الثلاثاء، 14 مايو 2024 10:31 ص

سفير الخرطوم يصل القاهرة الاثنين المقبل بعد سحبه للتشاور لمدة شهرين..القيادة الرشيدة للبلدين تتغلب على التوترات السياسية.. ولقاء السيسى والبشير مهد لتعزيز العلاقات الدبلوماسية

السودان يعود إلى حضن "أم الدنيا"

السودان يعود إلى حضن "أم الدنيا"
السبت، 03 مارس 2018 06:00 م
كتب محمد رضا
تربط مصر والسودان، علاقات تاريخية وطيدة على المستويين الرسمى والشعبى، واللحمة بين البلدين لا تقتصر على الاتصال الحدودى المباشر الذى فرضته الطبيعة، بل هناك تواصل قائم على الود بين الشعبين المصرى والسودانى اللذان يعتبران وطنيهما، وطن واحد ممتد يجمع على أرضه أخوه لا يعكر صفو علاقتهم أية خلافات طارئة أو محاولات لدس الفتنة بينهم.

ورغم التوترات التى تشهدها العلاقات الرسمية بين القاهرة والخرطوم على فترات متقطعة، إلا أن القيادة الرشيدة للبلدين تستطيع التغلب على تلك الخلافات انطلاقًا من الحنكة السياسية وروح الأخوة، وهما عاملان يؤثران بشكل واضح فى دحر أى بوادر للاختلاف لتلتئم الشقاقات بشكل سريع، هذا إلى جانب عدم تأثر العلاقات الشعبية التى تظل على طبيعتها، ويكون لها عامل كبير فى سرعة إنهاء أى خصومات أو خلافات سياسية.

 

 

 

عودة سفير السودان إلى القاهرة الاثنين المقبل
 

وفى هذا الصدد، اتخذت البلدين خطوات لتعمق العلاقات الدبلوماسية وعودتها إلى طبيعتها مرة أخرى، بعد استدعاء الخرطوم، سفيرها بالقاهرة عبد المحمود عبد الحليم، بغرض التشاور، خلال مطلع شهر يناير الماضى، حيث قال وزير خارجية السودان إبراهيم غندور، إن بلاده ستعيد سفيرها إلى القاهرة، يوم الاثنين المقبل، وذلك بعد شهرين من سحبه.

ولم تعلن الخرطوم، سبب سحب السفير عبد المحمود عبد الحليم، أوائل يناير، إلا أنه كانت هناك شكوك مصرية حول اتفاق بحرى بين السودان وتركيا تسببت فى تصدع العلاقات، وقال غندور، لـ"رويترز"، السبت، "علاقات الشعبين والبلدين تاريخية، والحفاظ عليها مسئولية، ووضعها فى الطريق الصحيح واجب"، وشهدت القاهرة اجتماعًا لوزيرى خارجية ورئيسى جهازى مخابرات البلدين فى الشهر الماضى لتخفيف التوتر فى العلاقات.

ومن جانبه، قال السفير السودانى لدى القاهرة عبد المحمود عبد الحليم، إنه سيعود لمصر، يوم الاثنين، لاستئناف عمله، وذلك بعد شهرين من استدعاء حكومته له للتشاور، وأوضح أنه سيمارس عمله المعتاد عقب عودته للقاهرة، وأنه سيعمل على تعزيز وتطوير العلاقات بين بلاده ومصر، مشيرًا إلى أنه سيشارك برفقة وزير الخارجية السودانى فى اجتماعات مجلس الجامعة العربية بالقاهرة يومى 6 و7 مارس الجارى، بوصفه مندوب السودان الدائم بالجامعة العربية، ولفت إلى أن جدول أعمال الاجتماع الدورى يناقش العديد من القضايا العربية خاصة تطورات القضية الفلسطينية والأوضاع باليمن وليبيا وسوريا، بالإضافة للموضوعات الإدارية والمالية التى تهم الجامعة العربية.

 

لقاء السيسى والبشير يمهد لعودة العلاقات بين البلدين لطبيعتها
 

وجاءت تلك الخطوة لتعزيز العلاقات بين مصر والسودان، بعد لقاء جمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسى، والرئيس السودانى عمر البشير، أواخر شهر يناير الماضى، فى العاصمة الأثيوبية، أديس أبابا، وذلك على هامش انعقاد قمة مجلس السلم والأمن الأفريقى، التى ترأستها مصر.

وحينها، صرح السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس أكد خلال اللقاء الذى اتسم بالأخوية والمصارحة والمكاشفة على خصوصية وقوة العلاقات المصرية السودانية والروابط التاريخية التى تجمع بين البلدين على كافة المستويات، مؤكداً مواصلة جهود تعزيز التعاون بين الدولتين، وحرص مصر على التشاور والتنسيق المتواصل مع السودان الشقيق حيال مختلف الموضوعات والملفات، لاسيما فى ضوء التحديات المشتركة التى يفرضها الوضع الإقليمى الراهن.

وأضاف المتحدث الرسمى، أن الرئيس عمر البشير، أكد خلال اللقاء على ما يجمع شعبى وادى النيل من تاريخ مشترك ووحدة المصير، مؤكداً حرص بلاده على تطوير التعاون الثنائى مع مصر على كافة الأصعدة، لافتًا إلى أن اللقاء شهد تباحثاً حول مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل الدفع قدماً بالتعاون بين البلدين، حيث اتفق الرئيسان على تشكيل لجنة وزارية بين الجانبين للتعامل مع كافة القضايا الثنائية وتجاوز جميع العقبات التى قد تواجهها، كما أكد الرئيسان أهمية مواصلة التنسيق والتشاور المكثف من أجل ترسيخ التعاون خلال الفترة المقبلة والعمل على إعطاء قوة دفع جديدة للعلاقات فى كافة جوانبها وتحقق نقلة نوعية تلبى طموحات الشعبين الشقيقين.

بدوره، عبر الرئيس السودانى عن تقديره لحرص مصر على التشاور مع السودان، مؤكداً على ما يعكسه ذلك من عُمق العلاقات التاريخية الخاصة التى تربط بين البلدين، وأشار الرئيس السودانى، إلى أن التحديات الناتجة عن الأوضاع الإقليمية الراهنة تحتم على البلدين مواصلة التنسيق المكثف بينهما بما يساهم فى تحقيق مصالحهما المشتركة.

 

وزير خارجية السودان: العلاقة مع مصر متجذرة وقدر لا فكاك منه
 

وفى تصريح لوزير خارجية السودان، إبراهيم غندور، أواخر شهر فبراير الماضى، أكد أن علاقة السودان ومصر تاريخية وقدر لا فكاك منه، مضيفًا "علاقتنا مع مصر هى علاقة بين جارين، تتأرجح صعودا وهبوطا، لكنها لم تصل مرحلة المواجهة فى أى وقت"، مشددًا على أن "العلاقة بين البلدين متجذرة خاصة شعبيا، وعلينا ألا نصعد بما يؤثر فى تلك العلاقة، وستعود العلاقات كما كانت فى أى وقت، متجاوزة كل ما هو مؤقت".

 


الأكثر قراءة



print