الإثنين، 29 أبريل 2024 10:01 م

خطأ "السلكاوى" في قرأن الفجر يفتح ملف "أخطاء المقارئ".. طلب إحاطة لمجلس النواب لتشكيل لجنة جديدة في الاختبارات.. وإجراء فحص للقارئ سنويا مثل فحص السيارات في المرور.. وفرض سن معاش واعتزال للقارئ الإذاعي

خطأ "السلكاوى" في قرأن الفجر يفتح ملف "أخطاء المقارئ".. طلب إحاطة لمجلس النواب لتشكيل لجنة جديدة في الاختبارات.. وإجراء فحص للقارئ سنويا مثل فحص السيارات في المرور.. وفرض سن معاش واعتزال للقارئ الإذاعي  القارئ محمد حامد السلكاوي
الثلاثاء، 16 أبريل 2024 08:00 م
كتب علاء رضوان

لاتزال أزمة الأخطاء التي ارتكبها القارئ محمد حامد السلكاوي قارئ القرآن الكريم خلال الأيام الماضية تثير الغضب بين عموم الشعب المصرى، خاصة بعد ظهوره مرة أخرى خلال عزاء فى مدينة أجا بالدقهلية، فى ثالث أيام عيد الفطر المبارك، وكأن شيئا لم يكن، الأمر الذى أدى لتحرك برلماني من جانب محمود قاسم، عضو مجلس النواب، والذى تقدم بطلب إحاطة إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، لتوجيهه إلى الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، بشأن الواقعة الشهيرة.

 

طلب الإحاطة تضمن وسرد 11 خطأ للشيخ السلكاوى أثناء قراءة القرآن الكريم في صلاة الفجر بمسجد الهيئة الوطنية للإعلام عبر إذاعة القرآن الكريم، كما سرد أخطاء القارئ من قبل أثناء تلاوة للقرآن الكريم في ديسمبر 2022، بعد رصد فيديو له وهو يتلو آيات من سورة الشورى ويأتي بحركات لا تليق بكتاب الله عز وجل، ما تسبب في اتخاذ نقابة محفظي وقراء القرآن الكريم قرارات حاسمة ضده، وارتكابه أخطاء أثناء شعائر صلاة الجمعة يوم 29 ديسمبر 2023، وجاء ذلك بحضور الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور محمد شوقي علام مفتي الديار المصرية. 

 

1

 

خطأ "السلكاوى" في قرأن الفجر يفتح ملف "أخطاء المقارئ"

 

وطالب النائب بعرض القارئ الشهير محمد حامد السلكاوي على لجنة القراء والمبتهلين لإقرار صلاحيته من عدمه، وقد تقرر اللجنة إيقافه نهائيا لتكرار الأخطاء التي فعلها، وضرورة تشكيل لجنة جديدة لإجراء اختبارات لكل من يتقدم بطلبات للحصول على إجازة لتلاوة القرآن الكريم في الإذاعة والتلفزيون، وإلغاء عمل اللجنة الحالية، وضرورة أن تضم اللجنة في عضويتها كبار الأساتذة من جامعة الأزهر الشريف من المتخصصين في القرآن الكريم وكبار قراء القرآن الكريم وممثلين من نقابة قراء القرآن الكريم، على أن تتولى اللجنة إجراء اختبارات جديدة للقراء الحاليين، تفاديا لتكرار مثل هذه الأخطاء الفادحة.

 

وعلى الفور – خرج المستشار هشام فاروق عضو شرف نقابة القراء، على صفحته الشخصية، مؤكدا أنه طالب منذ زمان مرارا وتكرارا بإعادة اختبار كل قراء الإذاعة الذين تم اعتمادهم في الألفية الجديدة كونهم غير حافظين وغير صالحين، وردد قائلا: "هذا الطلب الذي سبقني إليه القارئ الأسد العظيم الشيخ أحمد محمد عامر طيب الله ثراه والذي طالب به ليس فقط على من تم اعتمادهم في الألفية الجديدة وإنما حتى من تم اعتمادهم في تسعينيات القرن الماضي"، وأنه اشترط أن تقوم بذلك لجنة محايدة - ليس فيها موظفون ولا موسيقيون ولا قراء إذاعة - من أساتذة التجويد والقراءات وعلوم القرآن من الأزهر الشريف. 

