فى خضم الحرب الدائرة فى قطاع غزة منذ 7أشهر، وما لحق بالمدنيين من أهوال جراء الجرائم الإسرائيلية وصمت المجتمع الدولى، يجتمع الزعماء والقادة العرب فى قمتهم العربية العادية اليوم، لصياغة موقف عربى موحد تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المهدورة منذ عقود على يد آلة الحرب الإسرائيلية.
وتنطلق اليوم الخميس في العاصمة البحرينية المنامة أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثالثة والثلاثين، وستناقش القمة مختلف القضايا المتعلقة بالعمل العربي المشترك، في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية.
ويعلق الشعب الفلسطيني آمالا كبيرة على ما ستتمخض عنه الاجتماعات العربية، والتى تأتى وسط ظروف وتحديات خطيرة تشهدها المنطقة، تستدعي التوصل الى قرارات بناءة تسهم في تعزيز التضامن العربي ودعم جهود إحلال السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في قطاع غزة.
وتتصدر القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته جدول أعمال القمة، حيث يتوقع أن يناقش قادة الدول ورؤساء الوفود العربية المشاركة في القمة عدة موضوعات في هذا المجال، منها متابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية
وتفعيل مبادرة السلام العربية، والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في مدينة القدس المحتلة، والعدوان المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وجهود وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى القطاع، ودعم موازنة دولة فلسطين وصمود الشعب الفلسطيني.
كذلك سيبحث القادة تطورات الاستيطان وجدار الفصل العنصري والأسرى واللاجئين، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى الأونروا، إلى جانب التنمية في الأراضي المحتلة والجولان العربي السوري المحتل.
وكشف مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية مهند العكلوك، عزم القمة العربية المقررة في المنامة، اليوم الخميس، تبني دعوة لمؤتمر دولي للسلام لحل القضية الفلسطينية برعاية الأمم المتحدة يُعقد في البحرين.
وأقر وزراء الخارجية العرب، فى ختام اجتماعهم التحضيرى أمس بمشاركة وزير الخارجية سامح شكرى والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، البنود السياسية المدرجة على جدول أعمال "قمة البحرين" العربية الـ 33.
وجاء فى مقدمة مشاريع القرارات صياغة موقف عربى موحد للتضامن مع فلسطين وحقها فى إقامة دولتها وإدانة واضحة لجرائم العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى، واستهداف عشرات الآلاف من المدنيين، وإخضاع الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة لحصار قاتل يقطع كل أسباب الحياة، وتدمير ممنهج للأحياء السكنية والمستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس والبنية التحتية، بقصد جعل قطاع غزة أرضا محروقة غير قابلة للحياة، فى ظل خطاب الكراهية والعنصرية والتحريض الذى تبنته حكومة الاحتلال الإسرائيلى.
وتضمن مشروع قرار آخر التأكيد على أن اجتياح رفح الفلسطينية سيعتبر اعتداءً على الأمن القومى العربى، وسيؤدى إلى انهيار فرص السلام وتوسيع الصراع الدائر بالفعل وامتداده إلى دول أخرى، ومشروع قرار يدعم الجهود المصرية القطرية المشتركة الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم فى قطاع غزة.
كما تضمنت مشاريع القرارات تحذير مجلس الأمن من خطورة تخطيط وارتكاب إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال جريمة التهجير القسرى لنحو مليونى مواطن فلسطينى، أصبحوا نازحين داخل قطاع غزة، ونواياها لاستكمال تهجيرهم نحو أقصى جنوب قطاع غزة، من خلال إلقاء عشرات الآلاف من أطنان المتفجرات
ونقلت وكالة الأنباء البحرينية، عن الأمير سلمان بن حمد، ولي العهد البحرين رئيس مجلس الوزراء قوله، إن استضافة مملكة البحرين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته الثالثة والثلاثين تأتي "تجسيداً لالتزام مملكة البحرين الدائم تجاه تعزيز منظومة العمل العربي المشترك مشيراً إلى أهمية مواصلة ترسيخ التضامن والتعاون العربي".
وشدد على ضرورة إيجاد حلول سلمية عادلة وشاملة ومستدامة للقضية الفلسطينية، مؤكداً على موقف مملكة البحرين الثابت والداعم، للقضية والمؤيد لكافة المساعي والجهود الرامية للتوصل إلى حل سلمي عادل ودائم، من خلال دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
من جانبه، قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، إن "العالم عرف أن الاستقرار الإقليمي يظل هشاً وقابلاً للانفجار طالما استمرت القضية الفلسطينية قائمة دون حل، وأن إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة هما السبيل الحقيقي الوحيد لتحقيق استقرار إقليمي طال انتظاره".