"خلى بالك لو مسافر".. إيماءات اليد والأصابع بين القانون والمجتمعات.. العالم يعتمد على إشارات اليد كـ"لغة للتواصل".. وتكون الدلالات مختلفة من دولة لأخرى.. وأبرزها يحمل رسائل "الإهانة والنصر والمواصلات والتهديد"

من المعروف أن إشارات الأصابع هي إحدى الأدوات الأصيلة المستخدمة كلغة للتواصل مع الصم والبكم، لكن بعض هذه الإشارات الشهيرة تحمل رسائل يستخدمها البشر من مختلف القدرات والأطياف لدلالتها الكبيرة واختصارها الكثير من الكلمات، ومعظم هذه الإشارات اكتسبت مضمونها الشائع خلال أحداث محلية وإقليمية، قبل أن يتم تصديرها إلى المجتمعات الأخرى وتكتسب شهرة عالمية، غير أن بعضها ظل مرتبطا بقضايا بعينها، فيما تم تحريف مفاهيم حول البعض الآخر.

وتلعب إيماءات اليد دورًا مهمًا في الاتصال، ويمكنك معرفة ما تعنيه إشارات اليد الفردية وأيها يجب تجنبها بشكل أفضل في الخارج، ولا يقتصر التواصل على اللغة فحسب، بل يشمل أيضًا تعابير الوجه وإيماءات اليد، ففي بعض الأحيان يمكن للأخير أن يحل محل الحديث، ويمكنك دائمًا وضع خط تحت عبارات معينة، فعندما تصبح اللغة غير كافية، غالبًا ما يتم استخدام اليدين والقدمين، لأنه حتى مع إيماءات الوجه وإيماءات اليد، فيمكنك التعبير عن نفسك جيدًا والتواصل مع الآخرين بطريقة مفهومة. 

إيماءات اليد والأصابع بين القانون والمجتمعات

في التقرير التالى، يلقى "برلماني" الضوء على إيماءات اليد بين القانون والمجتمعات، خاصة وأنها تستخدم في كثير من الأحيان للسب والقذف والإهانة، فمثلما توجد لغات مختلفة، فإن للإيماءات وإشارات اليد معاني مختلفة في البلدان المختلفة، ولكي لا ترتكب أي خطأ، فيجب أن تكتشف قبل رحلتك القادمة أي توزيعات تشير إلى أنه من الأفضل الامتناع عن ذلك، خاصة عندما لا تتحدث اللغة، ومن المحتمل أن تكون الإيماءات جزءًا كبيرًا من التواصل، على سبيل المثال، الموافقة والرفض لهما إشارات مختلفة جدًا في البلدان الأخرى، أثناء وجودك في ألمانيا ورأسك متفق عليه وتهز رأسك في حالة إنكار، فإن هز رأسك في الهند يعني العكس تمامًا، أي "نعم" – أستاذ القانون الجنائى والخبير القانوني الدولى محمد أسعد العزاوي.

في البداية – المشرع المصرى تناول مسألة الإشارة في العديد من القوانين وعلى رأسها قانون  العقوبات الذى خصص في المادة 133 على من أهان بالإشارة، أو القول، أو التهديد موظفاً عمومياً، أو أحد رجال الضبط أو أي إنسان مكلف بخدمة عمومية أثناء تأدية وظيفته، أو بسبب تأديتها يعاقب بالحبس مدة لاتزيد على ستة أشهر أو بغرامة لا تتجاوز مائتي جنيه مصري، والمصريين من أكثر الشعوب التي تستخدم لغة الإشارة في الفرح والحزن والسياسة والحسد والمواصلات وأحيانا في السب والقذف والإهانة إذا لزم الأمر حيث يستخدم بعض المواطنين الألفاظ والإشارات الفاضحة بالطرق العامة، على سبيل الهزار والمداعبة، دون وعى بأن تلك الإشارات قد تعرضهم للعقوبة القانونية، والتى تندرج تحت مسمى الأفعال الفاضحة - وفقا لـ"العزاوى". 

