للمرة الأولى منذ 100 عام.. الكونجرس الأمريكى يفشل فى انتخاب رئيسه.. الخلافات فى صفوف الجمهوريين تٌطيح بـ"مكارثى".. المرشح الجمهورى يحتاج لتقديم مزيد من التنازلات لتأمين حصوله على ثالث أهم منصب بواشنطن

مع الساعات الأولى لانعقاد الكونجرس الأمريكى فى دورته الـ118 طفت الخلافات سريعا على السطح، ليس فقط بين قطبى المجلس الحزب الديمقراطى – حزب الرئيس الأمريكى جو بايدن – والحزب الجمهورى الذى انتزع الأغلبية فى انتخابات التجديد النصفى الأخيرة، بل أيضا بين نواب الحزب الواحد مما ينذر بأن السياسية الأمريكية والحياة التشريعية مقبلة على مرحلة عاصفة.

 

وخلال الجلسة الأولى التى امتدت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم، فشل الكونجرس لأول مرة منذ حوالى 100 عام فى اختيار رئيسا له من الجولة الأولى، حيث لم يتمكن النائب الجمهورى عن ولاية كاليفورنيا كيفين مكارثى، من توحيد البيت الجمهورى خلفه وتأمين الأصوات اللازمة لحصوله على المنصب.

 

 

ويحتاج انتخاب "رئيس مجلس النواب"، ثالث أهم شخصية فى المشهد السياسى الأمريكى بعد الرئيس ونائبه، لأغلبية من 218 صوتا، وجمع كيفن مكارثى فى الدورة الأولى 203 أصوات فقط، وقرر 19 نائبا عرقلة انتخابه، ما يعكس الخلافات فى قلب حزب الجمهوريين المعارض الذى فاز بالأغلبية فى مجلس النواب بعد انتخابات منتصف الولاية التى أُجريت فى نوفمبر.

 

وفى أول تعقيب له أعرب كيفين مكارثى زعيم الجمهوريين فى مجلس النواب، عن تفاؤله بالفوز برئاسة المجلس فى دورة الكونجرس الجديدة التى تبدأ الانعقاد هذا الأسبوع، على الرغم من خسارته مساء أمس بعد ثلاث عمليات اقتراع فاشلة، مما أدى لاحتمال فوزه بالمنصب بأقل من 218 صوت، بعد اجتماع مع عدد من حلفائه.

 

 

وفقا لشبكة ان بى سى، يتم انتخاب رئيس مجلس النواب بأغلبية جميع الذين يصوتون لمرشح معين، وليس بالضرورة جميع الأعضاء، فالتصويت يتم بالحاضرون، والغائبون لا يحتسبون فى هذا المجموع، مما يخفض عدد الأصوات الحاسمة.

 

وفى الاقتراعات الثلاثة مساء امس، صوّت جميع الأعضاء البالغ عددهم 434 فى جميع بطاقات الاقتراع، مما جعل حد الأغلبية عند 218. فى الاقتراعين الأول والثانى، حصل مكارثى على 203 أصوات، وزعيم الأقلية فى مجلس النواب، حكيم جيفريز (ديمقراطى من نيويورك)، حصل على 212 صوتًا .

 

ولا يستبعد مكارثى احتمال الفوز بـ 218 صوت، وقال: "إذا أردنا الوصول إلى الرقم 218، علينا أن نواصل الحديث"، مشيرا الى إن معظم القواعد تغيرت وأن القضايا العالقة مع مجموعة كتلة الحرية فى مجلس النواب اليمينية المتطرفة قد تمت تسويتها، وأن قضية التسوية بشأن "اقتراح الإخلاء" - وهى خطوة لفرض التصويت على عزل رئيس مجلس النواب - كان "انتهى".

 

وقبل انعقاد الكونجرس، قام مكارثى بتحركات حثيثة لإحتواء حالة الانقسام فى صفوف الحزب الجمهورى، وقدم عددا من التنازلات للنواب المعارضين لترشيحه أملا فى كسب أصواتهم، حيث قدم خطاب لزملائه، روج فيه النائب عن ولاية كاليفورنيا، لنفسه وقدم وعودا إضافية، منها ضمان تمثيل كافة الجماعات الإيديولوجية بشكل أفضل فى اللجان المختلفة.

 

ومساء الأحد، قبل 24 من الجلسة كتب تسعة من النواب المتشددين، الذى قدموا مطالبهم لمكارثى الشهر الماضى، خطابا جديدا قالوا فيه إن بعض التنازلات التى قدمها غير كافية، وأوضحوا أنهم لا يزالوا غير مقتنعين به على الرغم من قولهم بأن هناك تقدما قد تم إحرازه.

 

وقال الأعضاء الموقعين على الخطاب، حتى الآن لا يزال هناك التزامات محددة مفقودة فيما يتعلق بتقريب كل عناصر مطالبنا، ومن ثم، لا يوجد وسيلة لقياس ما إذا كانت الوعود سيتم الوفاء بها من عدمه، وجاء فى الرسالة: "للأسف، على الرغم من بعض التقدم الذى تم إحرازه، فإن تصريح مكارثى يأتى متأخراً بشكل يكاد يكون مستحيلاً لمعالجة أوجه القصور المستمرة قبل افتتاح الكونجرس الـ118".

 

وأشارت الرسالة إلى أن وجود مكارثى لمدة 14 عاما فى القيادة العليا فى مجلس النواب يلقى عليه بمسؤولية الخلل الوظيفى فى مجلس النواب، وهو ما يعترف به الآن، كما يحمل قيادة الجمهوريين الفشل فى تحقيق مكاسب انتخابية أكبر خلال اقتراع التجديد النصفى فى 8 نوفمبر الماضى.

 

وكيفين أوين مكارثى هو سياسى أمريكى من الحزب الجمهورى، تم انتخابه كنائب فى مجلس النواب الأمريكى لأول مرة فى 2007 وفى سنة 2019 أصبح زعيم الأقلية الجمهورية فى مجلس النواب.

 

كان مكارثى من أوائل المؤيدين لترامب فى الانتخابات التمهيدية الرئاسية الجمهورية لعام 2016، وبعد الانتخابات النصفية لعام 2018، والتى فاز فيها الديمقراطيون بأغلبية فى مجلس النواب، عارض مكارثى تحقيق الديمقراطيين مع ترامب. ووصف التحقيقات بأنها "أجندة محدودة".