيش الأمريكى ضد مواطنيه" وأضاف المكتب: "مستوى التصعيد غير مبرر وغير مسبوق على الإطلاق".
أصر ترامب على أن نشر قوات الحرس الوطنى - وهى المرة الثانية فقط خلال الستين عامًا الماضية التى يحشد فيها رئيس أمريكى قوات الحرس الوطنى لولاية دون موافقة حاكمها - ضرورى لوقف الاحتجاجات ضد إدارة الهجرة والجمارك وقال للصحفيين: "من يثيرون المشكلة هم محرضون محترفون.. إنهم متمردون.. إنهم أشخاص سيئون. يجب أن يزج بهم فى السجن".
وفقا لشبكة ايه بى سى، بعد عودته إلى البيت الأبيض عقب قضاء عطلة نهاية الأسبوع فى كامب ديفيد، قال ترامب للصحفيين إنه سيعتقل نيوسوم لو كان "مسؤول الحدود" فى إشارة إلى توم هومان الذى يشغل المنصب الآن، بعد ساعات من تصريح الأخير بأنه لم يجر أى نقاش حول اعتقال نيوسوم، وقال للصحفيين فى الحديقة الجنوبية: "لو كنت مكان توم، لفعلت ذلك. أعتقد أنه أمر رائع".
رد نيوسوم سريعا حيث نشر مقطع فيديو على إنستجرام لتعليقات ترامب وقال: "رئيس الولايات المتحدة دعا للتو إلى اعتقال حاكم ولاية.. هذا يوم تمنيت إلا أراه فى أمريكا.. لا يهمنى ديمقراطيا كنت أم جمهوريا.. هذا خط لا يمكن تجاوزه.. إنها خطوة لا لبس فيها نحو الاستبداد".
ونشر نيوسوم على موقع اكس: "هذه أفعال ديكتاتور، وليست تصرفات رئيس".