الخميس، 08 مايو 2025 07:36 م

زيارة الرئيس السيسي لليونان.. شراكة استراتيجية وآفاق جديدة للتعاون.. ونواب: الزيارة "رسائلها استراتيجية".. ومصر تصنع التوازن وسط بحر من الأزمات.. ومشروع الربط الكهربائي يحمل أبعادًا تتجاوز الاقتصاد نحو السياسة

زيارة الرئيس السيسي لليونان.. شراكة استراتيجية وآفاق جديدة للتعاون.. ونواب: الزيارة "رسائلها استراتيجية".. ومصر تصنع التوازن وسط بحر من الأزمات.. ومشروع الربط الكهربائي يحمل أبعادًا تتجاوز الاقتصاد نحو السياسة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الزيارة
الأربعاء، 07 مايو 2025 06:00 م
كتب محسن البديوي

في زيارة رسمية تعكس عمق العلاقات التاريخية بين مصر واليونان، وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة اليونانية أثينا، حيث أجرى مباحثات موسعة مع نظيره اليوناني تناولت ملفات استراتيجية على رأسها التعاون في مجالات الطاقة، وخاصة مشروع الربط الكهربائي، والأمن الإقليمي. الزيارة تمثل خطوة محورية نحو تعزيز الشراكة بين البلدين، وتأكيدًا على دور مصر الفاعل في صياغة مستقبل المنطقة سياسيًا واقتصاديًا.

وفي هذا الصدد، أشاد النائب أحمد سمير زكريا، عضو لجنة الشئون المالية والاقتصادية والاستثمار بمجلس الشيوخ، ونائب رئيس الأمانة الفنية لـ«حزب الجبهة الوطنية ، بالزيارة الرسمية التي يجريها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى اليونان، مؤكدًا أنها تجسيد واضح لنجاح السياسة الخارجية المصرية في بناء تحالفات متوازنة ومؤثرة على المستويين الإقليمي والدولي.

وقال أحمد سمير زكريا، في بيان له، إن القاهرة لم تعد تقف عند حدود الدفاع عن أمنها فقط، بل باتت شريكًا فاعلًا في صياغة معادلات الإقليم، ومنصة انطلاق للتكامل الاقتصادي بين الضفتين الجنوبية والشمالية للمتوسط.

وتابع النائب، إن مشروع الربط الكهربائي بين مصر واليونان هو في جوهره ليس مجرد وصلة طاقة، بل هو سلك من نور يربط أفريقيا بأوروبا، ويجعل من مصر بوابة نظيفة لمستقبل الطاقة في القارة العجوز، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يحمل أبعادًا تتجاوز الاقتصاد نحو السياسة، حيث يصبح للضوء معنى في زمن يسوده الضباب.

وذكر أن هذا المشروع يمثل نقلة نوعية في مسار التعاون المصري الأوروبي، ويجسّد الشراكة الاستراتيجية بين مصر واليونان، كما يعزز من مكانة مصر كمصدر موثوق للطاقة، ويدعم خططها لتكون مركزًا لتداول الطاقة في شرق المتوسط.

وأضاف زكريا أن الزيارة تأتي في توقيت بالغ الحساسية إقليميًا، حيث برزت مصر كصوت عاقل يدعو إلى التهدئة والاستقرار، ويقود جهودًا جادة لاحتواء التصعيد في المنطقة، من خلال التشاور مع الشركاء الأوروبيين والعمل على حلول مستدامة للأزمات.

فيما أكدت النائبة أمل رمزي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى اليونان تحمل رسائل استراتيجية مهمة تؤكد على عمق الشراكة بين البلدين، وتعزز من مكانة مصر كدولة مركزية في حفظ الأمن الإقليمي.

وأشادت رمزي، في بيان لها، بالاستقبال الرسمي للرئيس السيسي والمباحثات المثمرة التي عقدها مع نظيره اليوناني، مشيرة إلى أن تأكيد الرئيس على أهمية التنسيق مع أثينا في الملفات الإقليمية يعكس وعي القيادة السياسية بأهمية بناء تفاهمات صلبة لمواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها أزمات غزة وليبيا وسوريا، وأمن الملاحة في البحر الأحمر.

