الجمعة، 17 مايو 2024 01:07 ص

"وول ستريت": ألمانيا قلقة من الدور السياسى للمساجد التركية داخل أراضيها

"وول ستريت": ألمانيا قلقة من الدور السياسى للمساجد التركية داخل أراضيها أردوغان
الأربعاء، 17 أغسطس 2016 07:25 م
واشنطن ( أ ش أ)
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم، أنه ‏لسنوات ظلت ألمانيا تشجع المؤسسة الدينية التى تديرها الدولة التركية لتوفير الواعظين والمدرسين ‏الإسلاميين للأقلية التركية الكبيرة فى ألمانيا.

وقالت الصحيفة فى نسختها الإلكترونية، إن الاضطراب الحاصل فى تركيا منذ محاولة الانقلاب الفاشلة ‏جعلت السلطات اأيلمانية قلقة حيال أن هذا الوعظ والإرشاد ليس روحيًا فقط، ولكنه يهدف إلى حشد الدعم ‏والتأييد للرئيس التركى رجب طيب أردوغان.

‏ومضت الصحيفة فى القول إنه فى أواخر شهر يوليو الماضى أطلق أردوغان العنان لحملة قمع واسعة ‏ضد مؤيدى الانقلاب ونشرت رابطة المساجد التركية فى ألمانيا خطبة تمتدح "الدولة النبيلة" فى ثورتها ‏ضد "شبكة رديئة". وكان الخطاب موجها ضد أتباع رجل الدين التركى المقيم فى الولايات المتحدة فتح ‏الله جولن الذى تتهمه الحكومة التركية بتدبير محاولة الانقلاب. ‏

‏وأوضحت الصحيفة، أن الخطبة جاءت من رئاسة الشؤون الدينية فى أنقرة – والتابعة لمكتب رئيس ‏الوزراء – ووزعت على المساجد التركية فى الداخل والخارج، وقال النائب فولكر بيك فى البرلمان الألمانى عن حزب الخضر المنتمى ليسار الوسط "هذا لم يكن ‏نصا دينيا.. لقد كان إعلانا بالطاعة للسيد أردوغان وإجراءاته منذ محاولة الانقلاب".‏

وقالت الصحيفة، إن الخطبة ووقائع أخرى تذكى الغضب فى ألمانيا من أن سياسات تركيا الداخلية ‏تتدفق على المدن الألمانية وتحرض مؤيدى أردوغان على معارضيه وخصومه كما أنها تبث الانشقاقات ‏بين ألمانيا وثلاثة ملايين ساكن بها من أصول تركية، مشيرة إلى أن الانتقادات هى جزء من الحدة المتعمقة بين أقوى دولة فى الاتحاد الأوروبى ‏وأكبر طالب للحصول على عضوية هذا التكتل، واتهمت الحكومة التركية ألمانيا والغرب بالفشل فى إدانة الانقلاب بشدة أو إظهار تعاطفها مع الأتراك ‏الذين تؤيد الغالبية منهم جهود الحكومة فى اجتثاث شبكة جولن الذى ينفى أى دور فى محاولة الانقلاب ‏الفاشلة يوم 15 يوليو. ‏

‏وكان السيد جولن الذى يصفه اتباعه ومؤيدوه بالإسلامى المعتدل حليفا قويا لأردوغان إلى أن اختلفا ‏علانية فى 2013، وأعلنت الحكومة التركية شبكة جولن منظمة إرهابية فى مايو وتسعى الآن إلى تسلمه ‏من الولايات المتحدة بتهمة التدبير لمحاولة الانقلاب وجرائم أخرى ينفيها، وأدان العديد من الساسة ووسائل الإعلام الأوروبية نطاق حملة الاعتقالات فى تركيا ووقف عشرات ‏الآلاف ممن يشتبه فى تعاطفهم مع جولن عن العمل.

ويتهم الكثيرون فى أوروبا أردوغان باستخدام ‏الحماسة الوطنية الشعبية لتنفيذ طموحات استبدادية وخنق المعارضة.‏

ويرفض أرودغان وحكومته وغالبية الأتراك هذا التصور ويتهمون الغرب بتجاهل الانقلاب الذى ‏أسفر عن مقتل 271 شخصا كثير منهم مدنيون.

وفى ألمانيا كانت لأردوغان بعض التصريحات المستفزة، حيث وصف ذات مرة الضغط الأوروبى على ‏المهاجرين الأتراك بأنه يشبه جريمة ضد الإنسانية وقد تسبب ذلك فى لبس بشأن الولاء الحقيقى ‏للمهاجرين ذوى الأصول التركية.

ويقول النائب فولكر كاودر زعيم الاتحاد الديمقراطى المسيحى الحاكم ‏والحليف الوثيق للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "الألمان الأتراك يجب أن يكون ولاؤهم لألمانيا أولا ‏وأخيرا وإن محاولات الحكومة التركية للتأثير عليهم مقلقة"، وخص كاودر بالذكر رابطة المساجد التركية التى تدير نحو 900 مسجد فى ألمانيا واصفا إياها بأنها ‏لسان حال أردوغان.‏

وقالت الصحيفة، إن بعض الولايات الألمانية جمدت على مدار الأسابيع الأخيرة التعاون مع رابطة ‏المساجد التركية بشأن توفير التعليم الدينى فى المدارس مستشهدة بمخاوف من ألا يكون ذلك مستقلا ‏بشكل كافٍ عن أنقرة.. وفى هذا الشأن قال مالو درير رئيس وزراء ولاية راينلند بالاتينات "الخلافات السياسية الداخلية ‏فى تركيا يجب ألا تنعكس هنا"، ومضت الصحيفة تقول إن أئمة الرابطة يحظون بالتمويل والدعم من أنقرة.

ويقول رجال الدين ‏الإسلاميين فى ألمانيا إنه طالما تمتعت باستقلال محدود، مشيرة إلى أن الساسة الألمان طالما رحبوا ‏بذلك كشركاء مفيدين فى تعزيز الاسلام المعتدل خلافا للحركات السلفية والمتشددة الأخرى التى توفر ‏الوعظ فى بعض المساجد العربية فى ألمانيا، تقول كريستينا دوهرن المتخصصة فى علم الأجناس فى جامعة برلين الحرة إن الخلط السياسى ‏الحاصل فى الخطب الدينية قد يعزز الخلاف بين مؤيدى ارودغان ومعارضيه. ‏

‏وتشعر السلطات الألمانية بالخوف من أن تؤدى المشاعر الملتهبة إلى العنف.. ومنذ محاولة الانقلاب ‏فى 15 يوليو الماضى عبرت الشرطة فى أنحاء مختلفة من الدولة عن قلقها حيال التهديدات داخل الجالية التركية والتى تستهدف أعضاء فى المدارس التابعة لفتح الله جولن فى ألمانيا.

‏وكانت رابطة المساجد التركية فى ألمانيا قد أثارت الشكوك حتى قبل محاولة الانقلاب فى شهر يونيو ‏عندما انضمت إلى أردوغان فى إدانته لأحد عشر نائبا من أصول تركية صوتوا لصالح قرار فى البرلمان ‏يصف قتل الارمن بواسطة الإمبراطورية العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى بالإبادة الجماعية.. وهو ‏تعبير ترفضه تركيا.






print