الأربعاء، 14 مايو 2025 01:37 ص

الخارجية الأمريكية تكشف لـ"برلماني" أهداف جولة ترامب الخليجية.. وتؤكد: غزة من أعقد الأزمات.. مصر شريك رئيسي بمعادلة الاستقرار.. ونشكر جهودها للإفراج عن "عيدان".. وسنحكم على إيران بالأفعال وليس الأقوال

الخارجية الأمريكية تكشف لـ"برلماني" أهداف جولة ترامب الخليجية.. وتؤكد: غزة من أعقد الأزمات.. مصر شريك رئيسي بمعادلة الاستقرار.. ونشكر جهودها للإفراج عن "عيدان".. وسنحكم على إيران بالأفعال وليس الأقوال المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، سامويل وربيرغ،
الثلاثاء، 13 مايو 2025 03:00 م
كتب محسن البديوي

        -الزيارة تهدف لتجديد الشراكة مع الحلفاء الرئيسيين وتوسيع العلاقات الاقتصادية والاستثمارية

-        نسعى لتنسيق الجهود الدبلوماسية مع دول الخليج بشأن القضايا الإنسانية والتهديدات العابرة للحدود

-        غزة تمثل واحدة من أعقد الأزمات في المنطقة

-        هدفنا سلام توافق سياسي حقيقي وواقع ميداني يُراعي تطلعات الفلسطينيين وسلطة مستقرة بغزة

-        إطلاق سراح الكسندر مدخلًا لوقف شامل لإطلاق النار ونشكر القاهرة على جهودها

-        مصر شريك رئيسي باستقرار الشرق الأوسط وعنصر توازن بمعادلة معقدة

-        منخرطون بمفاوضات إيران النووية ولن نغلق الباب أمام "الدبلوماسية"

-        سنحكم على إيران من خلال أفعالها وليس أقوالها

-        غزة العنوان الأكثر حضورًا في أجندة الزيارة..

-        مصر شريك موثوق.. ودورها في التهدئة لا غنى عنه

-        لا تغييرات جذرية في سياسة أمريكا تجاه الشرق الأوسط.. بل أدوات تأثير جديدة

-        الإفراج عن الرهائن أولوية قصوى.. والشكر لمصر وقطر

-        غزة لن تعود إلى نقطة التهديد.. والمستقبل لسلطة مستقرة

في لحظة تزدحم فيها خرائط الشرق الأوسط بالتقلبات، وتتسابق فيها المبادرات والتدخلات على جغرافيا ملتهبة، تأتي زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دول الخليج وكأنها محاولة لإعادة ضبط الإيقاع وسط ضجيج الحرب في غزة، وظلال الأحداث في واشنطن، وصعود حسابات جديدة وسط إقليم ملتهب.

 

وفي زحام الأحداث التي تملأ شاشات العالم بصور الدمار والمفاوضات والتصريحات المتضاربة، يبقى السؤال الأهم: ما الذي تريده واشنطن فعلاً من الشرق الأوسط؟ فزيارة الرئيس دونالد ترامب اليوم الثلاثاء، إلى المنطقة تأتي في توقيت لا يحتمل المجاملات، ولا يسمح بالتأجيل، فغزة تشتعل، والمياه الإقليمية تزداد اضطرابًا، وملف إيران لم يُغلق، بل يُعاد فتحه كل صباح.

 

في هذا الحوار الخاص لـ"برلماني"، يفتح المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، سامويل وربيرغ،  أوراق الرؤية الأمريكية تجاه ملفات الشرق الأوسط من بوابة الزيارة الرئاسية، لكنه لا يخفي أن غزة هي العنوان الأكثر حضورًا، وأن مصر — كما كان قدرها دائمًا — تحتل موقع الوسيط الذي لا يمكن تجاوزه في معادلة الحرب والسلام.. حيث طرحنا هذه الأسئلة فكانت الإجابات مزيجًا من الحذر الاستراتيجي، والواقعية السياسية، ومحاولة الإمساك بخيوط متعددة في لحظة إقليمية شديدة الحساسية.. وإلى نص الحوار: -

