الجمعة، 17 مايو 2024 11:26 ص

برلماني يطرح السؤال الصعب .. لماذا لا يهتم المواطن بانتخابات البرلمان؟

هل يغيب الناخب عن الصندوق؟

هل يغيب الناخب عن الصندوق؟ مخاوف من عدم الإقبال على الانتخابات البرلمانية
الأربعاء، 30 سبتمبر 2015 05:33 م
كتبت سماح عبد الحميد

حضور ضعيف فى الندوات الانتخابية التى بدأت الأحزاب فى تنظيمها مع انطلاق الدعاية، تركيز إعلامى ضعيف، وتجاهل من قبل الشارع لحدث من المفترض أنه الأكبر خلال الأسابيع القليلة القادمة، هذا هو المشهد الذى عكسته الأيام الأولى من بدء انطلاق الدعاية لانتخابات البرلمان المقرر انطلاق المرحلة الأولى منها فى 18 أكتوبر.

الدكتور ماجد عثمان، مدير عام مركز بصيرة لبحوث الرأى العام، قال في تصريحات خاصة لـ "برلمانى"، إن عدم الاهتمام بالانتخابات يرتبط بضعف الاهتمام بالسياسة بصفة عامة، التي قل اهتمام الشارع بها إلى حد كبير خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى أن المجتمع المصري ضعيف الاهتمام بالسياسة بشكل عام، نتيجة سنوات من التجريف السياسي، لافتاً أن أقصى نسبة مشاركة انتخابية وصلت إليها مصر هي 51% خلال انتخابات الرئاسة عام 2012.

 

وأوضح عثمان أن  المشاركة في العملية الإنتخابية ستختلف من دائرة لأخرى، كما أن استخدام المال السياسى، رغم مخالفته قد يؤدى إلى زيادة الاهتمام وتعبئة بعض المواطنين الفقراء.


وفى السياق نفسه قال عثمان، إن الاهتمام بالانتخابات قد يقل فى المناطق الحضرية عن الريف؛ لأن سكان الريف يعلقون آمالًا كبيرة على أعضاء مجلس الشعب بخلاف المواطنين في الحضر، لافتاً أن زيادة الجرعة الإعلامية التي ستتناول الانتخابات المتوقعة خلال الأيام المقبلة، لن يكون له تأثير واضح على نسب المشاركة؛ لأن المواطن إذا قرر العزوف عن المشاركة فإن التغطية الإعلامية لن تؤثر فى ذلك.

 

هشام قاسم الناشر والخبير الإعلامى، قال لـ "برلمانى"، إنه قبل ثورة يناير، لم يكن لدى الشعب المصرى اهتماماً سياسياً بشكل عام، وكان هناك عزوف واضح عن المشاركة بالانتخابات، الأمر الذي تغير بعد الثورة حد الانفجار، ليتحول الـ 90 مليون مصرى إلى محللين سياسيين، مع زيادة الرغبة فى المشاركة السياسية.

 

وأضاف قاسم إن الأخطاء التى ارتكبتها كل الأطراف السياسة بعد ثورة يناير أصابت المواطنين بخيبة أمل، أدت إلى عودتهم مرة أخرى للعزوف عن المشاركة السياسية، والشعور بأن العمل السياسي لن يعود بالنفع عليهم، وبالتالى أصبح من الأفضل للمواطن أن يهتم بشئونه الخاصة، بدلاً من حضور ندوة سياسية أو مؤتمر انتخابى.

وتابع قاسم، إنه من الصعب حالياً التنبؤ بحجم المشاركة فى الانتخابات وتقييم اهتمام الشارع بها، مشدداً أن حجم المشاركة لن يتراجع الى حد اللجان الفارغة، كما كان الحال فى عهد "الوطنى" المنحل، ولكنها فى الوقت ذاته لن تكون مشاركة قوية كما حدث بعد ثورة يناير مباشرة.

 

وعن تناول وسائل الإعلام للانتخابات، قالت الدكتورة ليلى عبد المجيد عميدة كلية الاعلام السابقة، في تصريحات خاصة لـ "برلمانى": إن ضعف اهتمام الصحف والقنوات بالانتخابات البرلمانية، يرجع لوجود أحداث أخرى شغلت الساحة خلال الفترة الماضية، من بينها انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعيد الأضحى، وتشكيل حكومة جديدة، وغيرها من الأحداث الهامة التي نالت نصيباً كبيرًا من التناول الإعلامي أتى على حساب تغطية انتخابات البرلمان، متوقعة أن يزداد الاهتمام الإعلامي بالعملية الانتخابية خلال الأيام القليلة القادمة، مشيرة في الوقت ذاته أن ضعف تناول الإعلام لانتخابات البرلمان القادمة، انعكس بشكل كبير على المواطنين، الذين بدا واضحاً عدم إعطائهم اهتماماً كبيراً بانتخابات مجلس 2015.

وأضافت "ليلى": "أن نقص المعلومات المتاحة عن المرشحين قد يكون سبباً رئيسياً آخر، لتجاهل المواطنين للانتخابات؛ لأن المواطن بطبيعة الحال لن يذهب لانتخاب أشخاص لا يعرف عنهم شيئاً، وبالتالى على المرشحين والإعلام أن يلعبوا دوراً فى التواصل مع المواطنين، مشددة على أن وسائل الإعلام من الممكن أن تلعب دوراً في لفت انتباه المواطن لأهمية الانتخابات، وحثه على المشاركة كما حدث فى الانتخابات السابقة.


print