الأكياس القاتلة الحرب على 500 مليار كيس بلاستيك سنويًا يهدد كوكب الأرض.. نواب يطالبون بحظر استخدامها وسرعة إيجاد البدائل: كارثة شتوية.. لا يتحلل ويستمر 100 عام.. والحل في التوعية ووسائل صديقة للبيئة

ارتفعت وتيرة الحرب على أكياس البلاستيك عالميا، وسط تحذيرات من مخاطرها الكارثية على البيئة وصحة الإنسان، حيث يستخدم العالم 500 مليار كيس بلاستيكي سنويًا، وهناك 50% منها من النوع أحادي الاستخدام، حسب منظمة الصحة العالمية.

وأطلقت وزارة البيئة، في وقت سابق، الاستراتيجية الوطنية للحد من استخدام البلاستيك الأحادي، بهدف وقف استخدام هذه الأكياس، وخفض استهلاك الفرد الواحد من الأكياس بنسبة 20% بواقع 90 كيسًا للفرد كل عام، بحلول عام 2030.

كما طالب عدد من النواب، بإجراءات عاجلة وسريعة للحد من استخدام البلاستيك ، وتقديم وسائل جديدة وصديقة للبيئة، مع تقديم الدعم اللازم للمشاريع البحثية في هذا المجال.

الحرب على "الأكياس القاتلة"

وفي هذا الصدد، طالب النائب خالد أبو الوفا، عضو مجلس الشيوخ، بخطة عاجلة في مواجهة استخدام الأكياس البلاستيك، وحظر استخدامها في المعاملات التجارية، مع تقديم وسائل بديلة، في ظل تحركات مصر للحد من التلوث ومواجهة آثار التغيرات المناخية، عبر قمة المناخ القادمة "كوب 27".

وقال النائب بمجلس الشيوخ، إنه يوجد حاليا حوالى 5.25 تريليون قطعة من المخلفات البلاستيكية فى المحيطات، منها حوالى 269 ألف طن تطفو على السطح والباقى فى أعماق البحار والمحيطات، وما يقرب من 100 ألف كائن بحرى يموت سنويا من البلاستيك وما يقرب من مليون من الطيور البحرية يموت سنويا من ابتلاع البلاستيك في كيس واحد من البلاسيتك قادر على قتل عدة كائنات بحرية لصعوبة التفكك لمادة البلاستيك، ومن الوارد جدا أن يبتلعه أحد الكائنات ويموت وتتحلل الجثة ثم يبتلع الكيس كائن آخر من جديد.

وحذر من أن تلك الأكياس تمثل كارثة كبيرة في مصر، لاسيما وأن مصر تستخدم فى السنة الواحدة 12 مليار كيس بلاستيك، وجزء من هذه الأكياس يتم إلقاؤه في الترع والمصارف وتتسبب فى انسدادها، ما يكلف الدولة مبالغ هائلة للتطهير، لافتا إلى أن انسداد المصارف الزراعية يؤدى إلى ارتفاع ملوحة التربة، وبالتالي تقل إنتاجيتها وترتفع أسعار الغذاء.

وتابع أن هذه الأكياس تتسبب في انسداد شبكات الصرف الصحي، الأمر الذى يسبب كوارث في فصل الشتاء، مشيرا إلى أن الكارثة الأكبر، هى أن ذلك الكيس البلاستيك لايتحلل سريعا مثل الورق، إنما يستمر في التربة لأكثر من 100 سنة، وينزل منه جزيئات بلاستيك تتحول لـ"ميكرو جزيئات" من البولي ايثيلين والكيماويات تصل إلى غذاء المواطنين في الفاكهة والخضروات، ما يسبب السرطانات.

بدائل صديقة للبيئة

كما قالت النائبة  الدكتورة رشا اسحق عضو لجنة حقوق الإنسان بالشيوخ، إنه لم يعد بالإمكان عالميًا، التهرب من المسئولية فى حماية المياه والتربة وصحة الناس على أراضيها من خطر تلك الأكياس القاتلة والملوثة للبيئة.

وحذرت النائبة بمجلس الشيوخ، من أن الأكياس البلاستيك لها مخاطرها كبيرة على الصحة العامة والوضع الاقتصادى بشكل عام، حيث تتسبب هذه الأكياس في كوارث ضخمة جدا، منها انتشار أمراض مثل السرطانات وارتفاع أسعار الغذاء، بالإضافة إلى إضعاف الوضع الاقتصادى، وكذلك قد تؤدى إلى كوارث يروح ضحيتها أرواح عديدة.

وشددت الدكتورة رشا اسحق عضو لجنة حقوق الإنسان بالشيوخ، على ضرورة الاعتماد على بدائل محلية صديقة للبيئة وقابلة لإعادة الاستخدام، مثل الأكياس الورقية، مع توعية المواطنين بأهمية ذلك.

وأكدت على ضرورة التحرك بشكل عاجل، في إطار دعم خطة وزارة البيئة لترشيد استخدام الأكياس البلاستيكية بهدف توعية المواطنين بأضرار الاستخدام المتزايد للأكياس والبدائل التي يمكن استخدامها وتكون أكثر توافقا مع البيئة، في ظل التوجه العالمي نحو التقليل من استخدام البلاستيك لضرره على البيئة.