العالم يعتمد على إشارات اليد كـ"لغة للتواصل" 

وتستخدام إشارات بذيئة وهى من الأفعال التى تنتشر بين جميع أفراد المجتمع، ولا فرق بين رجل أو أنثى فى الإتيان بها، حيث نجد بعض الفتيات والسيدات لا يستحين من استخدام هذه الإشارات البذيئة على سبيل المداعبة والهزار، حيث أن المادة "278" من قانون العقوبات تنص على معاقبة كل من تعرض للغير فى مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأية وسيلة، بما فى ذلك وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه ولا تزيد على 10 آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا تكرر الفعل من الجانى، من خلال الملاحقة والتتبع للمجنى عليه، وفى حالة العود تضاعف عقوبتا الحبس والغرامة فى حديهما الأدنى والأقصى – طبقا لـ"العزاوى".

المطلب الأول: دور إيماءات اليد في المجتمعات 

أصبح المعنى الكامن وراء إيماءات اليد في جميع أنحاء العالم مختلفاً نوعاً، فعندما يسافر الأشخاص إلى بلد معين يصطدم المسافرون بحاجز اللغة، حيث يتراجع معظمهم عن لغة الجسد، ومع ذلك، ليست كل إيماءات اليد تعني نفس الشيء في كل بلد، وتصدرت إشارة اليد برنامج الـ (TikTok) للاستغاثة بعناوين الصحف، بعد أن استخدمتها مراهقة للهروب من عملية اختطاف، استخدمت المراهقة إيماءة اليد "Signal For Help"، ووضعت إبهامها في راحة يدها ثم أغلقت أصابعها حوله، بحيث كانت قادرة على تنبيه السائق الذي تعرف على الإشارة واتصل بالرقم 911، ولقد تم إنشاء إشارة الاستغاثة هذه من قبل مؤسسة المرأة الكندية لدعم الأشخاص المعرضين لخطر سوء المعاملة أو العنف أثناء الوباء "فيروس كورونا" – الكلام لـ"العزاوى". 

ترجمة إشارات الأصابع في دول العالم

فعلى سبيل المثال - وفي دولة اليابان تحديداً تشير إشارة اليد عن المال، وذلك من خلال تشكيل دائرة بإصبع الإبهام والسبابة من يدك اليمنى هو لفتة شائعة للمال في اليابان، أما في دولة إسبانيا فتشير إشارة اليد وهي إشارة بإصبعك الوسطى والسبابة نحو عينيك، والقيام بمسح أصابعك لأسفل كما لو كنت تبكي، وهي إشارة توضح بأنني مكسور، بينما دولة كوريا الجنوبية، فمن المهذب استخدام اليدين عند إعطاء أو تلقي شيء من شخص آخر على هذا النحو، فيجب أن تستخدم يدك الحرة لدعم ذراعك عند تسليم الأموال أو تلقيها، أما في دولة البيرو، فيمكنك إخبار الناس بأنك تعاني من نقص بسيط في الأموال عن طريق الضغط على رقبتك بإصبعك السبابة، وهذه هي إيماءة الكلمة العامية "aguja" والترجمة باللغة  الإنجليزية لـ "estoy aguja" هي "ليس لدي نقود" – هكذا يقول "العزاوى".

وفي دول أمريكا الجنوبية فالنقر على مرفقك براحة يدك هو وسيلة للإشارة إلى أن شخصًا ما هو رخيص أو بخيل في المكسيك، أما في إيطاليا فتعني تلك الحركة في جنوب إيطاليا تحديداً أنك مجنون، وعقلك فاسد، أما في دولة الفلبين فإذا أرت أن تطلب فاتورة الطعام فسهل جداً، فكل ما عليك هو القيام برسم مستطيل في الهواء، وفي دولة هولندا فقيام شخص ما بفرك السبابة أسفل أنفه وهي حركة تشير إلى أنه يعتقد أنك بخيل قليلاً، أما في تايلند فتشير إشارة رفع ثلاثة أصابع إلى الانقلاب العسكري في تايلاند عام (2012م)، وقد تم استخدامها في فيلم "ذا هانجر جيم"، وبالنسبة لرفع أصابع اليد الخمسة، فتعني تلك العلامة في اليونان وأفريقيا وباكستان "اذهب إلى الجحيم"، وتعد إشارة وضع الإبهام أمام الفم فتعني تلك الإشارة في الهند وباكستان سب عائلة الشخص. 

