مجلس النواب
شهدت الساحة السياسية المصرية ردود فعل واسعة وغاضبة على التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي زعم فيها أن الولايات المتحدة كان لها دور رئيسي في إنشاء قناة السويس، مطالبًا بمرور السفن الأمريكية مجانًا عبر القناة، وهو ما اعتبره النواب المصريون تطاولًا فجًا وجهلًا فاضحًا بالتاريخ والسيادة الوطنية.
وأدان النائب سامح الشيمي، عضو مجلس الشيوخ، بشدة تصريحات ترامب، مؤكدًا أن قناة السويس شُيدت بإرادة مصرية خالصة، في وقت كانت الولايات المتحدة لا تزال دولة ناشئة، مشددًا على أن القناة رمز للسيادة الوطنية وأن أي محاولة للمساس بها ستُقابل برد سياسي وشعبي حاسم.
وأضاف الشيمي أن حديث ترامب يعكس عقلية استعمارية قديمة تحن لعصور الهيمنة، مؤكدًا أن قناة السويس كانت وستظل بأيدي المصريين، تخدم التجارة الدولية وفقًا للقوانين والاتفاقيات الدولية، دون وصاية أو ابتزاز، مشددًا على أن عمر قناة السويس أكبر من تاريخ أمريكا.
من جانبها، وصفت النائبة نجلاء العسيلي، عضو مجلس النواب ووكيل لجنة ذوي الإعاقة بحزب الشعب الجمهوري، تصريحات ترامب بأنها "تشويه متعمد للحقائق وافتقار إلى أي أساس قانوني أو تاريخي".
وأكدت العسيلي أن قناة السويس أصبحت منذ تأميمها عام 1956 رمزًا للاستقلال الوطني المصري، وتخضع لقواعد القانون الدولي واتفاقية القسطنطينية لعام 1888، التي تضمن حرية الملاحة مقابل دفع الرسوم دون تمييز، مع الالتزام الكامل بسيادة مصر على القناة.
أما النائب سيد سمير، عضو اللجنة العامة بمجلس النواب، فقد اعتبر تصريحات ترامب تعبيرًا عن "عقلية استعمارية مرفوضة"، مؤكدًا أن قناة السويس حُفرت بدماء المصريين قبل أن تعرف الولايات المتحدة موقعها الجغرافي. وأضاف أن مصر تضمن حرية الملاحة الدولية وفق القوانين دون أن تسمح لأي جهة بفرض وصاية عليها.
وفي سياق متصل، أكد النائب خالد أبو الوفا، عضو مجلس الشيوخ، أن حديث ترامب عن القناة يكشف عن جهل فادح بالتاريخ والجغرافيا. وقال: "قناة السويس لم تولد بقرار من البيت الأبيض، بل حفرتها أيادي المصريين منذ فجر الحضارة". وشدد أبو الوفا على أن السيادة على القناة خط أحمر، محذرًا من وهم الإملاءات على مصر، قائلًا: "قناة السويس لم ولن تكون ممراً بالمجان لرعاة البقر".
كما أدانت النائبة رشا إسحق، أمين سر لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعي بمجلس الشيوخ، تصريحات ترامب، واصفة إياها بـ"الغطرسة السياسية غير المقبولة وسوء التقدير لموازين القوى الدولية".
وأوضحت إسحق أن قناة السويس ثمرة كفاح وطني مرير، مؤكدة أن القناة تخضع للسيادة المصرية الكاملة بموجب القوانين والاتفاقيات الدولية. وأشارت إلى أن مصر نجحت في حفر قناة السويس الجديدة بتمويل شعبي خالص، مما يعكس إرادة وطنية لا تقبل الابتزاز أو الضغوط الخارجية.
أجمع النواب في تصريحاتهم على أن قناة السويس تمثل رمزًا خالدًا للسيادة الوطنية والإرادة الحرة للشعب المصري. وشددوا على أن مصر، قيادةً وشعبًا وبرلمانًا، قادرة على حماية حقوقها ومقدراتها، ولن تسمح بأي محاولات للنيل من سيادتها أو تشويه تاريخها العريق.
كما دعوا المجتمع الدولي إلى التصدي لأي محاولات لفرض أمر واقع يخالف القوانين الدولية التي تحكم حرية الملاحة في الممرات المائية العالمية، مؤكدين أن مصر ستواصل الدفاع عن سيادتها بكل قوة وحسم.
