الجمعة، 26 أبريل 2024 04:06 ص

الحفاظ على الهوية المصرية معركة يخوضها "البرلمان"..اقتراح لاستحداث مادة جديدة للتصدى للتطرف وتوطيد علاقة الأطفال بحضارتنا

الحفاظ على الهوية المصرية معركة يخوضها "البرلمان"..اقتراح لاستحداث مادة جديدة للتصدى للتطرف وتوطيد علاقة الأطفال بحضارتنا الهوية المصرية
السبت، 15 يناير 2022 09:00 م
ندى سليم

الحفاظ على الهوية المصرية للاطفال، كانت ومازالت من أهم القضايا على طاولة البرلمان، حيث تعد الحفاظ على هويتنا بمثابة معركة نخوضها بشكل يومى، من أجل الحفاظ عليها من الاندثار، فى ظل سيطرة متغيرات عديدة طرات على المجتمع تختلف فى شكلها ومضمونها عن عاداتنا وقيمنا التى تربينا عليها منذ نعومة أظافرنا، ونحرص على أن يحملها ابنائنا، برغم كافة المتغيرات التى يمروا بها.

معركة الحفاظ على الهوية المصرية والذوق العام، تبدأ من الطفولة وتحديدا من المدرسة والمنزل معا، لذا تلقى مجلسى النواب والشيوخ اقتراحات عديدة على مدار العام الماضى، جميعها تستهدف الحفاظ على هويتنا المصرية والتصدى لكافة سبل الانحطاط الأخلاقى للجيل الحالى من اطفالنا.

عودة الكورال المدرسى صفعة على وجه ظاهرة المهرجانات الغنائية 
 

وكانت من أهم المقترحات التى تسلمها مجلس النواب،برئاسة المستشار حنفى الجبالى، كان اقتراح برغبة مقدمة من النائبة منى عمر، عضو مجلس النواب، للمطالبة بإعادة حصة تعليم الموسيقى من جديدة فى المناهج التعليمية، وإدراجها فى الجدول الدراسى للطلاب، وقالت "عمر"، فى تصريحات خاصة لموقع برلمانى، إن  الموسيقى والفن شعور ينمى ذوق الطفل ويسهم فى الارتقاء بوعى الطالب وحسه الإدراكى، كما انها تسهم ايضا فى الحفاظ على ذوق ابنائنا الطلاب، مما يساعدهم على تنمية الإبداع وتهذيب الروح.

واوضحت أن عودة حصة الموسيقى تكون عودة وإحياء جديد لمفهوم "الكورال المدرسى" الذى كان أبرز مايميز المدارس المصرية، وخرج لنا فنانين على مستوى عالى من الفن والذوق، بخلاف مانجده الأن من ظاهرة المهرجانات الغنائية التى تنشر الألفاظ الخارجة بين الأطفال فى عمر صغير للغاية، وتنعكس على سلوكياتهم وطريقة التعبير الخاصة بهم.

 

"هوية مصر" مادة رداسية جديدة لمواجهة التطرف وتعميق روح الوطنية بنفوس الطلاب 
 

كما تقدم النائب عمرو عزت، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بمقترح برغبة للمستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس مجلس الشيوخ، موجه إلى الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، لاستحداث مادة لمراحل التعليم ما قبل الجامعى بعنوان "هوية مصر".

وأوضح النائب عمرو عزت في المقترح أن إقرار مادة الهوية المصرية لطلاب ما قبل التعليم الجامعي المرحلة الابتدائية - المرحلة الاعدادية - المرحلة الثانوية " سوف يساهم بشكل كبير في تحقيق العديد من النتائج الهامة أبرزها تعزيز الانتماء داخل نفوس الطلاب عن طريق الارتباط بمكونات الحضارة المصرية العريقة في مختلف مراحلها من خلال الانتهاء من عملية تنشأ بتعاقب الزمن، ويتغلغل الفكر بشكل تراكمي مستمر داخل النفس البشرية، ويكون الانسان أكثر إيماناً بالأفكار التي تلقنها وهو صغير ، ومن ثم فإن تدريس مادة الهوية سوف تساعد على تعرف الأجيال الجديدة على كافة مراحل واشكال الحضارة المصرية في مختلف عصورها التاريخية، وبشكل كامل سواء فيما يتعلق بالتاريخ أو الادب أو الفلسفة أو التراث الشعبي والجغرافيا أو الاقتصاد، وغيره، ومن ثم سوف تتحقق لديه عملية الارتباط النفسي والذهني بوطنه وحضارته.

كما تساعد مادة الهوية على ترسيخ قيم التسامح والتعايش والتنوع داخل نفوس الطلاب والحد من خطر  والتطرف من خلال التعرف على المكونات المختلفة للحضارة المصرية، والتي سوف تزرع في نفس الطالب، أن هناك أناس يشاركونه الانتماء للوطن، ولكنهم يختلفون معه في المعتقد الديني أو فى لون البشرة، أو في بعض العادات والتقاليد، وأنه ليس أفضل منهم، ولا هم أفضل منه وكذلك سوف يتمكن من فهم أن مصر مرت بعملية تحول ديني أكثر من مرة، وتمنح مصر جزء من خصوصياتها الثقافية والفكرية الدين، في تفاعل عبقري بين روحانية التنزيل السمائي المتمثل في الدين وأصالة التراث الأرضي المتمثل في حضارة وقيم المجتمع، وهكذا يتخلص الطالب بمرور الوقت من الايمان بفكرة أنه الحق المطلق وأن المختلفين عنه هم الباطل المطلق، وهي مكون أساسي في فعل الارهاب، ومن ثم فسوف يشب ويكبر وهو مؤمن بحق الآخر في الاختلاف، و أن في النهاية حقوق الآخرين مساوية لحقوقه لأنهم جميعا يستعدونها من الانتماء الوطن واحد ولقيمة إنسانية واحدة.

كما تساعد مادة الهوية على  تكوين عقلية خلاقة قادرة على الابداع والانتاج المعرفي والحضاري، حيث أن المجتمع المصري يعاني حاليا من حالة مزمنة من حالات التدهور الحضاري، وسلم القدرة على استكمال منتج حضاري بليق براثه الإنساني والحضاري العريق، ومن الخطوات الأولى لكسر هذه الحالة، هو ضرورة شحذ الهمة واطلاق العنان الرؤية الابتكارية لدي العقل المصري، ولا يكون ذلك في وادي الا من خلال التأمل في مختلف محطات الحضارة المصرية وخصوصا خلال الحقبة القديمة، فهذه الحقبة مازالت تفاجئ العالم بالكثير من المشجرات والمكتشفات الحضارية، وتعده بطاقة معرفية عملاقة

دراسة مادة الهوية التي تلقي الضوء على مختلف جوانب التجربة المصرية الحضارية ومنجزاتها وآثارها المختلفة، وستكون محفز حقيقي للطلاب للسعى إلى عملية كسر الجمود الحضاري الذي نعيشه والسعي لتقديم منجز معاصر يليق بمنتج أجدادنا المتوارث.

وتناقش لجنة التعليم والبحث العلمى والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس الشيوخ، برئاسة الدكتور نبيل دعبس، الأسبوع المقبل، عددا من الاقتراحات المقدمة من النواب، منها المقترح برغبة بإقرار مادة الهوية المصرية لطلاب ما قبل التعليم الجامعى (المرحلة الابتدائية - المرحلة الاعدادية - المرحلة الثانوية) وذلك لتعزيز الانتماء داخل نفوس الطلاب عن طريق الارتباط بمكونات الحضارة المصرية العريقة فى مختلف مراحلها.

 

 

 

 

 


print