أثيرت حالة من الجدل على السوشيال ميديا بسبب رسوب طلاب طب أسيوط وعدد كبير من طلاب الفرقة الأولى بكليتى الطب وطب الأسنان بجامعة الوادى الجديد؛ مع تجمهر لعدد كبير من طلاب حقوق الإسكندرية احتجاجًا على نتيجه كافة الفرق الدراسية عقب ظهورها على موقع الكلية، وتراوحت نسب النجاح بين 20% الـ40%، ما أدى لرسوب عدد كبير من الطلبة، وسط حالة من الغضب.
واعتبر البعض أن ذلك يعود إلى عمليات الغش التى كانت باللجان فى الثانوية العامة خلال العام الماضى 2022 التى تعرف بـ"لجان أولاد الأكابر" التى تحدث عنها من قبل الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم الأسبق.
فيما اعتبر برلمانيون، أن ذلك يمثل "كارثة" وناقوس خطر حول مستقبل مهنة الطب وكذلك خريجى الحقوق.
أعلنت كلية الطب بجامعة جنوب الوادى فى محافظة قنا، رسوب أكثر من 70 بالمئة من طلاب الفرقة الأولى، كما رسب أكثر من 60 بالمئة من طلاب كلية الطب بجامعة أسيوط.
بدوره اعتبر النائب سيد شمس الدين، أن هذه النتائج صادمة، لأن نسبة النجاح خلال الأعوام السابقة كانت تتخطى 90%، معقبًا أن ما حدث فى أسيوط وجنوب الوادى يدق ناقوس خطر وإنذارا كبيرا، خاصة أن النتائج السيئة لم تكن فى كلية الطب فحسب، حيث تم تسجيل رسوب أكثر من 80% من طلاب الفرقة الأولى من كلية طب الفم والأسنان، علاوة على تدنى نتائح طلاب الفرقة الأولى بكلية العلاج الطبيعى فى أسيوط.
فيما اعتبر النائب رياض عبد الستار، عضو مجلس النواب، أن ذلك يرجع للمتغير الجديد هذا العام وهو قلة كفاءة الطلاب، وعدم استطاعتهم استيعاب المواد، حيث إن الجامعات تطبق أطرا تعليمية ناجحة ومعايير ثابتة للتقييم.
وحول إمكانية تفادى تكرار تلك النتائج، طالب بحصر المدارس والمراكز موطن الخلل التى جاء منها الطلاب، وأرسال تقريرا بالأسماء إلى الجهات المختصة بالتعليم ما قبل الجامعى لمحاولة علاج المشكلة.
وأشار إلى أن هناك خللا فى مستوى خريج الثانوى العامة، وهو ما تم رصده ببعض الأماكن، ويجب على خبراء التعليم ما قبل الجامعى البحث فى هذا الأمر، لعلاج الخلل سريعا بشكل كامل تفاديًا لتكرار ما حدث.
بدوره قال النائب ياسر الهواري، عضو مجلس النواب، أنه من المستحيل أن يتخرج طبيب بمستوى ضعيف وأقل من المواصفات والكفاءة المطلوبة، بدليل أن هؤلاء الطلاب رسبوا، فليس هناك واسطة أو مجاملات.
وذكر أن لجان الغش الجماعى فى الماضى فى بعض امتحانات الثانوية العامة العام الماضي، أوصلت الطالب إلى هذا المستوى المتدنى من التعليم.
وذكر أن أبسط الأشياء التى يجب أن يكون طالب كليات القطاع الطبى ملم بها هو امتلاك اللغة الأجنبية تحدثا وكتابة، إلا أن الامتحانات أوضحت أن الطالب لا يعرف عنها شيئا ويكتب بلغة غير مفهومة.
كما أكد النائب مجدى الوليلي، عضو مجلس النواب، أنه تابع أزمة كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، بعد ارتفاع نسب الرسوب بالكلية التى وصلت لـ 70%.
وقال إن الطلاب لهم جميع الحق، لكن على الجميع أن يعلم أننا فى دولة مؤسسات، لافتا إلى أنه تواصل مع رئيس الجامعة لمتابعة الموقف بعد شكوى الطلاب عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى أن رئيس الجامعة أكد أنه سيتم فتح ملف الأزمة كاملا، مع فتح باب التظلمات للطلاب، لافتا إلى أن كل من له حق سيحصل عليه، وهو ما أكده رئيس الجامعة أيضا، معقبا:"مش هندى فرصة إن طالب يتظلم وسيتم إعادة فحص جميع الطلبات والتظلمات".
