الجمعة، 01 نوفمبر 2024 02:37 ص

سر المناظرة التاريخية بين أبرز مرشحى رئاسة فرنسا قبل 3 أسابيع من الانتخابات

سر المناظرة التاريخية بين أبرز مرشحى رئاسة فرنسا قبل 3 أسابيع من الانتخابات مرشحو الرئاسة الفرنسية
الأربعاء، 05 أبريل 2017 02:26 م
وكالات
فى مناظرة تليفزيونية تاريخية، التقى مرشحو الرئاسة الفرنسية الأحد عشر؛ للتأكيد على جدوى برامجهم الانتخابية ولمحاولة كسب تأييد النسبة العالية من الفرنسيين المترددين أو الذين قرروا مقاطعة الاقتراع الرئاسى، الذى ستنطلق جولته الأولى بعد أقل من ثلاثة أسابيع.

وتناولت المناظرة - التى أذيعت على قناة (بى إف إم) الإخبارية وتابعها 6.3 ملايين مشاهد - القضايا الرئيسية التى تشغل الشعب الفرنسى مثل قضية البطالة والبقاء أو الخروج من الاتحاد الأوروبى، والإرهاب وإخلاقيات العمل السياسى.
واستغل المرشحون الأقل شهرة الستة الفرصة للتعريف ببرامجهم الانتخابية ومهاجمة المرشحين الأوفر حظا.

وبرزت التباينات بين المرشحين حول قضية التشغيل والنهوض بالاقتصاد، فمرشح حزب "الجمهوريون" اليمينى ﻓرانسوا فيون اقترح تعديل قانون العمل وتقليل الأعباء الضريبية على الشركات بواقع 40 مليار يورو والاستثمار فى التكنولوجيات الجديدة وإلغاء حزمة من المعايير التى تؤثرا سلبا على قطاع الزراعة.

أما مرشح اليسار المتطرف، جون لوك ميلونشون فيسعى لاستعادة النظام العام الاجتماعى فيما دافعت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن عن الأولوية أو الأفضلية الوطنية لاستحداث وظائف جديدة ودعت لفرض ضريبة مستقبلية على الشركات التى تقدم على تعيين الأجانب وهو ما أثار موضوعا آخر مثيرا للجدل حول كيفية التعامل مع العمال المعارين من دول أوروبية أخرى فى الوقت الذى لا يخضعون فيه لنفس المعايير الضريبية وهو ما اعتبرته مارين لوبن بأنه يمثل منافسة غير منصفة لا تصب فى مصلحة الفرنسيين.

وحول الاتحاد الأوروبى، دافع مرشح اليسار بنوا هامون عن أهمية بقاء فرنسا فى التكتل الأوروبى بينما رأى آخرون مثل فرانسوا أسلينو، رئيس حزب "الاتحاد الشعبى الجمهورى" أن كل المعاهدات الأوروبية تقيد فرنسا وتفرض سياسة اقتصادية واجتماعية لا تحتمل بالنسبة للفرنسيين، داعيا إلى الخروج الفورى من الاتحاد دون المرور عبر بوابة الاستفتاء.
ومن جانبها، دعت مارين لوبن إلى ترك الفرنسيين يقررون هذه المسألة و دافعت عن ما أسمته "بالحمائية الذكية" مبررة ذلك بأن معظم بلدان العالم لا تتوانى فى حماية إنتاجها الوطنى، مستشهدة بسويسرا التى تفرض رسوما جمركية على الواردات الزراعية تصل إلى 55% وكذلك كوريا الجنوبية 41%.

وقوبلت مقترحات لوبن بهجوم من المرشح الوسطى إيمانويل ماكرون معتبرا توجهات لوبن بأنها ستثير حربا اقتصادية وبأنها مستوحاة من التيار القومى.

وفيما يتعلق بالإرهاب، رأت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن أن فرنسا صارت "جامعة للجهاديين" وجددت دعوتها لاستعادة السيطرة على الحدود الوطنية، محذرة من تسلل عدد كبير من الإرهابيين إلى أوروبا ضمن موجات المهاجرين، ولافتة إلى أن بعضهم مسؤول عن مجزرة مسرح "الباتكلان" بباريس فى نوفمبر 2015.

وفى المقابل، اتهم مرشح اليسار بنوا هامون زعيمة اليمين المتطرف بالمراهنة على الخطر الإرهابى لكسب المزيد من التأييد لأفكارها.

ومن جانبه، دعا المرشح اليمينى ﻓرانسوا فيون إلى إقامة تحالف أوسع لمكافحة الإرهاب، معتبرا أن فرنسا ليس عليها التدخل بمفردها عسكريا فى مناطق مختلفة من العالم لا سيما فى الشرق الأوسط.

ورأى أن بلاده لا بد أن تحارب الإرهاب فى إطار تحالف دولى.


