الجمعة، 26 أبريل 2024 05:28 م

رئيس الوزراء يلتقى وفدا فرنسيا يضم سياسيين وكتاب وصحفيين لشرح الموقف المصرى تجاه عدد من القضايا المهمة.. استعرض جهود الدولة لبناء الإنسان وتطوير العمران.. مدبولى: نحارب الفكر التكفيرى والمتطرف منذ 10 سنوات

رئيس الوزراء يلتقى وفدا فرنسيا يضم سياسيين وكتاب وصحفيين لشرح الموقف المصرى تجاه عدد من القضايا المهمة.. استعرض جهود الدولة لبناء الإنسان وتطوير العمران.. مدبولى: نحارب الفكر التكفيرى والمتطرف منذ 10 سنوات
الخميس، 23 مارس 2023 10:59 ص
كتبت هند مختار

عقد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، مساء أمس، بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، اجتماعا مع وفد فرنسى، ضم كلا من: وبيير لولوش، وزير الدفاع الفرنسى الأسبق، وفاليير بواييى، عضوة مجلس الشيوخ الفرنسى، و ألكساندر ديلفال، صحفى بجريدة لوفيجارو الفرنسية، وأنطونى كولونا، الصحفى بموقع فالير أكتويل، وميشيل صبان، الكاتبة والناشطة فى مجال المرأة والطاقة البديلة، و فرانسسكو دى ريميدز، الصحفى بجريدة الجورنال الإيطالى، كما حضر الاجتماع الدكتور عبدالرحيم على، رئيس مجلسى الإدارة والتحرير لجريدة البوابة، ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس.

 

واستهل رئيس الوزراء الاجتماع بالترحيب بالوفد الفرنسى الذى يضم سياسيين وكتابا وصحفيين فرنسيين مهمين، قائلا: أرجو أن تكون قد اتيحت لكم الفرصة للتجول فى العاصمة الإدارية الجديدة، التى بدأنا كحكومة العمل منها بشكل فعلي.

 

وأضاف رئيس الوزراء: أود القول إن ما ترونه هنا اليوم تم إنجازه فى نحو 6 سنوات، وكانت هذه الأراضى صحراء بالكامل، وهذا يعكس حجم التنمية الكبير الذى تم على أرض مصر.

 

وأكد أنه على مدار السنوات الثمانى الماضية كان المحور الأساسى لعمل الدولة المصرية يركز على بناء الإنسان المصرى، مضيفا أنه قبل 8 سنوات كانت المساحة المعمورة فى مصر لا تجاوز 7%، واليوم نحن نتحدث عن مساحات معمورة تصل إلى 12% من إجمالى مساحة الدولة المصرية.

 

وأشار فى هذا الصدد إلى أن أحد المحاور المهمة التى عملت عليها الحكومة هو تطوير العمران القائم، إذ كان أمام مصر تحد كبير يسمى المناطق غير الآمنة، وكان يعيش بتلك المناطق قرابة مليون أسرة، تم نقل سكان هذه المناطق إلى أماكن جديدة تتمتع بمستويات معيشة لائقة.

 

وقال إنه بالإضافة إلى ذلك، توجد مشروعات ضخمة، تم إطلاقها لتطوير شبكات البنية الأساسية، كما أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، مبادرة "حياة كريمة" لتطوير قرى الريف المصرى الذى يمثل 55% من عدد السكان.

 

وأضاف: تضمنت مبادرة "حياة كريمة" تطوير البنية الأساسية فى الريف المصرى، وكذا الطرق، والخدمات المقدمة للمواطنين خاصة فى قطاعى الصحة والتعليم.

 

ثم انتقل رئيس الوزراء إلى الحديث عن المشروعات التى تبنتها الدولة المصرية على مدار الفترة الماضية، فيما وصفه بمحور المشروعات الكبرى، لافتا إلى أنه فى ظل تزايد عدد السكان الملحوظ فى مصر، لم يكن أمامنا سوى التوسع فى إنشاء المدن الجديدة، كما تم التوسع فى إنشاء محطات معالجة الصرف الصحى والصرف الزراعى، فضلا عن التوسع فى محطات تحلية مياه البحر، ومؤكدا أن ذلك يأتى فى ظل محدودية مواردنا من المياه الطبيعية، إذ يعتبر نهر النيل هو مورد المياه الرئيسى لمصر.