وواصل الوليلى، أنه سيتم مراجعة الأمر مع رئيس الجامعة عن كثب، وأنه لن يترك حق الطالب طالما له حق وفقا للقانون، مؤكدا أن مصر دولة قانون ولن نسمح لأحد بأن يستغل مثل هذه الأمور لإثارة البلبلة والرأى العام.
وأوضح أن رئيس جامعة الإسكندرية، أعلن فتح باب التظلمات أمام الطلاب، حيث وعد الطلاب بالوقوف معهم فى أزمتهم وفقا لآليات القانون وأن من له حق سيحصل عليه كاملا.
كما تقدمت النائبة سميرة الجزار؛ عضو مجلس النواب عن الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى بسؤال برلمانى موجه لكل من: الدكتورمصطفى مدبولي؛ رئيس مجلس الوزراء، والدكتور أيمن عاشور؛ وزير التعليم العالى والبحث العلمى بشأن الكشف عن أسباب رسوب 60% من طلاب طب أسيوط.
وذكرت النائبة أن حالة من الجدل أثيرت على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول خبر رسوب 60% من طلاب الفرقة الأولى بكلية طب أسيوط، وأكد الدكتور علاء عطية؛ عميد الكلية صحة الخبر، موضحًا أن عدد الطلاب بالفرقة الأولى 1207رسب منهم 720 طالبًا، مرجعًا ارتفاع نسبة الرسوب هذا العام إلى الالتحاق المتأخر لعدد كبير من الطلبة الوافدين من السودان ويبلغ عددهم 339طالبًا.
بالإضافة إلى أن العدد الباقى والبالغ 380 من الراسبين ضمن دفعة الثانوية العامة العام الماضي، التى شابها عدم دقة فى النتائج ووجود تسريب للامتحانات، وذكر أن نسبة النجاح بالفرقة الأولى بكلية الطب بالجامعة العام الماضى بلغت 81%.
ونوهت إلى أن الكلية وضعت نفس الامتحانات والتقييمات أيضًا هذا العام ولم تحدث أى تغيرات عليها، مضيفة: "بناءً على تصريح الدكتور عميد الكلية أقترح تشكيل لجنة من كبار الأساتذة بكلية الطب جامعة القاهرة باعتبارها واحدة من أعرق الجامعات على مستوى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا للتحقيق العاجل فى هذه النتيجة، واجراء مقابلات مع الطلاب الراسبين لمعرفة اسباب رسوبهم، ومقابلة بعض الطلبة الناجحين لتقييمهم كى تطمئن الوزارة للنتيجة المعلنة".
ووجهت النائبة عدة تساؤلات لوزير التعليم العالى والبحث العلمي:
1- هل هذه المشكلة التعليمية غير المسبوقة فى تاريخ كل الجامعات المصرية الحكومية والأهلية والخاصة محصورة فى تدنى مستوى الطلاب بكلية الطب بجامعة أسيوط فقط؟
2- هل هذه الكارثة التعليمية لها علاقة بظاهرة الغش فى امتحانات الثانوية العامة بالأعوام السابقة؟
3- هل ظاهرة لجان الأكابر لاتزال مستمرة فى امتحانات الثانوية العامة؟
4-كيف نضمن عدم تكرار هذه الكارثة بكلية الطب جامعة أسيوط أو فى أى جامعة أخرى؟
5- هل تقتنع بمبررات وتصريح عميد كلية طب أسيوط بأن السبب فى ارتفاع نسبة الرسوب وجود عدد كبير من الطلاب السودانيين بالكلية؟
6- هل نحصد نتيجة إهمال الحكومة للتعليم وعدم تحقق النسب الدستورية للإنفاق على التعليم العالى والبحث العلمى وعدم استجابة الحكومة لطلباتى وطلبات الكثير من النواب بالاهتمام بالتعليم وزيادة الإنفاق عليه للوصول للنسب العالمية فى الإنفاق على التعليم بكل مراحله؟
8- كيف نثق فى الطبيب ليعالجنا وكيف نثق فى المهندس للبناء وكيف نثق فى المعلم لبناء العقول إلا بعد إهتمام الدولة بالتعليم ووضعه أولوية قصوى لبناء بلدنا؟
واختتمت الجزار مؤكدة ضرورة أن تعلى الحكومة على بناء الإنسان أولًا وأن يكون تعليم المواطن وصحته أولوية، وطالبت بإحالة هذه الأسئلة لوزير التعليم العالى والبحث العلمى للرد على الأسئلة كتابة ومعرفة الأسباب.
الأطباء - صورة أرشيفية
