الخميس، 16 مايو 2024 03:02 م

أيمن نور يواصل "تخاريفه".. خوفه على "السبوبة" أفقده عقله

أيمن نور يواصل "تخاريفه".. خوفه على "السبوبة" أفقده عقله أيمن نور
السبت، 10 سبتمبر 2016 01:32 ص
تحليل يكتبه : حسين يوسف
لا يبخل أيمن نور، كل فترة، على منح رواد مواقع التواصل الاجتماعى مادة خام للسخرية والضحك.. فالسياسى الهارب يأبى أن يمر حين من الدهر دون أن يلقى بتصريحات عجيبة، وتفسيرات غريبة، تثير حالة من الدهشة لدى الجميع، وقد تكون دهشة ممزوجة برثاء على الحال الذى وصل إليه، ومحاولاته الدائمة لإرضاء أسياده وأولياء نعمته، ممن يدفعون له الدولارات ليظل هكذا، يظهر بين الحين والآخر فى الكادر الإعلامى ليطلق ترهات وخرافات، ويقلب الحقائق ويروج لأخبار كاذبة، ليضمن رضاء أسياده، ويضمن أكثر استمرار "السبوبة" وتوالى تدفق الدولارات على جيبه، لتمكنه من العيش فى الفنادق الفخمة والأوتيلات الفاخرة.

ويبدو أن أيمن نور، الذى يعد أحد ذيول المخابرات التركية، اعتاد الهرتلة وونشر أخبار مضللة وكاذبة أيضا، دون أى حياء أو خجل، منذ فضيحته التى كانت على الملأ، وشاهدها وسمعها العالم كله، بعد أن أراد أن يدلى بلوه فى أزمة سد النهضة خلال اجتماع فى قصر الرئاسة بحضور المعزول محمد مرسى، فتفتقت قريحته عن أن الحل الأمثل فى أزمة السد يكمن فى تخويف أثيوبيا "كده وكده" عن طريق تسريب معلومات كاذبة عن شراء مصر لطائرات وقاذفات وصواريخ لضرب السد، لتتوقف عن بناء سد النهضة، وضحك العالم كثيرا على هذا الكلام التافه الذى كان بمثابة الفضيحة، والذى أساء لمصر وقيمتها وتاريخها، بل أن البعض أبدى حزنه وألمه من الحال التى وصلت إليها مصر ليتبوأ مثل هذا الرجل مضمحل الفكر مقعدا له فى اجتماع له مثل هذه الأهمية، ولكنها كانت من ضمن سقطات كثيرة اقترفها أيمن نور.

"نور" الذى لم يكن إخوانيا فى يوم من الأيام، بل كان يفتخر دائما أنه ليبرالى، ترك كل مبادئه جانباً والتقط "العظمة" التى ألقى بها له محمد مرسى، الذى عينه فى مجلس الشورى، وجعل منه أحد رموز مجموعة الحوار الوطنى التى شكلتها رئاسة الجمهورية إبان حكم الإخوان لعلاج أزمة الانقسام والانشقاق بين القوى السياسية التى عانت منها مصر حينها، وعندما سقط حكم الإخوان، أيقن أيمن نور أن "اللعب بالبيضة والحجر والتلات ورقات" لن يجدى نفعا فى عهد مصر الجديدة التى نفضت عن نفسها أساطير الخرافات والأكاذيب، واستيقظت لكى تستيعيد بريقها ودورها التاريخى والحضارى، فلم يجد مفرا سوى الهروب من مصر، واستبدال مبادئه مرة أخرى لمموليه من تركيا وغيرها، ليهاجم مصر بمزاعم وأكاذيب تثير السخرية والشفقة عليه.

آخر طلعات أيمن نور العنترية كانت على شاشة قناته "الشرق"، التى تمولها المخابرت التركيا للهجوم على مصر، حيث سرد من بنات أفكاره سيناريو تخيلى لايصدقه عقل طفل، ليهاجم به إعلام مصر، ويهين صحفييها ومؤسساتها ومواقعها الصحفية والإعلامية، حيث قال إن الأخبار تكتب فى جهات سيادية ثم يتم إرسالها إلى الصحف والمواقع ليتم نشرها، زاعما أن الإعلام فى مصر موجه، ويفتقر إلى الحيادية، بل إن السفه الفكرى وصل لمداه لدى حليف الإخوان الهارب عندما أخذ يحدد بالساعة والدقيقة كيف يتم تجهيز الأخبار فى المؤسسات السيادية، ومتى تنطلق من تلك المؤسسات، ومتى تصل إلى المؤسسات الصحفية ليتم نشرها.