 

79311
 

الأزمة ليست في السلكاوى وحده

 

وتابع "فاروق": "وقلت منذ شهور - على تلك الصفحة فارجعوا إليها - بالنص: لو الأمر بيدي لحاسبت كل لجان اختبار القراء الموحدة باتحاد الإذاعة والتلفزيون منذ عام 2006 على الأقل حتى الآن، علما بأنني استثنيت فترة  الدكتورة هاجر سعد الدين باللجنة من عام 2000 حتى 2006 لنزاهتها رغم اعترافي بأن أحد المقارئ قد تم فرضه قارئا بالإذاعة في تلك الفترة ولكن رغما عن اللجنة، ونتائج المقبولين كقراء - ومبتهلين أيضا - في الإذاعة تظهر فضائحها - خاصة في قرآن الفجر - منذ نحو عشر سنوات، هذه آثار أيديكم وأعمالكم أيتها اللجان الموحدة".

 

ويضيف "فاروق": إذن ليست المشكلة منحصرة في السلكاوي وحده، إنما هناك كثيرون غيره يستحقون نفس مصيره، فإذا كنتم تقرون اليوم - رسميا - بعدم صلاحيته كقارئ إذاعي، فماذا عن اللجنة التي اعتمدته (ليس فقط قارئا للإذاعات القصيرة، وإنما للإذاعات الطويلة حيث تنكشف الفضائح!)؟! وماذا عن غيره من القراء كثيري الأغلاط في الفجر وغير الفجر؟! عن نفسي قاطعت سماع الإذاعة منذ نحو عشرين سنة، ولو دفعوا لي نقودا لأفعل ما كنت لأفعل (وإن كنت أتجلد وأتصبَّر لأسمع فضائح أحدهم في التلاوة إذا راسلني كثيرون على الخاص لأخذ رأيي!)". 

 

طططر

 

إيقاف بث قرآن الفجر بثا مباشرا

 

واستطرد: "لعله يكون من الأوفق إيقاف بث قرآن الفجر بثا مباشرا (ولم يكن يُبث مباشرة يوميا من قبل إلا منذ عام 1974 عبر شبكة القرآن الكريم وعام 1981 عبر الشبكة الرئيسية البرنامج العام)، والاستعاضة عنه ببث قرآن فجر قديم لقراء قدامى منضبطين حافظين صالحين، أو على الأقل تكليف أربعة أو خمسة قراء على الأكثر من الحافظين المنضبطين - أشك في هذا الوصف الأخير! - ليتولوا وحدهم القراءة في الفجر مع الاستغناء نهائيا عن سياسة الدور الفاشلة في توزيع القراء! ولله الأمر من قبل ومن بعد!".  

 

فرض سن معاش واعتزال للقارئ الإذاعي

 

واستكمل "فاروق": لنكن صُرحاء ليس عند الإذاعة اليوم قراء مثل المشايخ العظام عبد العزيز حربي وأحمد عامر وعبد العاطي ناصف، قضية للمناقشة: فرض سن معاش واعتزال للقارئ الإذاعي، فقد كان القارئ الكبير الشيخ أحمد أبو المعاطي رحمه الله يُعاني من آلام الظهر وفقرات العمود الفقري في سنوات عمره الأخيرة، فكان يتناول أدوية مسكنة للآلام، وكان من الآثار الجانبية لتلك الأدوية - مع تكرارها - حدوث النسيان في آخر تلاوة إذاعية قرأها الشيخ في عام 2010 وكانت من قرآن الفجر أخطأ الشيخ - الذي كان كفيف البصر - واختلط عليه الأمر في أواخر الآيات المتشابهات؛ وتدارك الأمر وصحح الخطأ من تلقاء نفسه، ورغم أن أحدا وقتها لم ينتقده أو يهاجمه ومر الأمر ببساطة لكن الشيخ لم يرض عن نفسه، ولأنه كان عظيم التقدير لحرمة القرآن فقد اعتزل التلاوة من بعد هذا الفجر وجلس في داره قبل أن يتوفاه الله تعالى في العام اللاحق 2011.