وأضافت النائبة أن التعاون بين مصر واليونان في مكافحة الهجرة غير الشرعية بات نموذجًا يحتذى به، لافتة إلى أن القاهرة تثبت يومًا بعد يوم أنها شريك موثوق في إدارة قضايا الأمن والسلم بالمنطقة، وتسهم بدور فعّال في التصدي للمخاطر العابرة للحدود.

واوشددت على أن هذه الزيارة تؤكد استمرار الدولة المصرية في سياستها المتوازنة التي تقوم على الشراكة لا التبعية، وعلى تعزيز التعاون لا الاصطفاف، وهو ما يجعل من مصر ركيزة أساسية في استقرار الإقليم.

وأكدت رمزي أن حديث الرئيس عن التهدئة واستعادة الاستقرار، لم يكن من قبيل التكرار الدبلوماسي، بل من صميم الإدراك المصري بأن أمن غزة وسوريا وليبيا واليمن، متصل عضوياً بأمن القاهرة نفسها، وبأمن ممرات الملاحة التي تعبرها سفن العالم يوميًا.

وتابعت رمزي: زيارة الرئيس هي تأكيد جديد على أن مصر اليوم تكتب فصلًا جديدًا في دورها الإقليمي، ليس فقط كوسيط، بل كصانع للتوازن وسط بحر من الأزمات.

بدوره قال النائب محمد الرشيدي عضو مجلس الشيوخ عن حزب الشعب الجمهوري، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى اليونان اليوم، تأتي في إطار حرص الدولة المصرية على تعزيز علاقاتها الخارجية بما يعزز مكانتها ومواقفها تجاه القضايا الإقليمية والدولية التي تسعى لحلها من أجل مناخ آمن ومستقر على شعوب المنطقة، بالإضافة إلى تعزيز مصالح مصر الوطنية وتحقيق أهدافها الاستراتيجية.

وأوضح الرشيدي في بيان له اليوم، أن لقاء الرئيس السيسي بنظيره اليوناني كونستانتينوس تاسولاس، تناول مناقشات حول تداعيات الحرب على غزة والتأكيد على تمسك مصر بموقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم سواء بشكل طوعي أو قسري، بما يعني تصفية القضية، والتشديد على ضرورة الحفاظ على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، ومرور المساعدات الإنسانية والإغاثات لإنقاذهم من سياسة التجويع والإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار عضو مجلس الشيوخ إلى أن جولات الرئيس السيسي الخارجية على مدار أكثر من ١٠ سنوات مكنت مصر من استعادة مكانتها الدولية والإقليمية الإفريقية والعربية، بما ساهم بقوة في تحسين وضع مصر على الخريطة الدولية واستعادة دورها الريادي في المنطقة، لتلعب تلعب دورًا حيويًا في تعزيز مصالحها، وتحفيز جهودها نحو تعزيز الأمن القومي من خلال التعاون مع الدول الأخرى في مجالات الأمن والدفاع.

وشدد النائب محمد الرشيدي على أن نجاح الدبلوماسية المصرية في تقوية علاقاتها الدولية يمكنها من تعزيز أوجه تعاونها في مجالات التجارة والاستثمار بين مصر والدول الأخرى، مما يعزز الاقتصاد المصري، من خلال مجالات متعددة مثل البيئة والصحة والتعليم، والترويج للثقافة المصرية والتعريف بها في الخارج، بما يتماشى مع مبادئ الجمهورية الجديدة.

ولفت عضو مجلس الشيوخ إلى أن زيارة الرئيس السيسي الحالية لليونان تعكس حجم العلاقات القوية بين البلدين الممتدة عبر التاريخ، ويتيح فرص جديدة ومتعددة للتعاون والتنسيق المشترك بما يصب في صالح استقرار المنطقة أمنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

 


الأكثر قراءة



print