الأربعاء، 01 مايو 2024 03:18 ص

"بالحكمة والصبر".. هكذا تُدير مصر ملف العلاقات الخارجية.. سياسيون: زيارتى أردوغان و الرئيس البرازيلى دليل أن القاهرة تظل رمانة الميزان للمنطقة.. وقادرة على فتح ذراعيها لاستقبال اللاعبين الكبار بالمنطقة

"بالحكمة والصبر".. هكذا تُدير مصر ملف العلاقات الخارجية.. سياسيون: زيارتى أردوغان و الرئيس البرازيلى دليل أن القاهرة تظل رمانة الميزان للمنطقة.. وقادرة على فتح ذراعيها لاستقبال اللاعبين الكبار بالمنطقة الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي
الجمعة، 16 فبراير 2024 03:00 م

تملك مصر دورا رياديا لايستهان به على الصعيد العالمي والإقليمي، لاسيما في ظل أزمات بلدان الجوار، التي تأزمت مؤخرا، لتلاقي بظلالها وتزيد من توتر المشهد على ساحة الأقليم بأكمله، لكن دائما تحركات مصر في ملف العلاقات الخارجية الذى يستم بالحكمة والذكاء والقدرة على التعامل مع أكثر من ملف شائك في وقت واحد، هو النقطة الفاصلة التي تجعلنا نعبر بتلك الأزمات بسلام.

 

وخلال الـساعات الماضية، لاحظنا تحركات دولية وزيارات رسمية هامة كانت أولها زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي تعد فرصة هامة لاستئناف العلاقات المصرية التركية، على المستوى السياسي والاقتصادي، ثم جاء بعد هذه الزيارة الهامة التي تنبئ بتطور كبير في العلاقات بين البلدين، زيارة الرئيس البرازيلي الذى يكشف عن تحرك قوى للقيادة السياسية في هذا الملف.

 

وفي هذا السياق، قال اللواء دكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر، إن زيارة الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا للقاهرة لمصر للمرة الأولى منذ نحو 20 عاما بالتزامن مع مرور 100 عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تاريخية وهامة وتعكس التطور الكبير الذي شهدته العلاقات بين البرازيل ومصرعلى مدى القرن الماضي، مشيرا إلى أنه المتوقع أن تسهم هذه الزيارة في تعزيز التعاون وتوسيع العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، وتعزيز الفهم المتبادل والتبادل الثقافي بين الشعبين.

وأضاف نائب رئيس حزب المؤتمر، أن الزيارة تأتي في إطار توطيد العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين وفتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين و تحمل رسالة دعم لموقف مصر من القضية الفلسطينية و لجهودها لإحلال الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، نتيجة تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في ضوء الثقل الإقليمي لكلا الدولتين و عضويتهم في مجموعة "بريكس" و جهودهما المشتركة، لتطوير وإصلاح منظومة الحوكمة الدولية بشكل أكثر عدالة بجانب رئاسة البرازيل لمجموعة العشرين لهذا العام ودعوتها لمصر للمشاركة كضيف في اجتماعات المجموعة.

 

وأشار نائب رئيس حزب المؤتمر، إلي أن الرئيس السيسي دائما ما يوظف العلاقات التاريخية لبناء شراكات مع كل دول العالم، فضلا عن الاستفادة من التجارب التنموية في كل دولة، لافتا إلى أن زيارة الرئيس البرازيلي لمصر اليوم وبالأمس زيارة الرئيس التركي للمرة الأولى أيضا منذ ما يقرب من 11 عاما تكشف مدى النجاح الذي حققته مصر على المستوى الدولي والإقليمي خلال السنوات الأخيرة، بفضل الرؤية السياسية المتزنة التي يمارسها الرئيس السيسي ودور مصر البارز على الساحة الدولية.

 

ولفت نائب رئيس حزب المؤتمر، إلي أن البرازيل ومصر تتمتعان بإمكانات هائلة للتعاون المشترك وشهدت التجارة بين البلدين نموا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، من خلال تبادل العديد من المنتجات والسلع بين البلدين مشيرا إلى أن زيارة الرئيس البرازيلي لمصر ستسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي وتوسيع فرص الاستثمار المشترك بين البلدين بالإضافة إلى ذلك، فإنها تعكس أيضا أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين و رغبتهما في تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات من خلال توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات متعددة بما في ذلك الاقتصاد والثقافة والتعليم والتجارة والسياحة.