 

وجدد رئيس الوزراء تأكيده على أهمية محور بناء الإنسان المصرى خاصة فى قطاعى الصحة والتعليم، اللذين يحتلان أولوية كبيرة من الدولة المصرية، واتضح ذلك من خلال مضاعفة موازنة هذين القطاعين بصورة كبيرة؛ لافتا إلى أن الحكومة ملتزمة بالاستحقاق الدستورى المتعلق بتخصيص نسبة محددة من الناتج المحلى الإجمالى لقطاعى الصحى والتعليم.

 

وخلال الاجتماع، توجه الدكتور عبدالرحيم على، لرئيس الوزراء بالشكر على استضافته للوفد الفرنسى الذى يزور مصر فى إطار مبادرة مدنية مجتمعية قامت بها "البوابة نيوز" بالتعاون مع مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، باستضافة مجموعة من الفرنسيين البارزين ذوى التوجهات المختلفة.

 

وأضاف أن الرأى العام الفرنسى والرأى العام الأوروبى بشكل عام لديه الكثير من الأسئلة التى يطرحها بشكل دائم، قائلا: رأينا أن وجودهم فى مصر يمثل فرصة لتبادل وجهات النظر حول عدد من الملفات والأسئلة المهمة.

 

وفى غضون ذلك، قال بيير لولوش، وزير الدفاع الفرنسى الأسبق، إنه من أشد المعجبين بالحضارة المصرية، لافتا إلى أن هناك علاقة خاصة تربط الفرنسيين بالمصريين، لكنه يرى ضرورة العمل على تعزيز هذه العلاقات بشكل أكبر.

 

وأضاف: أؤكد أن هناك ودا وتعاطفا كبيرا من جانب الشعب الفرنسى تجاه مصر.

 

وتطرق إلى الحديث عن مشكلة الهجرة غير الشرعية من بلدان شمال أفريقيا إلى أوروبا، كما استفسر عن كيفية تعامل الدولة المصرية مع الأفكار والجماعات المتطرفة.

 

وتعقيبًا على حديث لولوش، أعرب رئيس الوزراء عن شكره لما ذكره الوزير الفرنسى الأسبق عن الحضارة المصرية، وعن العلاقات الطيبة بين الشعبين المصرى والفرنسى، قائلا : أنا أيضًا أؤكد تقدير المصريين للشعب الفرنسى، لافتا فى هذا الإطار إلى أن الشعبين يجمعهما روابط ثقافية، خاصة أن الشعب المصرى منفتح للغاية على الثقافات الأوروبية.

 

وأضاف: من جانبنا، نحن حريصون كل الحرص على الاحتفاظ بعلاقات متوازنة مع جميع الأطراف الدولية، وكما قال فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية: نحن لا نعادى أحدا ولا ندخل فى صراعات مع أحد، فكل ما يهمنا هو بناء هذا البلد.

 

وانتقل رئيس الوزراء بعد ذلك للإجابة عن السؤال الخاص بكيفية التعامل مع الأفكار والجماعات المتطرفة، موضحًا أن الشعب المصرى بوسطيته المعهودة هو من يرفض أى أفكار أو جماعات متشددة، وأنه يلفظ كل من يحاول تغيير هذه التركيبة الوسطية.

 

وفيما يخص تزايد أعداد الهجرة غير الشرعية من شمال أفريقيا، أوضح الدكتور مصطفى مدبولى أن أحد عوامل الحد من هذه الهجرات غير الشرعية هو المساعدة فى إحداث تنمية وتطوير حقيقى لهذه البلدان، فهذه البلاد تواجه تحديات تتعلق بعدم قدرتها على توفير فرص عمل لسكانها من الشباب.