 

طط

 

أما القارئ الإذاعي – وفقا لـ"فاروق": الكبير الشيخ السيد بيومي الصواف - حفظه الله - فقد قال لي بنفسه في اتصال تليفوني بيننا: "اعتزلت القراءة في كل المحافل لكبر سني، ولي ورد يومي لمراجعة القرآن خمسة أجزاء بعد أدائي صلاة الفجر (يتعاهد القرآن بالمراجعة رغم اعتزاله القراءة على العامة! ما أحسن هذا! فالقرآن نعمة كبيرة، لا يُحب بل ولا يجب أن تتفلت منه)"، مضيفا: "وحكى لي قارئ إذاعة وتلفزيون الإسكندرية الكبير الشيخ فتحي صابر رحمه الله (وشيخ مقرأة مسجد سيدي جابر) أنه اعتزل القراءة فورا حينما صار نَفَسه لا يطاوعه أثناء التلاوة حينما تقدم في السن، وقال لي بالنص: مش ممكن أتنفس أثناء تلاوة القرآن كما يفعلون اليوم".  

 

كيف يؤثر القارئ السلامة؟

 

أما الشيخ الكبير نقيب القراء الأسبق محمد محمود الطبلاوي فكانت آخر تلاوة له من قرآن الجمعة عبر الإذاعة والتلفزيون غير مُرضية على الإطلاق رغم أنه لم يُخطئ فيها، لكنه لم يكن قادرا على التلاوة لكبر سنه، انتقده الناس وهاجموه فآثر الاعتزال فورا عن القراءة في كل المحافل - حتى العزاءات. 

 

د

 

وكان عدد من القراء الكبار والعباقرة حينما يتقدمون في السن يؤثرون السلامة ويقرأون - في محافلهم الإذاعية وغير الإذاعية - من مواضع من القرآن يحفظونها عن ظهر قلب.. ألفوها واعتادوا عليها وأجادوا فيها، وذلك إيثارا للسلامة وخوفا من زلات اللسان والأخطاء رغم أنهم كانوا من الحفظة المتقنين، دليل ذلك أنهم كانوا لا يُخطئون في قراءة الفجر - مهما كانت صعوبة الربع الذي يتلونه - ولا يقعون في الأخطاء الشنيعة المتعلقة بتحريف القرآن (استبدال كلمة بكلمة غيرها) أو أخطاء التشكيل والتجويد؛ إذ كانوا دائمي المراجعة للقرآن، ولهم ورد يومي (غالبا خمسة أجزاء من القرآن) للمراجعة اليومية! كان هذا منهم مزيد حرص – بحسب "فاروق".  

 

قراء اليوم ليسوا كقراء الأمس

 

لكن قراء اليوم ليسوا كقراء الأمس، فلا هم من حفاظ القرآن ولا من الموقرين لحرمته ، وليس لهم تاريخ ولا رصيد عند الناس ليخافوا عليه، ولا يهمهم أن ينفضحوا أو يُهاجموا بضراوة ما دام ذلك يُحقق لهم نوع من الشهرة حتى لو كانت شهرة الفضائح - لنكن صُرحاء - ولتكن الإذاعة المصرية صريحة مع نفسها هي الآن لا تملك قراء كبار السن يحفظون القرآن عن ظهر قلب ولا يخطئون رغم الطعون في السن مثل المشايخ العظام عبد العزيز حربي وأحمد محمد عامر وعبد العاطي ناصف – طبقا لـ"فاروق". 

 

3

 

مثل هؤلاء القراء العظام كبار السن كانوا لا يُخطئون - في الفجر ولا في غيره - ولو كانوا يقرأون من أصعب مواضع القرآن غير المطروقة حتى لو بلغ سنهم مائة سنة، فهؤلاء درر غير موجودة الآن مع الأسف، والقارئان الإذاعيان الوحيدان من جيل أواخر السبعينيات اللذان ما زالا يتواجدان على ساحة القراءة، أحدهما صار يتنفس في قراءته بسبب كبر سنه وليُجاري من هم أصغر منه سنا، والآخر صار يقرأ قرآن الجمعة في المسجد الشهير نظرا من المصحف رغم أنه من الحفاظ – هكذا يقول "فاروق".

