تواصل بعثة حج القرعة التابعة لوزارة الداخلية جهودها المكثفة لتفويج ضيوف الرحمن من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وذلك بعد أن أتمّ الحجاج أداء مناسك الحج كاملة، والتي شملت الوقوف بعرفة، ورمي الجمرات، والذبح، وطواف الإفاضة، والسعي بين الصفا والمروة، وانتهاءً بالحلق أو التقصير.
تأتي هذه الخطوة ضمن خطة دقيقة وضعتها بعثة حج القرعة لتأمين راحة الحجاج وضمان انتقالهم بسلاسة وأمان إلى المدينة المنورة، في إطار الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة المصرية لرعاية الحجاج وتوفير أفضل الخدمات لهم.
وحرصت البعثة على توفير أسطول حديث من الحافلات المكيفة لنقل الحجاج، بما يضمن توفير الراحة والسكينة خلال الرحلة التي تمتد لساعات بين الحرمين.
كما تم تزويد الحافلات بكميات كافية من المرطبات والعصائر، حفاظاً على صحة الحجاج، خاصة كبار السن، في ظل درجات الحرارة المرتفعة التي تشهدها المملكة العربية السعودية خلال موسم الحج.
وأكد مساعد وزير الداخلية للشئون الإدارية، رئيس بعثة الحج، أن البعثة حرصت على التعاقد مع فنادق على درجة عالية من الجودة في المدينة المنورة، تقع جميعها بالقرب من المسجد النبوي الشريف، وذلك لتسهيل أداء الصلوات والزيارات الدينية على الحجاج دون عناء.
وأشار إلى أن غرفة العمليات المركزية الخاصة بالبعثة تتابع على مدار الساعة كافة تحركات الحجاج وعمليات التفويج، وتقوم بالتنسيق المستمر مع الجهات السعودية لضمان سلامة الضيوف المصريين.
كما أوضح أن ضباط وضابطات وزارة الداخلية يرافقون الحجاج بشكل مستمر، لتقديم الدعم والإجابة على استفساراتهم ومساعدتهم في التنقلات، مع تخصيص فرق مدربة لمرافقة كبار السن وأصحاب الحالات الإنسانية، وتقديم الرعاية اللازمة لهم.
وفي هذا السياق، يجري حالياً الإعداد لتنظيم زيارات ميدانية لعدد من المزارات والمعالم الإسلامية في المدينة المنورة، لتمكين الحجاج من التعرف على التاريخ الإسلامي عن قرب وتعزيز روحانية الرحلة المباركة.
من جانبه، قال الدكتور محمد مصطفى، رئيس البعثة الطبية، إن الحالة الصحية العامة لضيوف الرحمن جيدة للغاية، ولم يتم تسجيل أي حالات وبائية أو أمراض جماعية خلال فترة أداء المناسك.
وأضاف أن البعثة الطبية وفرت عدداً من العيادات الطبية في مقرات إقامة الحجاج، خاصة تلك التي تضم أعداداً كبيرة من كبار السن، مع توافر أطقم طبية على مدار الساعة لمتابعة الحالات المزمنة وتقديم العلاج اللازم فوراً عند الحاجة.
وأشار إلى أن البعثة رفعت حالة الاستعداد القصوى في جميع العيادات الطبية تزامناً مع عمليات التفويج، وذلك تحسباً لأي طارئ قد يحدث خلال رحلة الانتقال من مكة إلى المدينة، سواء نتيجة للإجهاد أو بسبب تقلبات الطقس.
كما تم تزويد الحافلات المخصصة للتفويج بحقائب إسعافات أولية تحوي كافة المستلزمات الطبية الأساسية، تحسباً لأي طارئ.
أما من الناحية الدينية، فقد صرح الشيخ شريف إبراهيم، رئيس البعثة الدينية، بأن عددًا من علماء الأزهر الشريف والأوقاف يرافقون الحجاج في المدينة المنورة، لتقديم الشروح الدينية المتعلقة بالمعالم الإسلامية والتاريخ النبوي، وذلك من خلال لقاءات دورية ومحاضرات قصيرة تنظم في الفنادق، بالإضافة إلى المرافقة الميدانية أثناء الزيارات إلى مسجد قباء وجبل أحد والبقيع وغيرها من الأماكن التي ترتبط بتاريخ السيرة النبوية.
وتأتي هذه الجهود الدينية في إطار حرص البعثة على تعزيز الوعي الديني لدى الحجاج، وتيسير فهمهم للمناسك والمعاني الروحية للحج والزيارة، بما يضفي بعداً روحياً أعمق على الرحلة الإيمانية.
من جهتهم، أعرب عدد كبير من الحجاج عن شكرهم وتقديرهم لوزارة الداخلية وقيادات بعثة حج القرعة، لما لمسوه من رعاية واهتمام بالغين منذ لحظة وصولهم إلى الأراضي المقدسة وحتى أداء المناسك والانطلاق إلى المدينة المنورة.
وأشاد الحجاج بالتيسيرات الإلكترونية التي تم اعتمادها هذا العام في عمليات التسكين وتوزيع الغرف، والتي وفّرت عليهم الكثير من الوقت والجهد، إلى جانب خدمات نقل الأمتعة التي تمت بانضباط وكفاءة.
وأكد عدد من الحجاج أن ما لمسوه من تنظيم وتنسيق وجهود متواصلة من جانب أفراد البعثة يعكس حرص الداخلية على تسهيل أداء الركن الخامس من أركان الإسلام للحجاج، ومتابعة شؤونهم لحظة بلحظة لضمان أمنهم وسلامتهم.
وتستمر بعثة حج القرعة في تنفيذ خطتها الشاملة حتى عودة آخر فوج من الحجاج المصريين إلى أرض الوطن، وسط إشراف مباشر من قيادات وزارة الداخلية وبالتنسيق الكامل مع الجهات السعودية.