اتهامات أيمن نور الكاذبة وغير الواقعية، والتى لايمكن تخيلها من الناحية العملية أو الصحفية، لم تثر غضب الكثير من العاملين بالصحافة والإعلام فى مصر، لأنهم يدركون أن الرجل ربما أصاب عقله "الخرف" وأن وصوله لهذه الدرجة من "السفه الفكرى" و"الهرتلة المعلوماتية المغرضة" يثير الشفقة عليه وليس الغضب.

لكن فى المقابل كان كلامه مادة خصبة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعى حيث تعرض لوصلة "تقطيع"، ففى حين عبر البعض عن دهشته من كلام نور وإصراره على طرح سيناريو تخيلى بالدقيقة والثانية لكيفية تدفق الأخبار للنشر على المواقع الإلكترونية، حتى أنهم وصفوه ساخرين بـ" المكشوف عنه الحجاب"، وقال البعض الآخر "بركاتك يا شيخ أيمن" و"الشرق تلهيك واللي فيها تجيبه فيك"، ليعبروا عن عدم تصديقهم لما يطرحه الهارب من سيناريو لكيفية نشر الأخبار فى مصر، فيما تكفل آخرون فى تسفيه ماقاله، واتهموه بالجنون والهبل، وأكد البعض أنه مفلس فكريا، وليس لديه ما يقدمه سوى توزيع اتهامات بلهاء وسبك قصص خرقاء لمهاجمة كل من يعارض فكر الإخوان وحلفائهم.

ويبدو أن أيمن نور أدمن مصادقة الفشل، حيث رافقته فى حياته محطات فشل، الواحدة تلو الأخرى، وكان كل همه خلالها تحقيق رغبته فى الوصول لأقصى استفادة مادية واعتلاء المناصب لإرضاء غروره ونرجسيته، فتنقل من العمل فى الصحافة والمحاماة، وعندما لم تعطه ما يتمنى، دخل إلى الحياة السياسة إبان حكم مبارك، وداعب أحلام الشباب بزخرف القول وبريق الكلمات، وقدم نفسه كرئيس حزب سيقود البلاد لنهضة شبابية، ورشح نفسه منافساً لمبارك، ثم اكتشف من خدعهم بمعسول كلامه أنه ارتكب أخطر جريمة فى حقهم عندما اتضح بالأدلة والبراهين ارتكابه جريمة تزوير توكيلات للحزب الذى أنشأه، والتى قال القضاء كلمته فيها بالحكم بسجنه، ليلملم كذبه وزيفه وبهتانه وخداعه ويقبع فى زنزانة، يستجدى من داخلها الجميع للإفراج عنه، تارة بسبب ظروفه الصحية، وتارة بالاستقواء بالخارج واستعطاف أمريكا وأوربا للغط على مصر للإفراج عنه، وهو ما كانت تقف له الحكومة المصرية بالمرصاد، غير عابئة بأى ضغط، وكان الرد دائما "لا تدخل فى أحكام القضاء"، حتى رق النظام لحاله وأفرج عنه لظروف صحية بعد حوالى 4 سنوات فى السجن.

أعتقد أن أيمن نور لايكلف خاطره ليرى نفسه مرة واحدة فى المرآة، ليكون صادقاً مع نفسه، ويحكم بعقلانية على مزاعمه وشطحاته وأوهامه، وعندها قد يلوم نفسه، ويشفق على كبريائه والبقية الباقية من كرامته، فيعود عن غيه ويكف عن الخزعبلات التى يقولها، والخرافات التى ينطقها وتثير السخرية منه والشفقة عليه، فهل يتجرأ أيمن نور وينظر فى المرآة؟!

الأكثر قراءة



print