صور.. انقطاع الكهرباء والخدمات يهدد الإقامة بمدينة أسوان الجديدة

مشروع سكنى ضخم وموقع جغرافى خيالى وتخطيط عمرانى على أعلى مستوى، هو عنوان لمدينة اسوان الجديدة المطلة على النيل من الجهة الغربية لمدينة أسوان، ويبدو أن الإقامة بها حلم ينتظره آلاف المواطنين بمحافظة أسوان، وعند التعرف على المدينة من قرب، كشف "برلمانى" عن وجود بعض المعوقات التى تعرقل حركة التنمية السكنية بالمدينة الواعدة، وذلك من خلال لقاء عدد من السكان المقيمين بالمدينة.

 

بداية، تقع مدينة اسوان الجديدة على بعد نحو 12 كيلو شمال غرب مدينة أسوان، وهى بدأت فى عام 1999 بقرار جمهورى رقم 96 بتخصيص 4 آلاف فدان لإنشاء مدينة اسوان الجديدة، وهذه المساحة هى التى نعمل فيها حالياً، لأنه خلال عام 2015 صدر قرار رئيس مجلس الوزراء بإضافة 18 ألف فدان لتصبح المساحة الإجمالية لمدينة اسوان الجديدة 22 ألف فدان، وتعد مدينة اسوان الجديدة، ضمن مدينتين فقط من المدن الجديدة اللتان تطلان على نهر النيل مباشرة، وهى مدينة واعدة تتوافق مع كل المعايير البيئية أنشأت من أجل توفير الوحدات السكنية لمحدودى الدخل، ومصممة لاستيعاب 210 آلاف نسمة، وتضم منشآت سياحية ورياضية وصحية تتلاءم مع تاريخ أسوان كمهد للحضارات القديمة والمعاصرة.

 

وتشمل المدينة إنشاء محطات مياه وتنتج المرحلة الأولى منها 25 ألف متر مكعب يوميا ودخلت الخدمة منذ 2015، وكهرباء تعمل بجد 50 جيجا، وثالثة لمعالجة الصرف الصحى وتستوعب معالجة 20 ألف متر مكعب فى اليوم من مياه الصرف الصحى، وتخدم مشروعات الإسكان الاجتماعى وابنى بيتك والأراضى المخصصة للمواطنين، وبلغ عدد وحدات الإسكان الاجتماعى التى تم تنفيذها 244 عمارة سكنية تشمل 4880 وحدة سكنية، تم تخصيص 1800 وحدة حتى اليوم، وتم تسليم 500 وحدة سكنية منهم، ليس منهم مقيم سوى 50 أسرة فقط، مشيرا إلى أن الإقامة فى مدينة اسوان الجديدة فى زيادة ملحوظة، وسيتم زيادة عدد المواصلات التى يوفرها الجهاز للمواطنين المقيمين مع زيادة عدد السكان، مع العمل على تفعيل الخدمات الأخرى من محال تجارية وأسواق وصيدليات وغير ذلك، مطالباً المواطنين بضرورة الإسراع فى الإقامة بالمدينة خاصة بعد تخصيص وحدة له.

إلا أن هذه الأرقام وهذا الحلم يواجه بعض الصعوبات التى تعوق الإقامة بالمدينة الجديدة، قال محمد معاذ، موظف ومقيم بالحى الثانى المجاورة الخامسة بمدينة اسوان الجديدة، أن أبرز وأهم المشاكل التى تعوق سكان المدينة وقد تتسبب فى صرف عدد كبير من السكان الحاليين عن الإقامة بها، وهى مشكلة "انقطاع الكهرباء"، موضحا بأن التيار الكهربائى فى مدينة أسوان الجديدة ينقطع باستمرار ويصل لنحو 19 ساعة، وتكررت هذه المدة فى الانقطاع مرتين قبل ذلك، بجانب الانقطاع شبه اليومى ويمتد أيضا لنحو 10 ساعات، وذلك بسبب سوء التنفيذ وكثرة الأعطال وسوء التعامل وإدارة الأزمة وضعف الصيانة، مشيراً إلى أن انقطاع التيار يتسبب فى مشاكل للسكان خاصة مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة فى جنوب مصر بمحافظة أسوان، وانتشار الباعوض الذى يؤذى الأطفال ليلاً وعدم وجود كهرباء خلال فترة الانقطاع لتشغيل المكيفات أو المراوح أو الثلاجات لشرب مياه باردة، بجانب انتشار الظلام ليلاً حيث أن المنطقة صحراوية جبلية.