إشارات وإيماءات أخرى في دول العالم

كما أن حركة قبضة اليد والتي يستخدمها لاعبي كرة القدم في جنوب أوروبا والبرازيل، فتدل تلك الحركة على إهانة اللاعبين الآخرين، وقدرة الفريق على سحقهم في المباراة، أما بالنسبة لضم اليدين فهذه الحركة علامة على "الغطرسة" في فنلندا، والتي تتسبب في حدوث تعارك وتصادم قوي، أما حركة رفع السبابة والخنصر، تعني تلك الحركة في دول البلطيق، البرازيل وكولومبيا وإيطاليا والبرتغال وأسبانيا، إن زوجة الشخص "غير وفية"، أما حركة وضع الأصابع أمام العينين فتدل تلك الحركة في إيطاليا إلى عدم الثقة، والشك في قيام الشخص بفعل شيء، أما وضع الإبهام وسط الأصابع فترمز تلك الحركة في تركيا وإندونسيا وروسيا إلى مقلب كبير.

بينما تشير حركة وضع السبابة على الوسطى، فتعني تلك الحركة في أمريكا وفيتنام التمني بحدوث الشيء، أما في الدول الأخرى فإنها تعد إهانة كبيرة إلى المرأة، أما حركة اللايك، فترمز إلى الإعجاب في أستراليا، أما في أمريكا تعني الألم والشماتة عند خسارة الآخر عند توجيه الإبهام إلى أسفل، وتعد حركة ضرب اليدين حيث تشير تلك الحركة في فرنسا إلى بادرة عدوانية من أجل التشاجر مع الآخر، وإما أن يواجه أو ينسحب، بينما تعد المصافحة من الأمور غير الجالبة للحظ، وتعني انتظار الشخص لمشكلة كبيرة في روسيا، وتعد حركة حط الذقن حيث تعني تلك الحركة في بلجيكا وفرنسا وشمال إيطاليا وتونس "الرفض"، فعندما يستخدمها فرد فإنه يقول لك "لا".

حركة الأصابع بين الرفض والتأييد

وتشير حركة قبضة اليد على الجبهة، فعند قيام فرد ما بوضع قبضة يده على جبهته، فإن تلك الحركة في دولة البرازيل تعني سؤال: "هل أنت أحمق"، بينما تعد علامة النصر في بريطانيا إشارة سيئة، فلا تستخدم تلك العلامة أبدًا في شوارع إنجلترا، فهي تعني السب بكلمة "تبًا لك"، وتعني في أمريكا ودول العالم العربي النصر، كما أنها في لغة الإشارة الأمريكية شعار للرقم 2، وتُشكل لفتة لطيفة عند التقاط الصور، خاصة في كلٍ من الصين، اليابان، كوريا الجنوبية، تايوان، وتايلند، في حين أنّ الإشارة ذاتها مع مواجهة الجزء الخلفي من اليد إلى الأعلى، ترمز إلى الإهانة في كل من جنوب أفريقيا، أستراليا، نيوزيلندا، وإيرلندا.

ومن جهة أخرى تعد حركة رفع اليد الواحدة والأصابع الخمسة في أمريكا فتعني "توقف" وفي لغة الإشارة دليل على الرقم 5، إلا أنّها في اليونان وباكستان تُعتبر مهينة، بينما الشعوب في المكسيك اعتادت أن تقول "مرحباً"، بهذه الطريقة في حال ثبات اليد، أما عن تحريك اليد مراراً وتكراراً، فهي إشارة من صاحبها للطرف الآخر على تحذير مستقبلي بمعنى "سترى"، وفي ماليزيا، يُمكن استخدامها لقول "مرحباً" لشخص تعرفه أو للتواصل مع النادل أو لشكر سائق الأجرة، كما يتم استخدامها عند عبور الشارع لإيقاف السيارات، وهذه هي بعض من إيماءات اليد التي اطلعنا عليها من خلال بحثنا، وربما تكون هناك إيماءات أخرى، فالشخص الذي سيزور بلدًا ما فقد يكون لا يعرفها، فتسبب له مشكلة في حين أنه برغم من كونه كان يفعلها بحسن نية، لذلك فأننا نرى أنه من الضروري الاطلاع على ثقافة البلد الذي سيقوم الشخص بزيارته حتى لا يقع في مشاكل هو غنى عنها. 