 

في البداية ما هي الأهداف الرئيسية لزيارة الرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط؟ وكيف ترى الإدارة الأمريكية مستقبل المنطقة ؟

تهدف زيارة الرئيس ترامب إلى تجديد الشراكة مع حلفاء رئيسيين في الشرق الأوسط في ظل التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة. تشمل الأهداف الرئيسية تعزيز التعاون في مجالات الأمن والدفاع، دعم الاستقرار في ملفات حساسة مثل غزة واليمن، وتوسيع العلاقات الاقتصادية والاستثمارية في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا.

كما تسعى الزيارة إلى تنسيق الجهود الدبلوماسية مع دول الخليج بشأن القضايا الإنسانية والتهديدات العابرة للحدود، ومواجهة التدخلات الخارجية التي تُزعزع استقرار المنطقة.

وترى الإدارة الأمريكية أن مستقبل المنطقة يجب أن يُبنى على الشراكات الإقليمية، والحلول التفاوضية، والاندماج الاقتصادي، وليس على العنف أو الهيمنة.

 

ملف غزة يمثل تحدياً كبيراً. ما هي رؤية الإدارة الأمريكية لحل هذا الصراع؟ وما هي الخطوات التي ستتخذها لدعم جهود السلام؟

 تدرك إدارة الرئيس ترامب أن الوضع في غزة يمثل واحدة من أعقد الأزمات في المنطقة. أولويات واشنطن في هذه المرحلة واضحة: وقف فوري ومستدام لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن، وتخفيف الكارثة الإنسانية المتفاقمة.

الولايات المتحدة تعمل عن كثب مع شركائها الإقليميين، ومن ضمنهم قطر ومصر، لدفع جهود الوساطة وتأمين تدفق المساعدات. كما تدعم مبادرات إنسانية مستقلة لضمان إيصال المساعدات بعيدًا عن سيطرة حماس، وتعمل على وضع تصوّر للترتيبات المستقبلية لما بعد الحرب، يُقصي الجماعات الإرهابية، ويُمهّد لسلطة مستقرة في غزة.

لكن لا يمكن الحديث عن سلام حقيقي قبل تحقيق تهدئة ميدانية، وتوفير بيئة آمنة لإنقاذ المدنيين، وإطلاق مسار سياسي تشارك فيه أطراف مسؤولة.

 

هل تتوقع الإدارة الأمريكية أي تغييرات في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط بعد هذه الزيارة؟

زيارة الرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط تُجسد التوجه الحالي للإدارة نحو تعزيز الحضور الأمريكي في المنطقة، لكن لا يُتوقع إعلان تغييرات جذرية في السياسات. الاستراتيجية الأمريكية قائمة على دعم الحلفاء، ومواجهة التهديدات المشتركة، ومواصلة الدبلوماسية في الملفات المعقدة مثل إيران وغزة. ما تسعى إليه الإدارة هو تفعيل أدوات جديدة للتأثير: شراكات اقتصادية أوسع، دعم تنمية إقليمية تقودها الدول المحلية، وزيادة التنسيق الدفاعي في ظل التهديدات البحرية والسيبرانية. هذه المقاربة تُراعي توازن القوى في المنطقة، وتُعطي أولوية للاستقرار دون فرض حلول خارجية.

 

كيف ترى الإدارة الأمريكية دور مصر المحوري في المنطقة؟

 الولايات المتحدة تعتبر مصر شريكًا استراتيجيًا لا غنى عنه في ملفات الأمن الإقليمي، وجهود الوساطة، واستقرار الشرق الأوسط. الدور المصري في التهدئة بغزة حاسم، وتُثمّنه الإدارة الأمريكية باعتباره عنصر توازن في معادلة معقدة. القاهرة تحتفظ بقنوات فعالة مع مختلف الأطراف، وتضطلع بدور مباشر في مفاوضات وقف إطلاق النار. كما تلعب مصر دورًا مهمًا في تأمين إيصال المساعدات الإنسانية، وضمان ألا يُستغل القطاع مرة أخرى كنقطة انطلاق لتهديد إسرائيل أو المنطقة.