 

كما قال النائب الدكتور عصام خليل عضو مجلس الشيوخ رئيس حزب المصريين الأحرار، إن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلي القاهرة بعد نحو 11 عامًا من الجليد؛ يأتي انعكاس لدور الدولة المصرية صاحبة الحضارة و رمانة ميزان المنطقة بقيادتها الرصينة والرشيدة، وتأكيدًا على أن مصر تمد يد التعاون لمن يبادر السلام .

 

وأضاف "خليل" في تصريحات صحفية، أن مصر تحفظ مكانتها الريادية على الصعيد الدولي والإقليمي والافريقي ولا مجال البعد عن مسارات التعاون لصالح منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة في القضايا الراهنة والملحة وعلى رأسها الازمة الفلسطينية، بالإضافة للتعاون المشترك في المجالات الاقتصادية لما يخدم الشعوب.

 

وأكد رئيس حزب المصريين الأحرار، أن تلك الزيارة ستحدث تغييرًا واضحًا في الجغرافيا السياسية والتجارية خلال الفترة المقبلة وخاصة  لوجود إرادة تطوى صفحات الماضي وتبدأ مرحلة جديدة عنوانها التعاون والبناء المشترك والمصير الواحد مما يمثل حصار على كافة ابواق الشر.

 

وأشار إلي أن الدبلوماسية الرئاسية المصرية صاحبة الفضل في الحفاظ على تحقيق التوازن الكامل مع الجميع والدفع لفتح آفاق التعاون فيما يحقق صالح مصر ويصون مكانتها وقدرها ويحفظ مكتسباتها.

 

 

في الوقت نفسه، قالت النائبة سحر البزار، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن مصر تسير بذكاء وحكمة وقدر كبير من التأني في ملف العلاقات الخارجية، فعلى مدار الفترة الماضية سنجد زيارات هامة تبادلية للعديد من البلدان، التي تفتح أمام مصر فرص اقتصادية وسياسية كبرى لايستهان بها، مؤكدة أن زيارة الرئيس "لولا دا سيلفا"، إلى القاهرة، تأتي في إطار العلاقات التي تسعى مصر إلى توطيدها مع شركائها في البريكس من أجل إبرام الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية وغيرها من الملفات الهامة مثل ملف التعليم.

 

وأكدت وكيل لجنة العلاقات الخارجية، أن زيارة الرئيس البرازيلي تأتي بمناسبة مرور 100 عام من العلاقات التاريخية بين مصر والبرازيل، لاسيما إنها دولة ذات أهمية كبرى، فضلا عن إنها مرت بأزمات اقتصادية يمكننا الاستفادة منها وبتجربتها من العبور من تلك الأزمات.

 

وفيما يتعلق بزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أشارت إلى أن العلاقات المصرية التركية كانت متوقفة من عام 2013، وقد بدأت عودة العلاقات المصرية تدريجيًا لمناقشة العديد من الملفات الهامة في ظل اشتعال الأزمات في بلدان الجوار، مشددة على أهمية عودة هذه العلاقات في التنسيق بين وجهات النظر السياسية التي تسهم في تهدئة الأوضاع داخل الإقليم.

 

ونوهت قائلة:" مصر قادرة على فتح ذراعيها لاستقبال اللاعبين الكبار بالمنطقة من أجل توحيد الرؤى السياسية والاقتصادية".

 

كما قالت النائبة آيات الحداد، عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي  تعتبر الزيارة الأولى من نوعها كرئيس جمهورية لانه سبق وأن زار مصر منذ أعوام تحديد ٢٠١٢ كرئيس وزراء، والتي تأتي في توقيت هام للغاية، لاسيما أن العلاقات المصرية التركية مرت بفترات مضطربة نتيجة العديد من الأحداث السياسية وهذا أمرا  طبيعيا لانه لا صداقات أو عداوات مستمرة بين الدول ولكنها المصالح وحدها من تحدد استمرار العلاقة ام انقطاعها لوقت.

 

وأوضحت "الحداد"،، أنه على الرغم من  فترات الانقطاع إلا أن العلاقة بين الشعبين قائمة رغم اختلاف سياسة الحكومات ولم يتأثر أيضا التعاون الاقتصادي بين البلدين بل تضاعف.

 

ونوهت بأن مصر تسير بخطوات حكيمة في ملف العلاقات الخارجية، مؤكدة أن استقبال مصر للعديد من رؤساء الدول يعكس عمق ونجاح السياسة الخارجية لمصر وأخرهم وليس زيارة الرئيس التركي والبرازيلي لمصر ؛ وذلك يرجع إلى ذكاء وحكمة القيادة السياسية.

 

 


print