الأربعاء، 24 أبريل 2024 12:17 م

نحو إخماد الفتنة الكروية.. البرلمان والإفتاء يواجهان ظاهرة تحفيل الجمهور على بعضه.. تحركات برلمانية لوضع ضوابط تشريعية ضد المحفلين.. الإفتاء: حرام شرعًا.. واستشاري نفسي: "الموضوع مش هزار فيه ناس بتنتحر"

نحو إخماد الفتنة الكروية.. البرلمان والإفتاء يواجهان ظاهرة تحفيل الجمهور على بعضه.. تحركات برلمانية لوضع ضوابط تشريعية ضد المحفلين.. الإفتاء: حرام شرعًا.. واستشاري نفسي: "الموضوع مش هزار فيه ناس بتنتحر" صورة أرشيفية
الأحد، 24 يوليو 2022 06:09 م
كتب محسن البديوي

ربما وجد "المتعصبون" في التشجيع الرياضي ضالتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال ما يعرف بظاهرة "التحفيل" بهدف الاستهزاء بالخصم، أو الاحتفال بطريقة ساخرة، ومهينة في بعض الوقت،  لتأخذ منحنى تصاعدي، وتصل لحد "التنمر الرياضي"، ولعل المواجهة الأخيرة بين الزمالك والأهلي، كانت خير مثال على هذه الظاهرة، التي اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالمناوشات الإلكترونية بين الجماهير، بعد انتصار الأول في نهائي كأس مصر.

 

"كفاية تحفيل"

بدوره طالب النائب سيد شمس الدين، عضو مجلس النواب، بضرورة مواجهة ظاهرة "التعصب والتحفيل الكروي"، في ظل انتشارها السريع على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة بين جماهيري الأهلي والزمالك.

وشدد النائب البرلماني، في تصريح خاص، على ضرورة أن تسود الروح  الرياضية المناخ الرياضي في مصر، حيث أن "الكرة مكسب وخسارة"، وبالتالي لا بد من تقبل هذه الثقافة والابتعاد عن الكراهية والتعصب الكروي، مضيفًا:"كفاية تحفيل يؤدي إلى التعصب.. لا بد من تغيير هذه الثقافة".

وواصل قائلًا :"لا بد من تغير ثقافة ومفهوم المصريين في التشجيع لكرة القدم، والبعد عن التحفيل والتعصب سواء في كرة القدم أو الرياضات الأخرى"، مطالبًا بتشريعات رادعة ضد "التحفيل الكروي" والذي تكون له نتائج وعواقب غير جيدة، سواء من ناحية الشحن وبث الكراهية  بين المشجعين.

 

طلب إحاطة

فيما انتقدت النائبة آمال عبدالحميد، عضو مجلس النواب، انتشار ظاهرة "التحفيل" بين الجماهير الرياضة المصرية،  مشيرة إلى أنها بصدد التقدم بطلب إحاطة موجه إلى وزير الشباب والرياضة، بشأن ظاهرة "التحفيل" في الوسط الرياضي وآثارها على جماهير الكرة المصرية، وسبُل التصدي لها، وذلك خلال دور الانعقاد الثالث.

وشددت النائبة في طلبها :"نشهد في الآونة الأخيرة وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، ظاهرة التحفيل الرياضي، وخاصة حينما يتعرض أحد قطبي الكرة المصرية الأهلي أو الزمالك للهزيمة سواء محليًا أو قاريًا.. وللأسف يبدأ أنصار الفريق الفائز في كتابة تعليقات وصور وفيديوهات تُنال وتُسئ للفريق المهزوم، وظهر ذلك جليُا في المباراة التي جمعت بينهما مؤخرًا".

وواصلت قائلة: "أصبح التحفيل بين الجماهير عبر السوشيال ميديا ظاهرة مصرية بين جميع مباريات الدربيات فى مصر، والتي من شأنها أن تتسبب في مشاكل وأزمات بين جماهير الكرة المصرية وتُثير روح التعصب والكراهية بينهم".

 وأشارت إلى أن ظاهرة التحفيل في الوسط الرياضي، تحولت إلى تجاوزات عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وتعدي أشخاص بالقذف والسباب، ووصل الأمر الى الخوض في الأعراض، وهو ما أضحى ظاهرة تستدعي الوقوف عندها وبحث سبُل مجابهتها

وواصلت :"للأسف الشديد الإعلام الرياضي في مصر يغذي هذه الظاهرة، حيث أن بعض هذه البرامج تستضيف لاعبين سابقين ينتمون لأحد قطبي الكرة المصرية يعلنون كراهيتهم للفريق الآخر، وتمنياتهم لخصمهم الرياضي بالهزيمة"، مشددة على أننا في حاجة إلى نشر القيم الرياضية الإيجابية القائمة على إعلاء مبادئ المحبة والسلام والتنافس الرياضي الشريف، والتحلي بالروح الطيبة التي ينبغى أن تسود بين الجميع، فإذا فاز فريق احتفل جمهوره دون التقليل من خصمه، وعلى جمهور الفريق الآخر أن لا يسئ له.

 

"التحفيل الكروي" حرام شرعا

وفي وقت سابق، قال الدكتور أسامة الحديدي، مدير مركز الأزهر العالمي للفتوى، إنَّ ما يعرف بـ"التحفيل الكروي" حرام شرعًا، وفتنة كبرى، ويترتب عليه العديد من المشكلات، مشيرًا إلى أن الإرهاب أنواع وقد يكون في صورة "التحرش" الموجود بين المشجعين أو اللاعبين، وقد يكون في صورة أخرى "فساد في الأرض".

وأضاف في تصريحات تلفزيونية، أن أول شيء يجب أن نهتم به هي مسألة الأخلاق والتركيز على حسن الخلق، لأنه لا يختلف اثنان في العالم من العقلاء على أن حسن الخلق الباعث الأول على كل بناء في الأمم.

 

فيما قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن هناك سلوكيات جديدة بدأت تظهر في المجتمع لم تكن موجودة من قبل، وإن ذلك بسبب الانحدار الثقافي والسلوكي.

وواصل: "ممكن واحد ينتحر لو الزمالك أو الأهلي خسر، وممكن ناس تانية يجيلها غيبوبة سكر ومشاكل قلبية ونوبات صرعية، واللي بيحفل مش عارف الناس دي بيحصلها إيه، والمشكلة أن التحفيل أصبح بالرسائل على الماسنجر والواتس والإيميلات ودا مش هزار، لأن الموضوع صعب على المتلقي".

 

 


print