الخميس، 01 مايو 2025 08:42 م

توتر متصاعد بين نيودلهى وإسلام آباد.. الدولتان النوويتان تتبادلان قرار إلغاء التأشيرات.. ووزير إعلام باكستانى يعلن معلومات استخباراتية عن هجوم عسكرى قريب.. والأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد

توتر متصاعد بين نيودلهى وإسلام آباد.. الدولتان النوويتان تتبادلان قرار إلغاء التأشيرات.. ووزير إعلام باكستانى يعلن معلومات استخباراتية عن هجوم عسكرى قريب.. والأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد الهند و باكستان
الخميس، 01 مايو 2025 02:00 م
كتبت: هناء أبو العز
تشهد العلاقات بين الهند وباكستان توترًا متزايدًا، بعد إعلان مسؤول باكستاني رفيع المستوى فجر الأربعاء امتلاك بلاده معلومات استخباراتية "موثوقة" تفيد بأن الهند تعتزم تنفيذ عملية عسكرية ضد أراضيها خلال 24 إلى 36 ساعة، وهو ما لم تؤكده أو تنفه السلطات الهندية رسميًا حتى الآن.
 
التحذير صدر عن وزير الإعلام الباكستاني، عطا الله تارار، عبر منصة "X"، دون الكشف عن الأدلة التي تستند إليها تلك المعلومات.
يأتي ذلك بعد أيام من هجوم مسلح استهدف مجموعة من السياح في بلدة باهالجام في الجزء الخاضع للسيطرة الهندية من إقليم كشمير، وأسفر عن مقتل 26 شخصًا، ما أثار موجة غضب واسعة في الهند.
 
نيودلهي سارعت إلى اتهام جماعات مقرها باكستان بالوقوف وراء الهجوم، في حين نفت إسلام آباد هذه المزاعم، وعرضت إجراء تحقيق محايد، وأعلنت جماعة تعرف باسم "مقاومة كشمير" مسؤوليتها عن الهجوم.
 
التوترات دفعت الولايات المتحدة والصين إلى دعوة الطرفين إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد،  وأشارت تقارير صحفية إلى أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يعتزم إجراء محادثات مع نظرائه في الهند وباكستان لاحتواء الموقف.
 
الهجوم الأخير أعاد إلى الأذهان أحداث عام 2019، عندما شنت الهند ضربات جوية داخل الأراضي الباكستانية عقب هجوم مماثل أوقع عشرات القتلى من القوات شبه العسكرية الهندية في كشمير،  وكانت تلك أول عملية من نوعها منذ حرب 1971 بين البلدين.
 
وقد صعد الطرفان من الإجراءات المتبادلة مؤخرًا، إذ أعلنت الهند إلغاء تأشيرات دخول المواطنين الباكستانيين، وردت باكستان بالمثل، كما تم تعليق معاهدة تقاسم مياه نهر السند، التي تعتبر من أبرز النماذج النادرة للتعاون بين الدولتين منذ توقيعها عام 1960 بوساطة البنك الدولي.
وتعتبر باكستان أن أي محاولة لتحويل مسار مياه النهر من جانب الهند بمثابة "عمل عدائي"،  وقد حذر المتحدث باسم وزارة الدفاع الباكستانية، اللواء محمد تارار، من أن "أي مغامرة عسكرية ستقابل برد حازم".
 
وعلى الأرض، شهد خط السيطرة الذي يقسم كشمير بين الهند وباكستان تبادلًا لإطلاق النار على مدار ست ليال متتالية، وأفادت مصادر أمنية باكستانية بإسقاط طائرة هندية بدون طيار كانت تحلق فوق كشمير، في حين أعلنت البحرية الهندية عن تنفيذ ضربات صاروخية تجريبية لتقييم الجاهزية القتالية.
 
التداعيات امتدت إلى الجانب المدني أيضًا، حيث أغلقت السلطات الهندية نحو 48 من أصل 87 وجهة سياحية في كشمير، وشددت الإجراءات الأمنية في الوجهات المتبقية، علّقت باكستان المجال الجوي أمام شركات الطيران الهندية، في حين لم تعلن الهند أي إجراءات مماثلة بعد.
 
التصعيد السياسي رافقه تصعيد إعلامي، إذ تعهد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بملاحقة منفذي الهجوم "إلى أقاصي الأرض"، بينما أعلنت باكستان استعدادها للتعاون في أي تحقيق مستقل.
 
كشمير، الإقليم المتنازع عليه منذ تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947، شكل محور ثلاث حروب بين الجارتين النوويتين، حيث تتهم  الهند باكستان منذ عقود بدعم التمرد في الإقليم، وهو ما تنفيه إسلام آباد، مؤكدة أن دعمها يقتصر على المستوى السياسي والدبلوماسي.
 
وتأتي هذه التطورات في وقت تستضيف فيه إسلام آباد اجتماعًا لمنظمة شنغهاي للتعاون، وسط إجراءات أمنية مشددة، فيما يراقب المجتمع الدولي عن كثب مسار الأحداث، وسط مخاوف من انزلاق المنطقة نحو مواجهة مفتوحة يصعب احتواؤها.
 
وقد دعت الأمم المتحدة إلى "أقصى درجات ضبط النفس"، في حين أجرى وزير الخارجية الهندي لقاءات مع سفراء دول مجموعة العشرين ودول الخليج، سعيًا لحشد دعم دولي لموقف بلاده.

الأكثر قراءة



print