المطلب الثاني: دور إيماءات اليد في المحاكم  الأمريكية

ففي إحدى القضايا حيث قضت محكمة بنسلفانيا بأن القيام "بإيماءة يد تشبه المسدس" هي جريمة بعد أن قام رجل بحركة اليد أثناء مشادة مع جاره، وهو الفعل الذي قيل إنه أثار قلق العديد من السكان القريبين والذي أدى إلى استدعاء الشرطة، حيث قام ستيفن كيرشنر، ذا 64 عامًا، ببادرة تجاه جاره في بلدة "مانور" في يونيو 2018م، ووفقًا لفيديو المراقبة، والتي تبنين قيام "كيرشنر"، وهو يمشي إلى جانب إحدى الجارات، حيث توقف وأجرى اتصال بالعين مع الجار الذكر ثم قام بإيماءة يده تقليد إطلاق النار وارتداد البندقية، وفقًا لما ذكرته وثائق المحكمة.

حيث جعل هذا الإجراء أحد الجيران يشعر بأنه مهدد للغاية حيث قام بالإتصال برقم 911، وقالت جارة أخرى إنها رأت كيرشنر "رفع إصبعه كما لو كان سيطلق النار على الجار، وهو وضع غير آمن، مما دفعها إلى الاتصال برقم 911 وهو رقم الشرطة المخصص هناك، وكان "كيرشنر" والجارة التي كانت تسير معها في السابق تواجهان مشاكل ومواجهات، مما دفع الجار إلى تثبيت ست كاميرات أمنية على ممتلكاته،حسبما أشارت وثائق المحكمة إلى أنه في وقت وقوع الحادث في عام "2018م"، كان لدى الجارة أمر "بعدم الاتصال" ضد الجارة التي شعرت بالتهديد. 

حكم محكمة ننسلفنانيا

وتم إصدار تصريح لـ Kirchner بسلوك غير منظم بعد الحادث، وقال في محكمة محلية إنه قام بإشارة "تشبه البندقية" بعد أن أعطاه جاره "الإصبع بكلتا يديه"، وتم توجيه تهمة إلى الرجل البالغ من العمر 64 عامًا بأنه مذنبًا، لكنه استأنف الحكم، بحجة أن إيماءة اليد لم "تخلق حالة خطرة أو مسيئة جسديًا" حيث قال "كيرشنر" إنه لم يقصد إثارة الذعر العام، ولم يكن هناك أي ضرر حقيقي للجار أو بالآخرين، لكن المحكمة العليا في بنسلفانيا وجدت أن هذه البادرة "لا تخدم أي غرض مشروع، وتخاطر بشكل متهور بإثارة مشاجرة خطيرة"، وحُكم على "كيرشنر" بدفع غرامة قدرها 100 دولار وتكاليف المحكمة.

في المدارس فيُعاقب الأطفال والمراهقون ومساعدو المعلمين

وفي المدارس فيُعاقب الأطفال والمراهقون ومساعدو المعلمين أحيانًا أو يُبعدون عن المدرسة بسبب قيامهم بهذه البادرة، وفي بعض الحالات، فقد كانت موجة ضد شخصيات السلطة، ففسرت ذلك على أنه إشارة للتهديد بالعنف الحقيقي، بينما فسرته في حالات أخرى على أنها داعمة بشكل غير مقبول لعنف السلاح بشكل عام، وغالبًا ما وصفها بعض المعلقين بأنها "سخيفة".  

