معركة فلسطين وإسرائيل فى البرلمان الأفريقى

بعد فترة طويلة من المفاوضات والمشاورات داخل البرلمان الأفريقى، تمت الموافقة بالإجماع فى جلسة الأمس على قبول فلسطين كعضو مراقب داخل البرلمان الأفريقى .

الموافقة على حصول فلسطين على هذه الصفة لم يكن أمرًا سهلأ، وإنما خاضت الوفود العربية المشاركة فى البرلمان الأفريقى، وبالاخص وفدى تونس ومصر معركة للنجاح فى إدراج القرار للتصويت.

 

 

إسرائيل تقدم طلبًا مماثلا

مصطفى الجندى رئيس لجنة الشئون الأفريقية، كشف لـ"برلمانى" أن إسرائيل كانت متقدمة هى أيضا بطلب للحصول على نفس الصفة، وكانت هناك محاولات لتعطيل الموافقة على قرار فلسطين.

وأكد مصطفى الجندى أن الوفد التونسى والوفد المصرى تحديدًا، أجروا العديد من المشاروات بين الوفود المختلفة لحثهم على إدراج القرار للتصويت.

وأكد الجندى لمختلف الوفود أن فلسطين عضوًا مراقبًا  فى الاتحاد الأفريقى، والاتحاد هو ذراع البرلمان الأفريقى، وبالتالى أمر حتمى أن تكون الموافقة بالإجماع على وجودها فى البرلمان أيضا.

واعتبر مصطفى الجندى موافقة البرلمان الأفريقى بالإجماع على قبول فلسطين كعضو مراقب، انتصارا حقيقيا للقضية الفلسطينية .

 

وبالفعل كانت إسرائيل تسعى للحصول على نفس الصفة، خاصة بعد نجاحها فى الحصول على صفة عضو مراقب بالاتحاد الأفريقى، بتحركات قادها رئيس الوزراء الإسرائيى بنيامين نتنياهو، وبالتالى كان من المهم لإسرائيل أن تحصل على نفس الصفة داخل البرلمان الأفريقى الذى يمثل أحد الأذرع المهمة للاتحاد الأفريقى.

 

فلسطين تتقدم رسميا بالطلب فى سبتمبر 2016

 

البداية كانت مع إرسال خطاب إلى لجنة القواعد والانضباط والامتيازات فى البرلمان الأفريقى فى سبتمبر عام 2016 ، للمطالبة بقبول فلسطين كعضو مراقب داخل البرلمان الأفريقى.

 

تحركات الوفد التونسى لدعم القضية الفلسطينية

 

النائب فيصل التبينى، عضو البرلمان التونسى، وممثل الوفد التونسى فى البرلمان الأفريقى، قال إن هناك جهات لها علاقات بإسرائيل لم تكن ترغب فى أن تحصل فلسطين على صفة المراقب داخل البرلمان الأفريقى، لافتا إلى أنه رغم تقديم الطلب منذ فترة فإنه لم يتم إدارج الأمر للمناقشة.

وأكد التبينى أنه طلب لقاء روجيه أنكودو رئيس البرلمان الأفريقى، وطالبه بضرورة عقد اجتماع للجنة الانضباط والامتيازات لاتخاذ قرار نهائى وإدراج الأمر على الجلسة العامة.

الوفد التونسى أيضا كان له دور أساىى فى طرح عريضة للتضامن مع الأسرى الفلسطينين، والتى تم إصدارها أيضا من قبل البرلمان الأفريقى فى نفس الجلسة.

 

وجاء نص العريضة: "نحن أعضاء البرلمان الأفريقى، والمعبرون عن إرادة شعوبنا فى التحرر والقضايا العادلة للشعوب ومناصرتها من أجل تحقيق حريتها وسيادتها على أراضيها، فإننا نعبر عن مساندتنا للأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال بمن فيهم أعضاء البرلمان الفلسطينى وعلى رأسهم القائد مروان البرغوثى.

 

وتابعت العريضة: " نناشد كل برلمانى العالم وكل أحرار العالم للضغط على إسرائيل للالتزام بالقوانين الدولية فى معاملتها الأسرى لتحقيق مطالبهم الانسانية العادلة.. ونقدم تحية إكبار لنضالات الشعب الفلسطينى وفى مقدمتهم أعضاء البرلمان الفلسطينى، من أجل حريتهم وسيادة وطنهم ببطون خاوية ونعبر عن دمعنا لمعركة التحرر للشعب الفلسطينى.

 

فى الذكرى الـ"69 " للنكبة .. فلسطين تنتزع صفة المراقب بالبرلمان الأفريقى

نجاح فلسطين فى الحصول على هذه الصفة تزامن مع الذكرى الـ"69" للنكبة، وهو ما أضفى رمزية أقوى لقرار البرلمان الأفريقى.

وهو ما أكده السفير الفلسطينى بجنوب أفريقيا هاشم الدجانى، الذى وصف يوم أمس بالتاريخى لأنه أكد دعم كل القارة الأفريقية للقضية الفلسطينية.

 

وأضاف فى تصريحات خاصة "رغم أن عضوية البرلمان الأفريقي هى عضوية رمزية إلا أنها مهمة لشعبنا لأننا نستحضر اليوم النكبة المشئومة ونجاحنا فى الحصول على هذه العضوية يأتى بالتزامن مع إضراب الأسرى الفلسطينيين، وبالتالى فإنها رسالة دعم من كل القارة الأفريقية لنضال الشعب الفلسطينى.

 

ووجه السفير الفلسطينى الشكر للشعب المصرى والقيادة السياسية المصرية على الدعم الدائم للقضية الفلسطينية، قائلا: "أشكر سعادة سفير مصر، بالإضافة إلى أننا نقدم شكرنا للشعب المصرى، قضية فلسطين هى قلب مصر، ومصر هى قلب الأمة العربية وهذا وطننا العربى الكبير".

 

وأضاف: أتوجه بالشكر أيضا للنائب مصطفى الجندى رئيس لجنة الشئون الأفريقية، وللوفد المصرى بالكامل لما قدمه من مشاركة فعالة وجهود كبيرة فى البرلمان الأفريقى لقبول عضوية فلسطين.

ووجه أيضا الدجانى الشكر للوفد التونسى على مجهوده الكبير ،  جميع الوفود العربية والصديقة التى دائما وابدا ساعدت الشعب الفلسطينى ايضا احنا بنطمح فى ان نكون عضو مراقب فى البرلمان الافيقى وهو جزء لا يتجزا من الاتحاد الافريقى .

ماذا تعنى صفة "عضو مراقب" لفلسطين فى البرلمان الأفريقى؟

العضو المراقب فى المنظمات الدولية يعنى أن فلسطين يسمح لها حضور اجتماعات لجان البرلمان الأفريقى ، والمشاركة فى الخطابات و الحوارات والتصويت على بعض الإجراءات لكنها لا تصوت على القرارات ولا يتم معاملتها كدولة أبداً فلا حق لها بطلب التصويت على قرار أو تحويل شيء للهيئات التابعة للأمم المتحدة كمحكمة العدل الدولية وغيرها، وبالتالي هو منصب للمشاركة وتوضيح وجهة النظر والتصويت على الإجراءات فقط .