الإثنين، 06 مايو 2024 09:58 م

الاعتراف بـ"فلسطين" على مائدة الكبار.. بعد تجاهل قرار الأمم المتحدة لـ11 عاما واشنطن تلمح إلى اعتراف أمريكى بـ"فلسطين".. ولندن تلحق بالفكرة: لن ننتظر سنوات من مفاوضات السلام.. وإسبانيا تضغط على الاتحاد الأوروبى

الاعتراف بـ"فلسطين" على مائدة الكبار.. بعد تجاهل قرار الأمم المتحدة لـ11 عاما واشنطن تلمح إلى اعتراف أمريكى بـ"فلسطين".. ولندن تلحق بالفكرة: لن ننتظر سنوات من مفاوضات السلام.. وإسبانيا تضغط على الاتحاد الأوروبى الاعتراف بفلسطين
الأحد، 04 فبراير 2024 10:00 م
كتبت آمال رسلان

في تطور لافت لموقف الدول الغربية تجاه القضية الفلسطينية، بدأت التلميحات تتردد في عواصك كبرى خاصة واشنطن ولندن حول إمكانية الاعتراف بدولة فلسطين قبل دخولها في مفاوضات سلام مع إسرائيل، وهو التلميح الأول لهذا الأمر منذ نكبة الفلسطينيين في 1948، ومجرد صدوره على لسان مسئولين رفيعى المستوى يعد إنجازا لا يمكن تجاهله.

وخلال اليومين الماضيين وكأن هناك إتفاق مسبق، حيث أعلنت واشنطن ولندن في مناسبات مختلفة دراسة فكرة الاعتراف بدولة فلسطين قبل بدء مفاوضات سلام، وذلك رغم علمهم بأن هذا قد يؤدى إلى غضب عارم في إسرائيل، ليس هذا فحسب بل طلب وزير الخارجية الأمريكي، توني بلينكن، من وزارة الخارجية إجراء مراجعة وتقديم خيارات سياسية بشأن الاعتراف الأمريكي والدولي المحتمل بدولة فلسطينية بعد الحرب في غزة.

ووفقا لموقع أكسيوس، هناك العديد من الخيارات للتحرك الأمريكي بشأن هذه القضية، بما في ذلك: الاعتراف الثنائي بدولة فلسطين؛ عدم استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من الاعتراف بفلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة؛ أو  تشجيع الدول الأخرى على الاعتراف بفلسطين.

ولعقود من الزمن، كانت سياسة الولايات المتحدة هي معارضة الاعتراف بفلسطين كدولة سواء على المستوى الثنائي أو في مؤسسات الأمم المتحدة، والتأكيد على أن الدولة الفلسطينية لا ينبغي أن تتحقق إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وقال مسؤول أمريكي كبير إن الجهود المبذولة لإيجاد طريقة دبلوماسية للخروج من الحرب في غزة فتحت الباب أمام إعادة التفكير في الكثير من النماذج والسياسات الأمريكية القديمة، لافتين إلى أن بلينكن طلب أيضاً،  مراجعة الشكل الذي ستبدو عليه الدولة الفلسطينية، وقال مسؤول أمريكي إن الغرض من هذه المراجعة هو النظر في الخيارات المتعلقة بكيفية تنفيذ حل الدولتين بطريقة تضمن الأمن لإسرائيل.

خطوات واشنطن تتزامن مع تصريحات وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون، والذى قال إن بلاده يمكن أن تعترف "رسمياً" بالدولة الفلسطينية بعد وقف إطلاق النار في غزة، دون انتظار نتائج ما يمكن أن يكون "محادثات تستمر لسنوات" بين إسرائيل والفلسطينيين بشأن حل الدولتين.

وعلى مايبدو أن تصريحات ديفيد كاميرون، التي ألقاها خلال رحلة إلى لبنان، قد تم تنسيقها مع واشنطن لإيصال الإشارة إلى أن "الخطط في متناول اليد" للبحث عن حلول دائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأساسي.

وذكر كاميرون، أن الاعتراف البريطاني بدولة فلسطين المستقلة، بما في ذلك في الأمم المتحدة، "لا يمكن أن يأتي في بداية العملية، ولكنه لا يتعين أن يتأخر إلى نهايتها"، معتبرا أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "يمكن أن يكون شيئاً نبحثه في الوقت الذي تصبح فيه هذه العملية، وهذا التقدم صوب الحل، أكثر واقعية"، مشيراً إلى أن "ما نحتاج إلى فعله هو منح الشعب الفلسطيني أفقاً نحو مستقبل أفضل يمتلكون فيه دولتهم الخاصة بهم". وأكد أن هذا الاحتمال "حيوي للغاية لسلام وأمن المنطقة على المدى الطويل".

في الوقت ذاته تحاول اسبانيا الضغط على الاتحاد الأوروبى للاعتراف بدولة فلسطين، حيث أعلن رئيس حكومتها بيدرو سانشيز في شهر ديسمبر الماضي أن توجُه بلاده نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية مستمر، حتى لو لم يحصل ذلك على الدعم الكافي داخل الاتحاد الأوروبي.

واتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا عام 1974 يعترف بحق الشعب الفلسطيني في الحصول على السيادة، واعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا وحيدا للفلسطينيين، ومنحتها صفة مراقب في الأمم المتحدة، وفي عام 1988 أعلن المجلس الوطني الفلسطيني، المنعقد في الجزائر، قيام دولة فلسطين. وعملت منظمة التحرير الفلسطينية بعد ذلك على الحصول على اعتراف المجتمع الدولي بالدولة الفلسطينية، واكتساب عضوية الوكالات المرتبطة بالأمم المتحدة.

وفي أعقاب الإعلان، اعترفت العديد من الدول، وخاصة الدول النامية في أفريقيا وآسيا، والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بدولة فلسطين، وحلت فلسطين محل منظمة التحرير الفلسطينية في الأمم المتحدة، لكن فلسطين لم تحصل على العضوية.

وأصبحت فلسطين "دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة" في 29 نوفمبر 2012، بعد التصويت على قرار 67/19 الذي حظي بتأييد أغلبية 138 دولة مقابل اعتراض 9 دول، وامتناع 41 دولة عن التصويت.

وانضمت "فلسطين" إلى اتفاقيات اليونسكو في عامي 2011 و2012، لتصبح "فلسطين" عضوا في اليونسكو، ونشر موقع البعثة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة قائمة بأسماء الدول والكيانات التي اعترفت بفلسطين، ويقول إنه في الوقت الحالي، تعترف بها 139 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة بها.

لكن هناك أكثر من 50 دولة لا تعترف بفلسطين دولة، من أبرزها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا وكندا ومعظم دول أوروبا الغربية.

ومعظم الدول التي لا تعترف بدولة فلسطين ترى أن الأراضي الفلسطينية مقسمة بين قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، والضفة الغربية التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية.


الأكثر قراءة



print