الجمعة، 26 أبريل 2024 09:47 م

"تجنيس المقاتلين".. حيلة موسكو لدعم "الجيش الأحمر" بعد غضب مواطنيها من التجنيد الإجبارى.. روسيا تدعم خطوطها الأمامية بالأجانب.. "بوتين" يُقر تشريعا جديدا يمنح المقاتلين الجنسية مقابل الخدمة العسكرية

"تجنيس المقاتلين".. حيلة موسكو لدعم "الجيش الأحمر" بعد غضب مواطنيها من التجنيد الإجبارى.. روسيا تدعم خطوطها الأمامية بالأجانب.. "بوتين" يُقر تشريعا جديدا يمنح المقاتلين الجنسية مقابل الخدمة العسكرية الجيش الروسى
الثلاثاء، 27 سبتمبر 2022 12:00 ص
كتبت آمال رسلان

"الغاية تبرر الوسيلة" هى أبلغ وصف لما أعلنت عنه روسيا قبل يومين من لجوئها لإصدار تشريع يسمح بتجنيد الأجانب ومنحهم الجنسية الروسية فى المقابل، وعلى الرغم من أن موسكوا كانت من أشد المعارضين لتجنيد أوكرانيا للأجانب فى بداية الحرب حتى تصمد لأطول وقت ممكن، إلا أنها لجأت إلى نفس الوسيلة عدما احتاجت جبتها للدعم.

 

فقبل أيام تصاعدت الأوضاع بين روسيا وأوكرانيا، ما أنذر بطول أمد الحرب الدائرة، ففى الوقت الذى استطاعت فيه أوكرانيا إحراز بعض من التقدم المحدود عسكريا، تحركت موسكو فى اتجاه آخر من خلال إقرار سلسلة من التشريعات المتتالية تصب جميعها فى أرض المعركة من جديد.

 

وجاء إعلان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الأربعاء الماضى تعبئة جزئية لجنود الاحتياط فى الجيش الروسى فى تصعيد جديد ضد أوكرانيا كالصاعقة على الروس، خاصة بعد أن قالت وزارة الدفاع الروسية إن التعبئة تشمل 300 ألف احتياطى.

 

وبالتوازى مع قرار بوتين أقر الدوما قانون يعاقب بالسجن 10 سنوات لكل من يتهرب من الخدمة العسكرية، وآخر يقضى بالسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات لمن يرفض المشاركة فى الأعمال القتالية.

 

وما أن صارت تلك القوانين نافذه حتى شهدت الشوارع والميادين الروسية، احتجاجات كبرى ما دفع قوات الشرطة إلى اعتقال أكثر من 700 شخص، فى 32 مدينة فى أنحاء روسيا، وقال حرس الحدود الفنلندى إن حركة المرور إلى البلاد عبر حدودها مع روسيا كثيفة الجمعة الماضية، مع تزايد عدد الروس الذين يعبرون بشكل مطرد منذ أن أمر الرئيس فلاديمير بوتين بتعبئة عسكرية.

 

فى أعقاب تلك التطورات لجأت موسكو إلى قرار سبقتها له أوكرانيا منذ بداية الحرب، ففى ظل تهرب الروس من الحرب وويلاتها عمدت روسيا إلى منح جنسيتها للأجانب مقابل الخدمة العسكرية، وهو الأمر الذى أصبح قانونا نافذا بعد أن أقره البرلمان وصدق عليه الرئيس الروسى، لدعم خطوطه القتالية فى الحرب الأوكرانية، وتحديدا فى معارك جنوبى وشرقى أوكرانيا.

 

ووقع بوتين، السبت، قانونا ينص على أنه يمكن للأجانب الذين يخدمون فى الجيش الروسى التقدم بطلب للحصول على الجنسية الروسية دون تقديم تصريح للإقامة، وشمل القانون الأجانب الذين وقعوا عقودا مع القوات المسلحة الروسية لمدة عام على الأقل، ويعفى القانون هؤلاء من الإقامة بشكل مستمر فى روسيا لمدة 5 سنوات بعد الحصول على تصريح إقامة قبل التقدم بطلب الحصول على الجنسية.

 

وأعلن عمدة موسكو سيرجى سوبيانين، تعاون مركز الهجرة مع وزارة الدفاع لتبسيط الحصول على الجنسية الروسية للمقاتلين الأجانب ممن أبرموا عقدا لمدة عام واحد على الأقل فى الجيش، ووفقًا للتشريعات القائمة، يجب أن يخدم المواطنون الأجانب فى الجيش بموجب عقد لمدة ثلاث سنوات على الأقل.

 

وبالإضافة إلى ذلك تم طرح بعض تعديلات بتقليص الفترة التى يتم فيها إبرام عقد الخدمة الأول مع دخول مواطن أجنبى الخدمة العسكرية برتبة جندى وبحار ورقيب ورقيب أول من 5 سنوات إلى سنة واحدة.

 

وخطت روسيا نحو تلك الخطوة لدعم جبهتها القتالية رغم أنها انتقدت أوكرانيا منذ أشهر قليلة عندما شكلت فيلق دولى لمساندتها فى الحرب، وقال مدير إدارة التحديات والتهديدات بوزارة الخارجية الروسية فلاديمير تارابرين، فى تصريحات سابقة، إن العديد من دول حلف شمال الأطلسى "الناتو" تدعم ضمنياً إجراءات أوكرانيا الهادفة إلى تجنيد مواطنين أجانب للمشاركة فى الأعمال العدائية فى إقليم دونباس.

 

ليس هذا فحسب بل وأشار ممثل وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف، إلى أنه "لا يمكن اعتبار المرتزقة الذين وصلوا إلى أوكرانيا مقاتلين"، مضيفاً: "أفضل ما ينتظرهم هو السجن لمدة طويلة".

 

وكان الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، أعلن مارس الماضى، أن "فيلقاً دولياً" قوامه 16 ألف أجنبى تطوّعوا للقتال مع قوات بلاده، ورفع مسؤولون دفاعيون أوكرانيون هذا العدد إلى أكثر من 20 ألفاً من 52 دولة، فى ما وُصف بأنه "أبرز جهد تطوّعى منذ (تشكيل) الألوية الدولية خلال الحرب الأهلية الإسبانية" (1936-1939).


print