يترقب سكان قطاع غزة، مرحلة الحسم في الاتفاق على مقترح وقف إطلاق النار بين قوات الاحتلال الإسرائيلية، وفصائل المقاومة الفلسطينية في القطاع، لمدة 60 يوما، قابلة للتمديد بالتزامن مع الدخول في مفاوضات تقضى بوقف دائم للحرب.
ويضمن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التزام "تل أبيب" بوقف إطلاق النار خلال الفترة المتفق عليها، كما يضمن الوسطاء الضامنون (مصر – قطر- الولايات المتحدة الأمريكية) استمرار وقف إطلاق النار لمدة ستين يومًا، ولأي تمديد يُتفق عليه، ويضمنون إجراء مناقشات جادة حول الاتفاقات اللازمة لوقف إطلاق نار دائم، ويبذلون قصارى جهدهم لضمان استكمال المفاوضات.
المقترح يقضي بإطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء و18 رهينة متوفون، من قائمة "الـ58 رهينة" المقرر إطلاق سراحهم في اليومين الأول والسابع.
وبموجب المقترح سيتم أيضا إطلاق سراح نصف الرهائن الأحياء والمتوفين (5 أحياء و9 متوفين) في اليوم الأول من الاتفاق، أما النصف المتبقي من الرهائن (5 أحياء و9 متوفين) فسيتم إطلاق سراحهم في اليوم السابع.
وسيتم إرسال المساعدات إلى غزة فور موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار، كما سيتم احترام أي اتفاق يتم التوصل إليه بشأن المساعدات المقدمة للسكان المدنيين طوال مدة الاتفاق.
بدوره أعلن وأعلن البيت الأبيض، موافقة إسرائيل على مقترح وقف إطلاق النار في غزة الذي قدمه قدّمه المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وأضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، في تصريحات للصحفيين، أن ويتكوف والرئيس الأمريكي دونالد ترامب قدما مقترحاً بوقف إطلاق النار إلى حركة "حماس"، مؤكدة أن إسرائيل "أيدت هذا الاقتراح، ووقعت عليه قبل إرساله إلى الحركة الفلسطينية".
على الجانب الأخر، أعلنت حركة "حماس"، أنها تسلمت عبر الوسطاء المقترح الجديد المقدم من ويتكوف، لوقف إطلاق النار في غزة، مضيفة أنها تعكف حالياً على دراسته، وأضافت في بيان: "قيادة الحركة تدرس هذا المقترح بمسؤولية وبما يحقق مصالح شعبنا وإغاثته وتحقيق وقف إطلاق النار الدائم في القطاع".
ميدانيا، أصدر الاحتلال الإسرائيلي "أوامر إخلاء" جديدة في جباليا البلد والعطاطرة بمحافظة شمال غزة وفي أحياء الشجاعية والدرج والزيتون بمدينة غزة.
استشهد نحو 20 فلسطينيا وأصيب آخرون بجروح، الجمعة، في قصف إسرائيلي على جباليا النزلة شمال قطاع غزة، ومدينتي خان يونس ورفح جنوبا، منهم 6 أشخاص جراء قصف تجمعا لمواطنين شمال القطاع.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، باستشهاد 7 مواطنين على الأقل وإصابة آخرين بجروح، إثر قصف الاحتلال منزلا يعود لعائلة نصر في جباليا النزلة شمال القطاع.
وأضافت، أن ثلاثة مواطنين آخرين استشهدوا جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي خيمتين تؤويان نازحين غرب خان يونس، ونقلوا إلى مجمع ناصر الطب، .ولفتت إلى أن مواطنين استشهدا وأصيب آخرون في قصف الاحتلال مركبة مدنية في بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس
وأشارت إلى استشهاد مواطن وإصابة آخرين برصاص الاحتلال في منطقة الشاكوش شمال غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، كما نسف جيش الاحتلال منازل سكنية في حي التفاح شرقي مدينة غزة. وفي بلدة القرارة شمال خان يونس.
وعن الوضع الإنساني في القطاع، دعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إلى السماح بتدفق الإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة دون عوائق أو انقطاع، إثر تفاقم الكارثة الإنسانية الناجمة عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ 20 شهرا.
وقالت الوكالة في بيان الجمعة، إن مستودعها في العاصمة الأردنية عمّان يحتوي على مساعدات تكفي لأكثر من 200 ألف مواطن لمدة شهر كامل وتشمل دقيق وطرود غذائية ومستلزمات نظافة وبطانيات وأدوية، وإنها جاهزة للإرسال الفوري.
وأوضحت أن "المستودع لا يبعد سوى ثلاث ساعات بالسيارة عن غزة"، في إشارة إلى حصار الاحتلال الخانق الذي يعرقل وصول الإمدادات.
وشددت الأونروا على أن الاحتياجات الإنسانية في غزة هائلة وتتطلب تدخلا عاجلا، داعية إلى فتح المعابر وضمان تدفق المساعدات بشكل منتظم ومستمر لإنقاذ الأرواح.
وقالت في هذا الصدد إن "غزة بحاجة إلى مساعدات هائلة ويجب السماح بتدفق الإمدادات دون عوائق أو انقطاع".
ويعاني قطاع غزة أزمة إنسانية وإغاثية كارثية منذ أن أغلقت إسرائيل المعابر في 2 مارس، مانعة دخول الغذاء والدواء والمساعدات والوقود.