واشنطن حريصة على تعزيز التنسيق مع مصر ليس فقط في غزة، بل أيضًا في ملفات أخرى مثل ليبيا، والسودان، والبحر الأحمر.

 

ما هي رؤية الولايات المتحدة لمستقبل العلاقات مع إيران؟ وهل ملامح لمستقبل المفاوضات النووية؟

تُقيّم الإدارة الأمريكية العلاقة مع إيران من منظور شامل، يشمل التهديدات الأمنية، وسلوك طهران الإقليمي، وتورطها في دعم جماعات مسلحة تهدد الاستقرار في المنطقة.

حتى الآن، مازلنا منخرطين في المفاوضات النووية، ولكن مازلنا نرى الأنشطة الإيرانية التي تقوّض الثقة، مثل دعم الحوثيين والهجمات على السفن، وكذلك استمرار محاولات الالتفاف على العقوبات.

الولايات المتحدة لا تُغلق الباب أمام الدبلوماسية، لكنها تضع سلوك إيران كعامل حاسم في أي انفتاح مستقبلي. وفي هذا السياق، تواصل واشنطن فرض عقوبات تستهدف شبكات التهريب والتمويل، وتعزيز الردع من خلال الشراكة مع دول الخليج لضمان حرية الملاحة وأمن الطاقة. وبشكل مختصر فإننا سنحكم على إيران من خلال أفعالها وليس أقوالها.

 

كيف ترى الإدارة الأمريكية مستقبل القضية الفلسطينية؟ وهل هناك أي مبادرات جديدة لدفع عملية السلام؟

في ظل الدمار غير المسبوق في غزة، والمآسي الإنسانية المستمرة، ترى الإدارة الأمريكية أنه من المبكر الحديث عن مبادرات سياسية كبرى أو مسارات تفاوضية. الأولوية اليوم هي وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وتخفيف معاناة المدنيين.

تؤمن الولايات المتحدة أن السلام لا يمكن أن يُفرض من الخارج أو يُبنى على اتفاقات شكلية، بل يجب أن يكون نتيجة لتوافق سياسي حقيقي، وواقع ميداني يُراعي تطلعات الفلسطينيين واحتياجات أمن إسرائيل.

في المرحلة الحالية، تعمل واشنطن على دعم ترتيبات تُمهّد لاستقرار مستدام، دون عودة حركة حماس للحكم، للوصول إلى مسار مستقبلي نحو الحكم الرشيد في غزة.

 

كيف تقرؤون الخطوة الأخيرة بإطلاق سراح الرهينة الأمريكي عيدان ألكسندر؟ والجهود المصرية نحو إحلال السلام ووقف الحرب بغزة؟

 إطلاق سراح الرهينة الأمريكي عيدان ألكسندر يُعد تطورًا إنسانيًا بالغ الأهمية، ويُجسد نجاح الوساطة الإقليمية المدعومة من الولايات المتحدة. الرئيس ترامب عبّر عن شكره العميق لجميع الأطراف التي ساهمت في تحقيق هذا التقدم، وعلى رأسها مصر وقطر.

الولايات المتحدة تعتبر الإفراج عن الرهائن أولوية قصوى، وتعمل بلا توقف لضمان الإفراج عن كل من لا يزالون محتجزين، واستعادة جثامين الأمريكيين الذين فُقدوا خلال النزاع.

وفي الوقت ذاته، تؤكد واشنطن أن هذه الخطوة يجب أن تُشكّل مدخلًا لوقف شامل لإطلاق النار، وتوسيع الجهود الإنسانية، وتهيئة بيئة قابلة للتعافي السياسي والاجتماعي في غزة. مصر تُؤدي دورًا لا غنى عنه في هذا المسار، وتُعد شريكًا موثوقًا في كل ما يتعلق بالوساطة والدفع نحو التهدئة.

 


print