دونالد ترامب - فلاديمير بوتين
"شهر العسل خلص".. تلاسن بين ترامب وبوتين بسبب أوكرانيا وعقوبات أمريكية جديدة في الطريق.. الرئيس الأمريكي يصف نظيره الروسي بالجنون.. والكرملين يرد: يعانى من عاطفة زائدة.. وصحف أمريكية: ترامب يفكر جديا في الانسحاب من مفاوضات السلام
يبدوا أن شهر العسل بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين أوشك على الانتهاء، حيث برزت إلى السطح خلافات متبادلة ربما تهدد الوساطة التي تقودها واشنطن لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، في ظل تصاعد العمليات العسكرية الروسية وما قابلها من تهديدات أمريكية لفرض عقوبات جديدة على موسكو.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرس فرض عقوبات على روسيا خلال أيام، مع تصاعد الإحباط في البيت الأبيض من استمرار الهجمات الروسية على أوكرانيا وبطء وتيرة مفاوضات السلام.
وقال مصدر للصحيفة، إن العقوبات المحتملة من المتوقع ألا تشمل النظام المصرفي الروسي، لكن يجري بحث خيارات أخرى للضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل تقديم تنازلات على طاولة التفاوض، من بينها وقف لإطلاق النار لمدة 30 يوماً.
ولم تستبعد مصادر الصحيفة، أن يتراجع ترامب في نهاية المطاف عن فرض أي عقوبات جديدة، وفي تصريح له قال ترامب إنه "يفكر بالتأكيد" في فرض عقوبات جديدة، وأضاف: "إنه يقتل الكثير من الناس لا أعرف ما خطبه، ماذا حصل له بحق الجحيم؟". في إشارة الى بوتين.
وأضافت مصادر للصحيفة، أن الرئيس الأمريكي بدأ يشعر بالضيق من مسار مفاوضات السلام، ويفكر جديا في الانسحاب منها تماما إذا لم تنجح "محاولته الأخيرة" في تحقيق تقدم، الأمر الذي يعتبر تحول لافت في موقف رئيس تعهد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الصراع في يومه الأول بالبيت الأبيض.
ولا تزال تبعات أي انسحاب أمريكي من جهود السلام غير واضحة، بما في ذلك ما إذا كان ترامب سيواصل تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، لصحيفة "وول ستريت جورنال": "الرئيس ترامب كان واضحاً في رغبته بالتوصل إلى اتفاق سلام عن طريق التفاوض .. كما أنه يتصرف بذكاء بإبقائه كل الخيارات مطروحة على الطاولة".
تظهر التطورات الأخيرة تدهوراً جديداً في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، رغم التقلبات التي شهدتها تلك العلاقة خلال الأشهر الماضية، وتولى ترامب منصبه وهو يعتقد أنه يتمتع بعلاقة شخصية قوية مع بوتين، تؤهله لتحسين العلاقات بين البلدين لكن حتى الآن، لم يتمكن ترامب من انتزاع أي تنازلات كبرى من بوتين بشأن اتفاق سلام مع أوكرانيا.
وأثرت ثلاثة عوامل رئيسية على طريقة تفكير ترامب، أولها هو عدم ارتياحه تجاه الرئيس الأوكراني ، إذ يرى أن زيلينسكي ساهم في تصعيد الصراع عبر دعواته المتكررة لفرض مزيد من العقوبات على روسيا، رغم موافقته على وقف إطلاق النار وعبر مؤخراً عن استيائه من زيلينسكي عبر منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، قال فيه إن الرئيس الأوكراني "لا يخدم بلاده بالطريقة التي يتحدث بها".
وثانيا، يشكك ترامب في فعالية العقوبات الإضافية على روسيا، ويعتقد أنها لن تضعف قدرتها على مواصلة القتال، بل ستعيق فرص إعادة بناء العلاقات الاقتصادية بين موسكو وواشنطن، والعامل الثالث، فيتمثل في ايمان ترامب بقدرته الشخصية على إقناع بوتين بإنهاء الحرب حيث يعتقد أن العلاقة التي تجمعه بالرئيس الروسي قد تدفع الأخير إلى تقديم تنازلات.
وخلال الساعات الماضية شهدت الأجواء تلاسن بين الطرفين، حيث علّق الكرملين على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "أصيب بالجنون التام"، ووفق الكرملين فإن تصريحات ترامب "قد تكون بسبب عبء عاطفي زائد"، لكنه شكر الرئيس الأمريكي على مساعدته في بدء مفاوضات السلام الخاصة بأوكرانيا.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين حين سُئل عن تصريحات ترامب بشأن بوتين "نحن ممتنون حقا للأمريكيين وللرئيس ترامب شخصيا لمساعدتهم في تنظيم وإطلاق عملية التفاوض هذه"، وأضاف "بالطبع، وفي نفس الوقت، هذه لحظة حاسمة للغاية، والتي ترتبط بالطبع بالعبء العاطفي الزائد على الجميع بشكل مطلق وردود الفعل العاطفية".
وكان ترامب قد قال إن بوتين "أصيب بالجنون التام" بإطلاق العنان لأكبر هجوم جوي في الحرب بأوكرانيا، مضيفا أنه يدرس فرض عقوبات جديدة على موسكو، رغم أنه وبخ أيضا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وكتب ترامب في منشور على منصته تروث سوشيال: "كانت لدي دائما علاقة جيدة جدا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن شيئا ما أصابه. لقد أصبح مجنونا تماما".
