الثلاثاء، 13 مايو 2025 09:50 ص

بابا الفاتيكان وترامب.. "ليو" نشر انتقادات لسياسات دونالد الخاصة بالهجرة.. حساب الكاردينال بريفوست على منصة X نشر مقالات تعارض العداء للمهاجرين.. "تايم" تتوقع صداماً بين قائد الكنيسة والرئيس بسبب أجندته القومية

بابا الفاتيكان وترامب.. "ليو" نشر انتقادات لسياسات دونالد الخاصة بالهجرة.. حساب الكاردينال بريفوست على منصة X نشر مقالات تعارض العداء للمهاجرين.. "تايم" تتوقع صداماً بين قائد الكنيسة والرئيس بسبب أجندته القومية البابا ليو الرابع عشر
الأحد، 11 مايو 2025 10:00 ص
كتبت ريم عبد الحميد
يبدو أن العلاقة بين زعيم الكنيسة الكاثولوكية الجديد البابا ليو الرابع عشر والرئيس الأمريكى دونالد ترامب لن تكون سلسة فى أحسن الأحوال، رغم أنه أول أمريكى يتولى قيادة الكنيسة.
 
وقالت وكالة أسوشيتدبرس إن بابا الفاتيكان الجديد ليو الرابع عشر، وبعد انتخابه الخميس كأول زعيم للكنيسة الكاثوليكية أمريكى الجنسية، سيتولى منصبا جديدا سيشهد العديد من التداخلات مع السياسة، وهو أمر ليس غريب تماماً على الكاهن المولود فى شيكاغو، والذى يتضمن تاريخه على وسائل التواصل الاجتماعى مشاركة انتقادات لـ سياسات إدارة ترامب إزاء المهاجرين  وتعليقات لنائب الرئيس الأمريكى جيه دى فانس.

 

وكان ترامب قد تمنى للبابا الجديد التوفيق فى منصبه، ووصف انتخابه بأنه "شرف كبير لأمريكا". إلا أن هذا جاء بعد أيام من نشر ترامب صورة مولدة بالذكاء الاصطناعى لنفسه مرتديا زى البابا فى وقت الحداد الرسمى على وفاة البابا الراحل فرنسيس. وأثار هذا الفعل دهشة فى الفاتيكان، ووندد به رئيس الوزراء الإيطالى السابق رومانو برودى باعتباره تدخلا سياسيا غير لائق فى أمور الإيمان.
 
وفى الشهر الماضى، أعلن مؤتمر الأساقفة الكاثوليك فى الولايات المتحدة نهاية نصف قرن من الشراكات مع الحكومة الفيدرالية الأمريكية لخدمة اللاجئين وأطفال المهاجرين، وقالوا إنه قرار محزن بعد وقف إدارة ترامب المفاجئ للتمويل.
 
 
وأشارت أسوشيتدبرس إلى أن أغلب منشورات البابا ليو السابقة على منصة X لها علاقة بدعم أخبار الكاثوليك ومبادرات الكنيسة، ونادرا ما يكتب محتوى بنفسه. إلا أن نظره على ما نشره على حسابه على السوشيال ميديا توضح وجود منشورات له تشارك وجهات نظر معارضة للخطوات التى تهدف إلى تقييد قيول المهاجرين واللاجئين فى الولايات المتحدة.
 
 
انتقادات البابا ليو لجيه دى فانس
 
يعتبر جيه دى فانس، الذى تحول إلى الكاثوليكية، من أبرز الكاثوليك فى السياسات الأمريكية. وقد جذب الانباه من الرجل الذى أصبح اللآن يقود الكنيسة العالمية، ودعاه إلى العودة إلى منصة X  بعد غياب نحو عامين، لينشر انتقادات لآراء نائب ترامب.
ففى بداية فبراير الماضى، نشر ليو، أو الكاردينال روبرت بريفوست فى هذا الوقت، مقالاً من صحيفة كاثوليكية بعنوان "جيه دى فانس مخطئ: يسوع لا يطلب منا تقييم حبنا للآخرين".
 
جاء ذلك بعد أيام من إشارة فانس، فى مقابلة مع قناة فوكس نيوز، خلال مناقشته انتقادات لسياسات إدارة ترامب المتعلقة بالهجرة، إلى مبدأ مسيحى "أن تحب عائلتك، ثم تحب جارك، ثم تحب مجتمعك، ثم تحب مواطنيك، ثم بعد ذلك، تعطى الأولوية لبقية العالم".
 
