الأربعاء، 30 أبريل 2025 01:54 م

الصيام وتأثيره على الدماغ.. نشرة طبية للقومى للبحوث تؤكد صيام رمضان يساعد على الوقاية من مرض آلزهايمر وإبطاء الإصابة بالشيخوخة.. وتعزيز الراحة النفسية والحد من التشتت العقلي ويساهم فى زيادة معدلات التركيز

الصيام وتأثيره على الدماغ.. نشرة طبية للقومى للبحوث تؤكد صيام رمضان يساعد على الوقاية من مرض آلزهايمر وإبطاء الإصابة بالشيخوخة.. وتعزيز الراحة النفسية والحد من التشتت العقلي ويساهم فى زيادة معدلات التركيز شهر رمضان - صورة أرشيفية
الأحد، 16 مارس 2025 03:00 م
محمد صبحى
كشفت نشرة طبية للدكتورة إيمان مصطفى بمعهد الصناعات الغذائية والتغذية بالمركز القومى للبحوث، عن الصيام وتأثيره العميق على الدماغ، موضحة أن العديد من الأبحاث الحديثة تشير إلى أن الصيام ليس فقط مفيداً للجسم، بل يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية على الدماغ، حيث يقدم طريقة مختلفة للحصول على الطاقة ويساعد في الوقاية من الأمراض التنكسية العصبية مثل مرض الزهايمر.
 
وأكدت النشرة الطبية على أهمية الصيام ودوره فى إبطاء عملية الشيخوخة، فإن الصيام يعزز المرونة العصبية في الدماغ، مما يُحسن وظائفه ويزيد من مقاومته للإصابات والأمراض. يُعرف الصيام بأنه يساعد في تنقية العقل، وتنشيط الحواس، وتحسين وظائف المخ إذاً، ماذا يفعل الصيام للدماغ.
 
وأشارت إلى أنه من بين الفوائد المعروفة للصيام هو عملية التحول الأيضي التي يحدث فيها تغيير في طريقة حرق الجسم للطاقة، فالصيام لفترات طويلة، مثل الصيام في شهر رمضان، يؤدي إلى حالة تعرف بـ "الكيتوزية"، حيث يبدأ الجسم في حرق الدهون بدلاً من الكربوهيدرات كمصدر رئيسي للطاقة، والكيتونات الناتجة عن هذه العملية تُعتبر مصدراً بديلاً للطاقة للدماغ، مما يساعد في الحفاظ على وظائفه وتحسين الإدراك.
 
كما قالت النشرة الطبية أن أحد الفوائد الأخرى للصيام المتقطع هو تحفيز عملية الإلتهام الذاتي(Autophagy)، وهي عملية يتم فيها التخلص من الخلايا التالفة أو غير الفعالة. هذه العملية تساهم في تعزيز صحة الدماغ عن طريق التخلص من الخلايا التالفة التي قد تتسبب في التسمم العصبي، وتحفيز نمو خلايا جديدة، بالإضافة إلى ذلك، يُعتقد أن هذه العملية تساهم في الوقاية من الأمراض العصبية التنكسية، مثل الزهايمر وباركنسون وهنتنغتون.
 
وتابعت: الميتوكوندريا هي "محطات الطاقة" في خلايا الجسم، وهي ضرورية للحفاظ على صحة الدماغ، تشير بعض الدراسات إلى أن الصيام يمكن أن يحسن وظيفة الميتوكوندريا، مما يقلل من المواد المؤكسدة ويعزز صحة الدماغ مع تقدم العمر، يبدأ اختلال التوازن في الميتوكوندريا بسبب تدهور الطاقة في الدماغ، مما يساهم في ظهور العديد من الأمراض العصبية. لكن الدراسات على الحيوانات أظهرت أن تقليل السعرات الحرارية بنسبة 40% أو صيام يوم بديل يمكن أن يساعد في تحسين أو حماية وظيفة الميتوكوندريا في الدماغ.
 
أظهرت دراسة نُشرت في عام 2017 أن خلايا الدماغ في فئران التجارب التي تتبع نظام الصيام المنتظم قد نمت بشكل ملحوظ بعد تناول الطعام مرة أخرى. وعُثر على أن مستويات البروتين المعروف بـ "عامل التغذية العصبية المشتقة من الدماغ" (BDNF)، والذي يلعب دوراً مهماً في التعلم والذاكرة، قد زادت بشكل كبير. هذا البروتين يميل إلى الانخفاض مع التقدم في السن، خاصةً في الأشخاص الذين يعانون من أمراض تؤثر على الوظائف المعرفية مثل مرض الزهايمر. لكن، في الفئران التي صامت بانتظام، زادت مستويات هذا البروتين بنسبة 50%، مما يعزز من قدرة الدماغ على التعلم والتذكر.
 
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة أخرى أن مستويات السيروتونين، وهو ناقل عصبي يرتبط بالمزاج، وكذلك عامل التغذية العصبية BDNF وعامل نمو الأعصاب (NGF)، قد شهدت زيادة ملحوظة خلال شهر رمضان، هذا الارتفاع في هذه العوامل يرتبط بتأثيرات إيجابية على الدماغ، بما في ذلك تعزيز بقاء ونمو الخلايا العصبية، وهو ما يشير إلى أن الصيام قد يعمل على تحسين الوظائف الدماغية وتقليل مخاطر الأمراض العصبية.
 
ولفتت الدكتورة إيمان السيد، إلى أن العديد من الدراسات اظهرت أن الصيام المتقطع يمكن أن يعزز الدفاعات المضادة للأكسدة في الجسم، مما يساهم في تقليل الالتهابات التي قد تؤدي إلى العديد من الأمراض المزمنة مثل مرض الزهايمر، كما أن الصيام يساعد في تقليل مستويات الأنسولين في الدم، مما يؤدي إلى تحسين الذاكرة وتعزيز الوظائف المعرفية بشكل عام.
 
إلى جانب الفوائد الجسدية، يساعد الصيام على تعزيز الراحة النفسية والحد من التشتت العقلي، مما يساهم في زيادة معدلات التركيز وتحسين الذاكرة. فعند تقليل تناول الطعام خلال ساعات محددة، يصبح الدماغ أكثر تركيزاً وأقل عرضة للتشويش الناتج عن الإفراط في تناول الطعام.
 
واختتمت: أن الصيام له العديد من الفوائد على الدماغ، تتراوح بين تحسين الذاكرة وزيادة مقاومة الخلايا العصبية للإجهاد، إلى الوقاية من الأمراض التنكسية العصبية مثل الزهايمر وباركنسون وهنتنغتون، وأظهرت الدراسات أن هذه الفوائد تتحقق من خلال مجموعة متنوعة من الآليات البيولوجية، بما في ذلك زيادة مستويات البروتينات المهمة مثل BDNF، وعامل نمو الأعصاب (NGF)، وتحفيز الكيتوزية والإلتهام الذاتي، وتحسين وظيفة الميتوكوندريا. بالرغم من أن الكثير من الأبحاث تركز على النماذج الحيوانية، فإن الفوائد المحتملة للصيام على الدماغ تظل مجالًا مثيرًا يتطلب المزيد من الدراسات على البشر لفهم تأثيراته بشكل أوسع، كما أن الصيام قد لا يكون مجرد وسيلة لتحسين الصحة الجسدية، بل أداة فعالة للحفاظ على صحة الدماغ والوقاية من الأمراض التنكسية العصبية في المستقبل.

 


الأكثر قراءة



print