واقعة "ماريو ألبرتو غونزاليس"

وفي قضية أخرى والتي وقعت في 24 مارس (2013م)، حيث ذهب ضابط شرطة خارج الخدمة في (Cathedral City) إلى مطعم لتناول العشاء مع فردين من الأصدقاء، وبعد أن جلس الضابط، لاحظ طاولة بها العديد من الرجال الموشومين الذين ظلوا يحدقون فيه بتهديد، حيث كان (ماريو ألبرتو غونزاليس)، أحد الرجال الجالسين على الطاولة، يحمل وشمًا مرئيًا للعصابة على مؤخرة رقبته، عندما غادرت مجموعة الرجال العشاء، وضع (غونزاليس) إشارة يدوية لعصابة "JT" وقام بمحاكاة بندقية بيده، التي أشار فيها إلى مجموعة الضابط.

وبعدها وجهت إلى جونزاليس خمس تهم بتوجيه تهديد إجرامي، واحدة لكل شخص على طاولة الضابط، بموجب القسم 422 من قانون العقوبات لولاية كاليفورنيا، "أي شخص يهدد عمدًا بارتكاب جريمة من شأنها أن تؤدي إلى الوفاة أو الإصابة الجسدية الجسيمة لشخص آخر، بقصد محدد البيان، سواء كان شفهيًا أو كتابيًا أو عن طريق اتصال إلكتروني جهاز، يجب اعتباره تهديدًا، حتى لو لم تكن هناك نية لتنفيذه فعليًا، فيعاقب بالسجن في سجن المقاطعة لمدة لا تزيد عن سنة واحدة، أو بالسجن في سجن الولاية".  

خلاصة القول: ضرورة معرفة المسافر لأى دولة بإيماءات الأصابع حتى لا يقع في مسائلة قانونية

من خلال الاطلاع والتقصي في مواقع البحث وجدنا أنه لم يتم التطرق لمثل هكذا قضايا في المحاكم العربية، بينما شهدت مثل هكذا قضايا المحاكم الأمريكية، وهي الحالات الثلاثة التي تم ذكرها أعلى، وفي الحقيقة أن إيماءات اليد كثيرة ومتعددة وتدخل في مجالات عديدة، فمثلاً في تدخل مجال التحقيق بحيث يستطيع المحققين من خلالها كشف الجناة ومعرفة الكذابين، وتدخل أيضا في المجال الرياضي، وتدخل في المجال الشرطوي ومن ضمنها إشارات شرطي المرور، وربما تدخل في مجالات أخرى، ومن الجدير بالملاحظة وبالنسبة لثقافة المجتمعات فنحن نرى أن من الضروري للمسافر وحتى لا يقع في مشاكل هو في غنى عنها، فلابد أن يطلع على ثقافة البلد الذي سيقوم بزيارته، وذلك تجنباً لمثل هكذا مشاكل، وتماشياً مع ما تم ذكره وبالنسبة لمثل هكذا أحكام فأننا نؤيد ونتفق تمام الاتفاق مع ما اتجهت إليه محكمة بنسلفانيا – هكذا يقول "العزاوى".  

واصطلاح مجتمع كامل على إضفاء معان اجتماعية أو سياسية معينة على إشارة ما، أمر له علاقة باللاوعي الجمعي لدى عموم هذا الشعب، وربما يتطور الأمر ويصبح هذا الإدراك مرتبطا باللاوعي لدى شعوب العالم بأسرها، كما حدث مع علامة النصر التي ترمز لمعنى واحد تفهمه كل الشعوب والثقافات على اختلافها، وكذلك إيماءة الرأس للإعلان عن قبول شيء ما أو رفضه، ومن خلال الطقوس الدينية الخاصة بالديانات السماوية تأخذ اليد والأصابع أوضاعا وحركات لها دلالات خاصة، ففي صلاة المسلمين تمثل حركة اليد المرفوعة إلى أعلى تطلع المصلي نحو الروحانية، وفي مناسك الحج والعمرة الإسلامية ترفع اليد بالإشارة في اتجاه الحجر الأسود أثناء الطواف حول الكعبة، ما يرمز إلى التجرد من الحياة الدنيا والاستسلام إلى إرادة الله، وكذا في تشهد الصلاة مع رفع الأصبع، وفي صلوات المسيحيين، تضم اليدان مطبقتين بشكل طولي إلى الصدر في حركة خشوع وتأمل، وغيرها من الحركات والإيماءات والإشارات.