وحول "الرئيس المثالى"، قال زعيم حركة "فرنسا الآبية" جون لوك ميلونشون إن برنامجه يقضى بإعطاء الشعب سلطة إقالة أى مسؤول منتخب بما فى ذلك رئيس الدولة قبل انتهاء فترة ولايته فيما شدد زعيم حزب "انهضى فرنسا" اليمينى نيكولا دوبون-اينيان على ضرورة أن يكون السجل الجنائى لرئيس الجمهورية خاليا من أى مخالفات.
ومن جانبه، دعا مرشح اليسار بنوا هامون إلى وضع حد للامتيازات الكبيرة التى يحصل عليها المسؤولون المنتخبون، وحالة الإفلات من العقاب لبعضهم.. فيما إيمانويل ماكرون فدعا إلى وضع أخلاقيات للعمل السياسى.
فيما هاجم ﻓرانسوا فيون، بشكل ضمنى الرئيس الحالى للبلاد ﻓرانسوا أولاند حيث، قال إن الرئيس لابد أن يفى بتعهداته أمام الشعب مهما كانت الصعاب، وألا يستخدم وسائل الدولة لإضعاف منافسيه ولا يفشى بأسرار دفاعية لصحفيين، على حد تعبيره.
وعلى جانب آخر، لم يتوان المرشحون الأوفر حظا عن توجيه الاتهامات ومهاجمة بعضهم البعض، منهم زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبن، ومرشح حركة "إلى الأمام" إيمانويل ماكرون، ومرشح حزب "الجمهوريون" فرانسوا فيون، إلى جانب مرشح "الحزب الاشتراكى" بونوا هامون، ومرشح "فرنسا الأبية جون لوك ميلنشون.
وتعرض المرشحان ﻓرانسوا فيون ومارين لوبن لانتقاد متكرر من المرشح فيليب بوتو وهو عامل بمصنع سيارات.
وقال بوتو "كانت حملة عظيمة منذ يناير.. كلما نبشنا يظهر المزيد من الفساد والمزيد من الغش"، فى إشارة إلى التحقيق الجارى بحق فيون واتهامه باختلاس أموال عامة بتعيين أفراد من أسرته فى وظائف وهمية كمساعدين برلمانيين له.
كما وجه بوتو اتهامات مماثلة لمارين لوبن بأنها تواصل مهاجمة النظام بينما هى من المستفيدين منه، فى إشارة إلى اتهامها أيضا بتعيين مساعدين لها بشكل وهمى فى البرلمان الأوروبى وإلى امتناعها عن المثول أمام القضاة للاستجواب مستخدمة حصانتها البرلمانية.
وقال بوتو "عندما تستدعى الشرطة شخصا عليه أن يذهب.. لا توجد حصانة للعمال ومن جانبها ردت لوبن قائلة إنها ضحية "اضطهاد سياسى".
وأظهر استطلاع للرأى أجراه معهد إيلاب للدراسات أن زعيم اليسار المتطرف وحركة "فرنسا الأبية" جون لوك ميلونشون كان الأكثر إقناعا فى المناظرة التلفزيونية التى جمعت مساء الثلاثاء مرشحى الرئاسة الفرنسية ال11.
وكشف معهد إيلاب أن جون لوك ميلونشون بدا الأكثر إقناعا بالنسبة لـ%25 من مشاهدى المناظرة أمام زعيم حركة "إلى الأمام" إيمانويل ماكرون (%21) ومرشح حزب "الجمهوريون"اليمينى ﻓرانسوا فيون (%15).
وحول المرشح الذى يحمل أفضل برنامج انتخابى، جاء إيمانويل ماكرونفى المقدمة بحصوله على (%23) من الآراء الإيجابية يليه مباشرة جون لوك ميلونشون (%22 ثم ﻓرانسوا فيون (%18) ومارين لوبن (%15).
أما المرشح الذى تتوافر فيه صفات رئيس الدولة تصدر أيضا زعيم حركة "إلى الأمام" ماكرون الاستطلاع حيث نال %27 من التأييد يليه ميلونشون (%21) وﻓرانسوا فيون (%20) ومارين لوبن (%13).
ومع اقتراب الجولة من الانتخابات الرئاسية، يظل من الصعب التكهن باسم الرئيس القادم لفرنسا مع الارتفاع الكبير لأكثر من الثلث لنسبة الناخبين المترددين أو الذين قرروا مقاطعة الانتخابات وهو ما يعقد مهمة مراكز استطلاعات الرأى التى فشلت فى توقع انتخاب دونالد ترامب فى البيت الأبيض، وكذلك قرار خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبى.
كما أخفقت فى توقع الهزيمة المفاجئة فى الانتخابات التمهيدية للمرشحين الأوفر حظا فى المعسكرين، اليمين واليسار، فى نهاية 2016 ومطلع 2017 وهما رئيس الوزراء اليمينى السابق آلان جوبيه ورئيس الوزراء الاشتراكى السابق مانويل فالس.




print