تحديد الرئيس السيسى الخط الأحمر فى ليبيا نقطة البداية للمسار السياسى
لم نلتفت إلى تصريحات تركيا حيال منتدى أثينا
قال سامح شكرى، وزير الخارجية، أن العلاقات المصرية الأمريكية وثيقة واستراتيجية منذ 4 عقود، وتحمل كثيرا من أوجه التعاون، مؤكدا أن مصر على اتصال دائم مع الإدارة الأمريكية من خلال القنصليات أو على المستوى الوزارى.
وأضاف وزير الخارجية، فى مداخلة هاتفية لبرنامج "الحكاية" مع الإعلامى عمرو أديب: "الإدارة الأمريكية الجديدة لم توضح مواقفها إزاء العديد من القضايا الإقليمية، وعلينا أن نستكشفها، وعندما يتم تناولها نستطيع أن نقيمها والعمل سويا لتحقيق المصالح المشتركة، لا أرى أى مجال لأى قلق أو أى تفاؤل حتى الآن، ولكن إدارة العلاقات تتم بشكل طبيعى".
وتابع شكرى، أن العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، مستمرة سواء كانت الإدارة القائمة ديمقراطية أو جمهورية، ودائما هناك رؤى مختلفة من مصر وأمريكا فى مختلف القضايا، ولكن هذا الاختلاف لا يعنى بأن هناك نوع من أنواع التباعد، وفى النهاية يتم الوصول إلى نقطة توافق فيما بين الدولتين، وكثيرا تكون نقط الاختلاف صائبة وفى النهاية يتم تقييم النتائج.
وأشار وزير الخارجية، إلى أن الاتصالات على مستوى السفارة المصرية فى واشنطن، أو السفارة الأمريكية فى القاهرة، ويتم التواصل مع المسئولين سواء فى وزارة الخارجية أو مجلس الأمن القومى، مؤكدا: "دائما هناك طرح للقضايا والاهتمام بالعلاقة، ووضع الآليات للمستقبل، كما أن هناك الحديث حول كل القضايا الإقليمية التى تحظى باهتمام الإدارة المصرية والأمريكية سويا".
وقال سامح شكرى، وزير الخارجية، إن الدولة المصرية بجميع مؤسساتها تراعى مصالح شعبها ولا تتهاون أبدا فى حق من حقوق المصريين، وتعمل بكل ما لديها من قدرات لمنع وقوع الضرر على مصر والمصريين من قضية "سد النهضة".
وأضاف شكرى، أنه فى هذه المرحلة تبحث مصر عن اتفاق قانونى وملزم حول ملئ وتشغيل سد النهضة يراعى مصالح الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) بشكل متكافئ، متابعا: "نحن نضع أنفسنا فى موضع الجانب الإثيوبى ونسعى لتحقيق مصالحه فى توليد الكهرباء، طالما يراعى الحفاظ على المياه، نحن منفتحين وليس لدينا أى مشكلة، ونرى أن الموقف المصرى يحمل تطور منذ بداية المفاوضات، طالما هناك مراعاة للمصالح المشتركة".
وأوضح الوزير، أن الجانب المصرى طرح طرحا موضوعيا وعادلا وبه كثيرا من المرونة للتوصل إلى نتيجة فى بداية المفاوضات، وتؤكد مصر على عزيمتها والتزامها بالتوصل إلى اتفاق فى هذا الملف، مردفا: "نعلم جيدا أن هناك موانع فاصلة، ونحن ندرك خطورة وحجم الوقت، ومن الأفضل ألا نتكهن بشىء سلبى والمسار تحت رعاية الاتحاد الأفريقى ولدينا أمل بأن يستمر رئيس الكونغو فى استئناف المفاوضات ونتطلع إلى التعاون مع السودان بعد تشكيل الحكومة الجديدة لوضع التصور حول الخطوات المقبلة فى هذه القضية".
وأعرب سامح شكرى، وزير الخارجية، عن تعجبه من تصريحات تركيا حيال أعمال منتدى الصداقة "فيليا" الذى انعقد فى أثينا، قائلا: "استغربت من تصريحات تركيا.. الاجتماع أكد أن الغرض هو التعاون والخير لشعوب الدول وليس مواجهة من أى أحد".