 

الاعتزال عند 65 سنة للقارئ

 

واختتم بقوله: "ما دام الأمر كذلك فإني أقترح على الإذاعة فرض سن اعتزال لقارئ الإذاعة يتم عند بلوغه استبعاده نهائيا من قراءة كل المحافل الإذاعية - وليكن مثلا خمسة وستين عاما، وأطرح ذلك للمناقشة العامة، هل سمعت من يقول: لنجعل سن الاعتزال ثلاثين عاما لنتخلص من الموجودين حاليا دفعة واحدة؟ عن نفسي موافق جدا - ولله الأمر من قبل ومن بعد - ملحوظة: لاحظوا أنني أتكلم عن القراء كبار السن، لذلك لا أريد أن يقول أحد: القارئ فلان أو القارئ علان، فهذه قضية عامة تهم المصلحة العامة، وليس مصلحة قارئ أو اثنين".   

 

6

 

هل هناك فعلا عقوبات رادعة تنتظر السلكاوى؟

 

يشار إلى أن الشيخ محمد حشاد نقيب القراء، شيخ عموم المقارئ المصرية، كشف في تصريحات صحفيه، أنه تم إيقاف المقرئ الشهير الشيخ محمد السلكاوي لمدة عام إداريا وقد تطاله عقوبات أخرى بعد اجتماع لجنة التحقيق في النقابة بعد انتهاء إجازة عيد الفطر، وإنه سيتم استدعاء السلكاوي للتحقيق معه في مقر النقابة ومعرفة سبب وقوعه في تلك الأخطاء أثناء تلاوته قرآن الفجر، حيث أن هناك عقوبات أخرى قد تطاله غير الإيقاف منها منعه من الإذاعات المباشرة والخارجية والاكتفاء بأن يقوم بتسجيل التلاوات فقط، وأن أخطاء السلكاوي باتت متكررة وهو ما سيكون محل نظر اللجنة خلال التحقيق، وأن العقوبة المنتظرة ستكون رادعة حفاظا على هيبة وجلال وقدسية القرآن.

 

 

وكان رئيس الإذاعة المصرية، قد قرر وقف التعامل مع المقرئ الشهير وإحالته للجنة التحقيق، نظرا لما صدر منه من أخطاء في تلاوة قرآن الفجر، وأكد محمد نوار رئيس الإذاعة المصرية أنه لا تهاون في مثل هذه الأخطاء، وأن القارئ أخطأ خطأ جسيما لا يليق به، هذا وقد فوجئ مستمعو إذاعة القرآن الكريم بالمقرئ لقرآن الفجر عبر شبكة البرنامج العام، وإذاعة القرآن الكريم، يقع في جملة من الأخطاء من تحريف للآيات القرآنية وقواعد علم التجويد، ومقامات التلاوة، كما طالب المستمعون بسرعة إحالة المسؤولين عن الإذاعة للتحقيق، وإعادة النظر في الاستعانة بمقرئين ثبتت إساءتهم للقرآن وتلاوته وآدابه، وتضمنت الأخطاء التي حدثت من المقرئ تلحينا بالكلمات وتبديل كلمة بأخرى ليست من نفس المعنى وترك كلمة، وتغيير تشكيل الحروف.   

 

نوار

 

فحص القارئ سنويا مثل فحص السيارات في المرور ونستخرج لها رخصة

 

وطالب رواد مواقع التواصل الإجتماعى بالتعامل مع المقارئ كما يتم التعامل مع كل ما يحتاج فحص بعد فترة من الزمن، ورددوا قائلين: "كما نفحص السيارات في المرور ونستخرج لها رخصة كل سنة على الأقل أو ثلاث على الأكثر، فالقرآن الكريم أولى، يجب اختبار كل القراء المنسوبين للإذاعة واستخراج ترخيص لهم يتجدد سنويا، كذلك يجب البحث عن قراء جدد عن طريق لجان بحث عن مواهب جديدة شابة وتعليمهم أصول التلاوة ( ليس شرطا أن ننتظر من يتقدمون إلى لجنة الاستماع مثلما حدث مع فضيلة الشيخ محمد المنشاوي الذي انتقلت إليه الاذاعة قبل أن يلتحق بها)، وأيضا الشيخ الرزيقي رحمه الله عندما تقدم إلى الاذاعة قام أحد المسؤولين بالتسجيل للشيخ الرزيقي سرا من أحد السرادقات حتى يكون الاختيار موضوعيا، فالاصلاح إرادة لمن أراد".

 
artworks-000284633237-7gdg9t-t500x500

 

 


الأكثر قراءة



print