الخميس، 02 مايو 2024 09:17 ص

أمريكا اللاتينية الأكثر تضررًا من تغير المناخ.. ارتفاع الحرارة بمتوسط 0.2 درجة مئوية أعلى معدل مسجل عالميًا.. النينيا وإيونا أبرز الأعاصير.. والظواهر الطبيعية خلفت 1153 قتيلًا و9 مليارات دولار أضرارًا اقتصادية

أمريكا اللاتينية الأكثر تضررًا من تغير المناخ.. ارتفاع الحرارة بمتوسط 0.2 درجة مئوية أعلى معدل مسجل عالميًا.. النينيا وإيونا أبرز الأعاصير.. والظواهر الطبيعية خلفت 1153 قتيلًا و9 مليارات دولار أضرارًا اقتصادية حرائق فى البرازيل
الإثنين، 10 يوليو 2023 08:00 م
فاطمة شوقى

حذرت العديد من التقارير من أن أمريكا اللاتينية ومنطقة بحر الكاريبى، أصبحت أكثر المناطق تضررا من تغير المناخ فى العالم، حيث تعانى القارة اللاتينية من ارتفاع درجات الحرارة، وموجات جفاف شديدة، بالإضافة الى عدد من العواصف والاعاصير والفيضانات.

 

وحذرت منظمة الأمم المتحدة من تفاقم حالات الجفاف والأعاصير وذوبان الأنهار الجليدية وحرائق الغابات فى أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى، مما أدى الى حلقة مفرغة تسرع الاحترار العالمى فى منطقة معرضة بشكل خاص لأزمة المناخ، مما اسفر عن 1153 حالة وفاة مسجلة، وأضرار اقتصادية لا تقل عن 9 مليارات دولار، حسبما قالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.

 

وقدمت الأمم المتحدة فى هافانا تقريرها المعنون "حالة المناخ فى أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي"، الذى سلطت فيه الضوء على أن "الظواهر الجوية المتطرفة والصدمات المناخية تزداد سوءًا" فى المنطقة، مشيرة إلى أن تلك الظواهر الجوية تؤدى إلى تسريع اتجاه الاحترار طويل المدى وارتفاع مستوى سطح البحر، فوفقًا لسجلات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فقد زادت درجات الحرارة فى المنطقة بمتوسط ​​0.2 درجة مئوية لكل عقد خلال الثلاثين عامًا الماضية، وهو أعلى معدل مسجل عالميًا.

 

وفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فإن أزمة المناخ (ومؤخرا أيضا ظاهرة النينيا) تغذى موجات الجفاف الطويلة - التى تؤدى إلى انخفاض فى إنتاج الطاقة الكهرومائية وزيادة فى استخدام الوقود الأحفورى، وسوء المحاصيل وحرائق الغابات "غير المسبوقة" -، ذوبان الأنهار الجليدية فى المنطقة، والأعاصير والأمطار الغزيرة - التى تسبب فيضانات مع أضرار شخصية ومادية خطيرة.

 

بالإضافة إلى ذلك، قال الأمين العام للمنظمة (WMO) بيتيرى فى بيان إن "ارتفاع مستوى سطح البحر وارتفاع درجة حرارة المحيطات يشكلان مخاطر متزايدة على سبل العيش الساحلية والنظم البيئية والاقتصادات".

 

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن التقرير "يسلط الضوء على الحلقة المفرغة للتأثيرات المتزايدة على البلدان والمجتمعات المحلية" للاحترار العالمى، على وجه التحديد، سجلت هذه المنظمة العام الماضى "78 من مخاطر الأرصاد الجوية والهيدرولوجية والمناخية" فى أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى.

 

ويسلط التقرير الضوء على الأضرار التى سببتها الأعاصير إيونا وليزا وإيان فى عام 2022، والأمطار فى بتروبوليس البرازيلية (مع 230 حالة وفاة)، والجفاف فى حوض بارانا بلاتا (الأسوأ منذ عام 1944)، والجفاف الضخم الذى استمر 14 عامًا، وفى تشيلى وحرائق الغابات فى الأرجنتين وباراغواى وبوليفيا وتشيلى (مع انبعاثات ثانى أكسيد الكربون التى تستتبعها).

 

فى رأى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، يجب أن تكون أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى أكثر وعيًا بالمخاطر المتعلقة بالمناخ ويجب على حكومات المنطقة اتخاذ تدابير من أجل "تعزيز أنظمة الإنذار المبكر والوصول إلى المجتمعات التى هى فى أمس الحاجة إليها"، حيث وهم الآن لا يغطون سوى أقل من ثلثى السكان.

 

فى مواجهة هذا الوضع، تقترح هذه الوكالة المتخصصة التابعة للأمم المتحدة التأثير على "المجالات الرئيسية ذات الأولوية" للتكيف مع أزمة المناخ والتخفيف من آثارها: الزراعة والأمن الغذائى والطاقة (مع التركيز بشكل خاص على التوسع فى الطاقة المتجددة).

 

ويشير تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن "هناك إمكانية للاستفادة من موارد المنطقة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والتى كانت تمثل 16% فقط من إجمالى توليد الطاقات المتجددة"، ومعظمها يأتى من الطاقة الكهرومائية.

 

وفيما يتعلق بالأمن الغذائى، حذرت الوثيقة من أن أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى تلعب "دورًا أساسيًا فى إنتاج الغذاء" لأن حوالى 8% من سكانها "يعانون من نقص التغذية" ويصدرون جزءًا من إنتاجهم الزراعى والحيوانى.

 

وبالمثل، يسلط التقرير الضوء على أن المنطقة "معرضة بشدة لمخاطر المناخ" لأن حوالى ثلاثة أرباع سكانها، الذين يقدر عددهم بنحو 700 مليون نسمة، يعيشون فى "مستوطنات حضرية غير رسمية".

 

هذا هو التقرير السنوى الثالث للمنظمة (WMO) عن آثار الاحترار العالمى فى أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى، وهى وثيقة تهدف إلى تزويد صانعى القرار فى بلدان المنطقة بالمعلومات الإقليمية والمحلية التى يؤسسون عليها سياساتهم.

 


print