التراث المصري كنزا من الكنوز التاريخية التي اذا تم استغلالها بناءا على خطة مدروسة سيتم تعظيم مصادر الدخل القومي للدولة، حيث تحوى كافة مدن ومحافظات مصر على مباني تاريخية عاصرت عهود تاريخية وحضارية عديدة، وتحوى جدرانها ذكريات لأهم شخصيات بالعالم، لذا فبدلا من أن يتم الاستفادة من قيمتها الحضارية تتعرض للهدم بموجب أحكام قضائية، مما يستلزم وجود تشريعات جديدة يكون هدفها بالمقام الأول الحفاظ على تراثنا من الإهمال.
وفي هذا الصدد، تقدمت النائبة منى عمر، عضو مجلس النواب، بمشروع قانون لتعديل بعض مواد القانون رقم 144لسنة 2006، الصادر بشأن تنظيم هدم المباني الغير آيلة للسقوط، حيث تمت إحالته الى لجنة مشتركة من لجنتي الإسكان والإعلام والثقافة والآثار.
وقالت عضو مجلس النواب، خلال تصريحات خاصة لموقع برلمانى، ان هناك ثغرة في القانون الصادر برقم 144لسنة 2006، في شأن تنظيم هدم المباني الغير آيلة للسقوط، وبموجب هذه الثغرة أصبحت المباني التراثية في خطر حيث يتم إزالة العديد منها بعد خروجها من مجلد التراث بموجب احكام قضائية على الرغم من قيمتها الحضارية والتراثية وجدير بالذكر ان مجلد التراث تم إعداده عام 2007 وكان يضم 1350مبنى تراثي وأثري خرج منه حتى الآن مايقارب المائة وهو مايهدد بطمس الهوية التاريخية والثقافية للمدينة التي اشتهرت بطابعها الكوزموبوليتاني منذ بدايات القرن العشرين.
وأكدت أن مدينة الأسكندرية تتعرض لخطر طمس هويتها التاريخية والثقافية والتراثية، وذلك بهدم العديد من المباني التراثية والأثرية، لافتة إلى أن خروج هذه المباني يتم بموجب حكم قضائي، نتيجة وجود ثغرة في أحد مواد هذا القانون.
وكشفت عضو مجلس النواب، أنه حتى الآن خرج حوالي مائة مبنى أهمها فيلا أجيون وفيلا امبرون التي عاش بها الكاتب الإنجليزي الشهير لورانس داريل، وبها كتب رباعيته الشهيرة عن الاسكندرية، موضحًة انه إذا تم استغلال هذه الكنوز التراثية على النحو الأمثل ستكون ركيزة هامة لتنشيط السياحة المصرية.
وأشارت إلى أن خروج المبنى أو شطبه من مجلد التراث يعني حرية التصرف لمالك العقار بهدمه او التصرف فيه مثلما يريد، لذلك قمت بطرح القانون الذي به عوار على بعض الأكاديميين المتخصصين والخبراء في هذا المجال، وتم وضع هذا المشروع بتعديل مواد القانون رقم 144لسنة 2006، والذي تقدمت به وأحيل إلى لجنة مشتركة من لجنتي الإسكان والإعلام والثقافة والاثار،تمهيدًا لمناقشته.
وفي سياق متصل أكد النائب محمد البنا، عضو مجلس الشيوخ، ضرورة تعظيم الاستفادة من التراث المصرى فى تنشيط السياحة، لاستعادة مصر مكانتها السياحية بصورة كاملة، مضيفا أن التاريخ المصرى يضم الكثير والكثير من الأنشطة التراثية التى تجذب السياح وذلك فى مختلف المحافظات والمدن المصرية. وقال عضو مجلس الشيوخ، أن مصر تحتوى على كنوز أثرية هامة تسهم فى زيادة العوائد السياحية المصرية، كما أنها ستساعد على زيادة فرص العمل والتوسع في الخريطة السياحية