 
وردا على ذلك، نشر فانس على موقع X، يقول، "ابحث فى جوجل عن "ordo amoris". إضافة إلى ذلك، فإن فكرة عدم وجود تسلسل هرمى للواجبات تنتهك المنطق السليم".
 
"Ordo amoris"، وهو مبدأ كاثوليكى تاريخي، يُترجم إلى "نظام المحبة".
 
بعد عشرة أيام من منشوره الأول، شارك الكاردينال مقالًا آخر من منشور بعنوان: "رسالة البابا فرانسيس، و"ordo amoris" لجيه دى فانس، وما يطلبه الإنجيل منا جميعًا بشأن الهجرة".
 
وبعد انتخاب ليو يوم الخميس، نشر فانس تهنئةً لـ X، وقال: "أنا متأكد من أن ملايين الكاثوليك الأمريكيين وغيرهم من المسيحيين سيصلون من أجل نجاحه فى قيادة الكنيسة. باركه الرب!"
 
صحيفة نيويورك تايمز تحدثت عن الانتقادات غير المباشرة التى وجهها البابا الجديد لسياسات إدارة ترامب المتعلقة بالمعاجرين. وقالت إنه فى إبريل الماضى، نشر الحساب الذى يحمل اسم الكاردينال بريفوست تعليقًا لكاتب كاثوليكلا سأل فيه عما إذا كان الرئيس ترامب والرئيس السلفادورى نجيب بوكيلى قد أدركا "المعاناة" الناجمة عن سياسات الهجرة.
 
وكتب روكو بالمو، المحلل فى شئون الكنيسة الكاثوليكية، يقول: "ألا يزعجكما ضميركما؟" "كيف يمكنكما أن تبقيا صامتين؟".
 
وقالت نيويورك تايمز إنها لم تتمكن من التأكد بشكل مستقل مما إذا كان الكاردينال بريفوست هو من يدير الحساب، أم أن أحد موظفيه هو الذى يديره، إلا أن الحساب كان مرتبطًا برقم هاتف وعنوان بريد إلكترونى يُعتقد أنهما مرتبطان ب الكاردينال. وقد شاركت جميع المنشورات تقريبًا، التى يعود تاريخها إلى عام 2011، مقالات وتصريحات وتعليقات أدلى بها قادة كنائس آخرون، وليس الكاردينال نفسه.
 
وتعود الانتقادات لسياسات ترامب بشان الهجرة إلى ما قبل دخوله إلى البيت الأبيض. ففى يوليو 2015، أعاد الحساب نشر مقال للكاردينال تيموثى م. دولان من نيويورك، وصف فيه "خطاب ترامب المناهض للهجرة" بأنه "إشكالى". وبعد ثلاث سنوات، نشر الحساب منشورًا للكاردينال بليز ج. كوبيتش من شيكاغو، جاء فيه أنه "لا يوجد أى شيء مسيحى أو أمريكى أو مبرر أخلاقيًا" فى سياسة الإدارة المتمثلة فى فصل الأطفال المهاجرين عن والديهم.
 
وبدا أن الحساب يعترض أيضًا على إلغاء إدارة ترامب لبرنامج معروف باسم "داكا"، والذى كان يمنح وضعًا قانونيًا للشباب البالغين الذين جُلبوا إلى البلاد وهم أطفال. أعاد الحساب نشر تعليقات من عدد من قادة الكنائس هاجموا فيها القرار ووصفوه بأنه "قاسٍ" ويؤجج "العنصرية والنزعة القومية".
 
وقالت الصحيفة إلى الانتقادات الموجهة لترامب كانت تعكس إلى حد كبير مواقف البابا فرانسيس، الذى أعرب أيضًا عن عدم موافقته على سياسات الترحيل التى تنتهجها الإدارة.
 
من ناحية أخرى، قالت مجلة تايم إنه يبدو أن صدامًا آخراً بين ترامب والزعيم المقدس للكنيسة الكاثوليكية أمر لا مفر منه، لا سيما فى ظل هوس ترامب بأجندة قومية من شأنها استغلال المسيحية لخدمة أهدافه السياسية. بعد ساعات من انتخابه، بدا أن أنصار "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" يتجهون نحو البابا الجديد بتوجهات سياسية بحتة.
 
فبينما سارع ترامب للإشادة بالبابا الجديد، غردت الناشطة اليمينية المتطرفة لورا لومر، حليفة ترامب، قائلةً: "بابا ماركسى من أنصار الصحوة"، ووصفت ليو أيضًا بأنه "مجرد دمية ماركسية أخرى فى الفاتيكان".

print