وأضاف شكرى، فى مداخلة هاتفية لبرنامج "الحكاية" مع الإعلامى عمرو أديب، قائلا: "نستغرب من رد فعل تركيا حيال المنتدى، ولكن هذا شىء لم نعطه أى وزن أو التفتنا إليه".
وتابع وزير الخارجية: "نحن عندما نلتزم بوثيقة ونوقع عليها فدائما نحترم هذه الالتزامات ونوفيها، ومصر قامت بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع قطر وألغت حظر الطيران، وسعينا أن تقعد اللجان الثنائية للتباحث فيما بين الطرفين بخطوات محددة لتفعيل بنود اتفاق العلا".
وأضاف وزير الخارجية: "نحن بصدد تحديد موعد الإجراءات الثنائية، وأيضا التقييم إلى أى مدى هناك التزام بالتعهدات وتنفيذها من قبل الجانب القطرى، نحن نرصد شكل يومى كل ما يذاع على القنوات الإعلامية من دولة قطر وهى موثقة، حتى تكون محل مراجعة".
وقال سامح شكرى، وزير الخارجية، إن الكل يعترف بأن الموقف والإعلان الذى تفضل به الرئيس عبد الفتاح السيسى فى وقت سابق، عندما حدد الخط الأحمر "سرت- الجفرة"، كانت نقطة البداية التى فتحت المجال أمام الأشقاء فى ليبيا إلى الاتجاه للحل السياسى ونبذ الصراع العسكرى، وانخرطت الدولة المصرية فى معاونة الأشقاء الليبيين للتوصل إلى هذا المسار السياسى.
أضاف شكرى، أن ما تم التوصل إليه يعد نقطة هامة، وتأمل الدولة المصرية أن يتم تشكيل الحكومة الليبية فى الإطار الزمنى المحدد لها، لتحقيق الاستقرار والعمل على خروج كافة القوات الأجنبية من الأراضى الليبية، والانتهاء من مخاطر الإرهاب والالتزام القائم بعقد الانتخابات فى 24 ديسمبر المقبل حتى يعبر الشعب الليبى عن إرادته لينتخب ممثليه حتى تنطلق الدولة الليبية فى الفترة المقبلة.
وأوضح وزير الخارجية، أن مصر سوف تستمر فى رعاية هذا المسار، وتشجيع الأشقاء فى ليبيا لاتخاذ الخطوات اللازمة، متابعا: "نتوقع أن يكون هناك احترام كامل للأمن القومى المصرى وعدم السماح لأى تهديد للأراضى المصرية من الغرب".
وبشأن التدخل التركى فى ليبيا، قال وزير الخارجية: "نحن وضحنا موقفنا السياسى والقانونى منذ ترسيم الحدود، باعتبار أن القرارات التى أتت بحكومة الوفاق فى ليبيا وهو اتفاق الصخيرات بحاجة إلى مراجعة قانونية، هذه الاتفاقيات لم يتم التصديق عليها من قبل مجلس النواب الليبى، ولكن فى هذه المرحلة نحن ننتظر قدوم المرحلة الانتقالية وتوليها السلطة لتحقيق الاستقرار وخدمة الشعب الليبى".
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أشار وزير الخارجية سامح شكرى، إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة عادت مرة أخرى فى مواضع مختلفة، للتأكيد على حل الدولتين باعتباره، وسيلة لإنهاء الصراع فى الشرق الأوسط، مبينا أن السلطة والشعب الفلسطينى، متمسك بحقوقه المشروعة التى يدعمها فيها المجتمع الدولى.
وتابع الوزير قائلا: "الكل يتحدث عن حل الدولتين باعتباره الحل الواقعى، والتصريحات الأمريكية والأوروبية، تعزز من حل الدولتين لإنهاء الصراع وتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى فى إقامة دولته، ومن الحقوق الرئيسية أن يتمتع الشعب بدولته".