 

قاسم السيد حسين، من سكان مدينة اسوان الجديدة بالحى الثانى المجاورة الثالثة، قال شركة الغاز طلبت من السكان المقيمين بالمدينة دفع رسوم الاشتراك حتى يتم توصيل خدمة الغاز لهم، وبعد أن قاموا بتحصيل المبلغ المطلوب 2165 جنيهاً من كل ساكن، ورغم مرور عامين على دفع المبلغ إلا أن الخدمة لم يتم توصيلها حتى الآن، بحجة أن جهاز مدينة أسوان الجديدة دفع قيمة مقايسة الخطوط الأرضية ولكن شركة الغاز لم تقم بهذه الأعمال واكتفت بتوصيل الشبكات الخارجية بالوحدات السكنية، وفى انتظار دفع باقى المبلغ من الجهاز، وليس لدى الشركة نية فى توصيل الغاز فى الوقت الحالى "على حد وصفه".

 

حسام محمود على، أحد السكان، أضاف أيضاً، أن من ضمن المشاكل التى تعوق الإقامة بمدينة اسوان الجديدة هو عدم توفير مدارس تعليم أساسى، وبالرغم من وجود مدرسة تعليم أساسى بالحى الثانى - الذى يقطنه كل سكان المدينة- والمزمع تشغيلها العام الدراسى المقبل ولكن تم تسليم المدرسة للعمل ككلية بنات للدراسات الإسلامية وتشغيل مدرسة الحى الثالث للتعليم الأساسى الذى يبعد 5 كيلو متر عن السكان، ولذا نرجو مراجعة القرار مع الجهات المعنية وتشغيل مدرسة الحى الثالث بجوار الجامعة لكلية البنات والإبقاء على مدرسة الحى الثانى للسكان حرصا على سلامة وأمن أطفالنا.

 

علام محمد علام، أحد سكان المدينة أيضاً، أشار إلى أن المدينة لا تحتوى على مسجد واحد للصلاة فيه، سوى مسجد تم تطويره وافتتاحه خلال شهر يناير الماضى بحضور وزير الأوقاف ومحافظ أسوان، ولكن المشكلة القائمة أنه يقع فى الحى الأول للمدينة والخالى من السكان ويوجد فيه فقط مقر قسم الشرطة ومدرسة لغات، علاوة على أن المسجد يبعد لأكثر من 3 كيلو مترات عن الحى الثانى الذى يقيم فيه جميع السكان، وبالتالى فإن الصلاة فى المسجد تكون قاصرة على أداء صلاة الجمعة فقط ويتم الذهاب إليه بواسطة سيارات بعض السكان، والتى قد تتعطل أحياناً أو يكون صاحبها مسافرا خارج المدينة ويعجز السكان عن الصلاة فى المسجد الوحيد بالحى الأول.

 

وتابع طه عبد العظيم، أحد سكان المدينة أيضاً، بأنه يسكن فى المدينة قبل 7 أعوام وعانى من انقطاع المياه والكهرباء خلال الفترة الأولى من عمر المدينة الجديدة، ولكن مع الوقت تحسنت الأوضاع ويبقى بعض الخدمات التى تؤثر بالسلب على جذب السكان، ومن أهمها عدم وجود مظاهر للحياة بالمدينة من سوبر ماركت وصيدلية ومخبز وأسطوانات بوتاجاز، رغم أن المحافظ قرر توفير بعض هذه الخدمات خلال اجتماعه برئيس جهاز اسوان الجديدة، ولكن معظمها لم ينفذ حتى الآن.

 

فى المقابل، أوضح المهندس أحمد رشاد، رئيس جهاز مدينة اسوان الجديدة، أن مشكلة انقطاع الكهرباء تأتى بسبب الأعطال نظراً لأن المدينة تحت الإنشاء ومعرض الكابلات الكهربائية بها للقطع، مشيرا إلى أن تخصيص مبنى المدرسة لصالح كلية البنات جاء بقرار من هيئة المجتمعات العمرانية، وسيكون مؤقتاً لمدة عام واحد فقط، وخلال العام الدراسى المقبل سيتم تخصيص أتوبيسات من الجهاز لنقل التلاميذ بالمدينة إلى المدرسة الأخرى بالحى الثالث تزامناً مع تشغيلها بداية من العام الدراسى المقبل.

وأكد رئيس جهاز مدينة اسوان الجديدة، فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، أن ساهم فى حل المشكلة الأهم بتوفير رحلات مواصلات لنقل السكان على مدار اليوم من وإلى مدينة أسوان لقضاء وجلب حوائجهم التى لا تتوافر بالمدينة، بواقع 12 رحلة يوميا، على أمل أن تحل المواصلات مشاكل جذب السكان للمدينة الجديدة.

 

ومن جانبه وعد اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، بعقد لقاء مع مجلس سكان مدينة أسوان الجديدة، والممثلين عن باقى السكان، لحل جميع المشاكل والمعوقات التى تواجه السكان الحاليين بالمدينة، بالتنسيق مع الجهات المعنية.