 

وأشار إلى أن هناك بعض الأفكار الجيدة التى جاءت من بعض الدول الأوروبية فى هذا الإطار حيث تم نقل وتوطين صناعات معينة فى بعض دول شمال أفريقيا، مما ساهم فى خلق الكثير من فرص العمل هناك.

 

وتابع أن أوروبا كذلك يجب أن تركز على تدريب هؤلاء الشباب ليس فقط من الناحية الفنية ولكن بتأهيلهم لكى يكونوا أكثر قدرة على الاندماج فى المجتمعات الأوروبية.

 

وخلال الاجتماع، طرحت فاليير بواييى، عضوة مجلس الشيوخ الفرنسى سؤالا عن جهود الدولة المصرية فى الحد من الزيادة السكانية، وبرنامج تنمية الأسرة المصرية الذى تتبناه الحكومة.

 

وفى هذا الإطار، أوضح مدبولى أنه على مدار الأعوام الأربعة أو الخمسة الماضية شهدنا بالفعل تراجعا فى عدد السكان، لكنه ليس كافيا، مشيرا إلى قيام الحكومة بدراسة تجارب الدول المختلفة للحد من الزيادة السكانية.

 

وأضاف: بناء على ذلك بدأنا انتهاج سياسة يمكن أن نسميها الحوافز الإيجابية، وقلنا إن كل امرأة مصرية تنجب طفلين فقط يمكنها أن تحصل على مبلغ معين سيتم صرفه بعد سن الـ 45 كنوع من التحفيز.

 

وتطرق فى هذا السياق كذلك إلى اهتمام الدولة ببرامج تمكين المرأة سواء من ناحية التعليم أو التمكين الاقتصادى، مشيرا إلى أن ذلك كله يزيد من قناعات المرأة المصرية بضرورة الحد من الزيادة السكانية، كما أن الحكومة سنت قوانين لتجريم زواج القاصرات، وتجريم عمل الأطفال، وهناك جهود لإقرار عقوبات على الأسر التى تتسبب عن عمد فى تسرب أطفالها من التعليم.

 

كما عقب رئيس الوزراء على عدد من الأسئلة المهمة التى طرحها الصحفيون الفرنسيون الذين جاءوا ضمن الوفد، ومن بين هذه الأسئلة، سؤال يتحدث عن جهود الدولة المصرية فى مكافحة الإرهاب.

 

وفى هذا السياق، قال رئيس الوزراء: نحارب الفكر التكفيرى والمتطرف منذ 10 سنوات، والمشكلة الحقيقية تكمن فى أن هذه المواجهات لم تكن حربا تقليدية، مشيرا إلى أن مصر فقدت أكثر من 3 آلاف مصرى فى هذه المواجهات، من القوات المسلحة أو من رجال الشرطة أو المدنيين، الذين استشهدوا دفاعا عن وطنهم وأبنائه.

 

وأضاف: لن ننسى قيام هذه الجماعات بقتل نحو 300 مصلى أثناء صلاة الجمعة، وكان ذلك أمرا مروعا.

 

وأكد رئيس الوزراء فى هذا الإطار أن أحد أسباب اتجاه الشباب إلى هذه الأفكار المتطرفة هى المعاناة من الفقر والتهميش، لذا كان أحد أهم مستهدفاتنا هو التركيز على تحسين مستويات الخدمات المقدمة للمواطنين.

 

كما تناول اللقاء الحديث عن التغيرات المناخية، وسياسات مصر للتعامل مع هذا الملف المهم، إذ أشار رئيس الوزراء إلى أن قمة المناخ كوب27 ساهمت فى رفع وعى المواطنين المصريين بخطورة قضية تغير المناخ، لافتا إلى أن مصر لديها خطة طموحة لتسريع التحول للاعتماد على الطاقة المتجددة، فمصر لديها عدد كبير من المشروعات التى تعمل عليها فى مجالات الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر.


الأكثر قراءة



print