مصطفى الجندى: الناس "بتكُح تراب"

على مدار جلسات البرلمان الأفريقى فى دور انعقاده الثالث من الفصل التشريعى الرابع، التى استقبلتها مصر فى مدينة شرم الشيخ خلال أكتوبر الجارى، كان هو الوجه الأبرز، يتواجد فى كل التحركات، يعرفه الجميع وتربطه بهم علاقات طيبة، يستقبل الوفود، يشاركهم فى جولاتهم السياحية، ويتحدث باسم مصر ويعبر عنها.



النائب مصطفى الجندى، عضو مجلس النواب عن ائتلاف دعم مصر والفائز مؤخّرًا برئاسة لجنة الشؤون الأفريقية بالمجلس، الذى لقبه البعض بـ"سفير مصر فى أفريقيا"، ونجح فى حسم السباق على "أفريقية البرلمان" فى دور الانعقاد الثانى مستندًا على خبرته فى المجال، اقتصاديًّا وسياسيًّا وبرلمانيًّا، خاصة أن له أعمالاً فى عدد من الدول الأفريقية، فضلا عن كونه عضوًا فى البرلمان الأفريقى منذ 2005، ويشغل حاليًا منصب مستشار رئيس البرلمان الأفريقى، ولكل هذا كان لنا معه هذا الحوار...

ما هى خطتك للجنة الشؤون الأفريقية فى الفترة المقبلة؟

خطة اللجنة تتضمن تكوين جمعيات صداقة مع كل الدول الأفريقية، نحتاج لتكوين جمعيات صداقة مع مختلف دول القارة، فعدد نواب المجلس حوالى ٦٠٠ نائب، وإذا أجرينا حسبة بواقع ١٠ نواب x ٥٥ دولة أفريقية، يكون العدد ٥٥٠ نائبًا، ما يعنى أننا نستطيع تغطية كل دول القارة وتكوين جمعيات صداقة معها، وسيتم اختيار النواب من اللجان البرلمانية حسب حاجة الدول الأفريقية المختلفة، وكل نواب البرلمان المصرى سيكونون ممثلين فى أفريقيا.

سنؤسس أيضا مكتبة كبيرة للشؤون الأفريقية والكتابات الأفريقية، والنائب الدكتور السيد فليفل قادر على ذلك، كما سنطالب الحكومة المصرية بأن يكون هناك وزير للشؤون الأفريقية، أو يكون رئيس الوزراء نفسه معنيًّا بالشؤون الأفريقية، ومن ثمّ سيكون هو من يحضر للجنة ويتم استدعاؤه ليُسأل ويُحَاسَب.

كيف ستتعامل اللجنة مع ملف سد النهضة الإثيوبى؟

أثيوبيا بها مناطق كثيرة لم تصلها الكهرباء، والنسبة تفوق 80%، وأوغندا أيضًا تمر بالأزمة نفسها، وهو ما دفع أديس أبابا للتفكير فى بناء سد النهضة، وهذا لا مشكلة فيه، ولكن أهم شىء هو التصميم، وأن يكون السد سليمًا، خاصة أنه سيكون على حدود السودان، ومن ثمّ لو حدثت أى مشكلة لا قدر الله فستغرق السودان خلال ساعات، وبالتالى من حق الشعوب الثلاثة، المصرى والإثيوبى والسودانى، الاطمئنان على سلامة السد هندسيًّا، وعدم تسببه فى أضرار لمصر أو حصتها المائية، وهو ما نتابعه حاليًا مع الشركات المشرفة على الدراسات الفنية.

ما ندافع عنه فى مصر بشكل أساسى هو حقنا فى الحياة، لن نتحدث عن حقوق تاريخية، ولكننا نتحدث عن حقنا فى الحياة، والحق فى المياه هو حق الحياة، خاصة أننا تحت خط الفقر المائى، ولا أعتقد أن إثيوبيا ستقف ضد هذا الحق، ولا أيّة دولة أفريقية أخرى، أنا على يقين وأثق تمامًا فى الشعب الإثيوبى، وأثق فى أننا سنصل للتوافق، وهذا ما أكده الوفد الإثيوبى خلال زيارته الأخيرة، إذ شدّد على أنه لن يوافق على أى مشروع يمثل ضررًا لشعب المصرى.

ما هى رسالتك للقارة السمراء ودول أفريقيا؟

من صغرى كنت أسمع جملة "أفريقيا أغنى قارة وأفقر قارة"، ودى شتيمة، إزاى أبقى أغنى وأفقر، أكيد فيه جهل، أكيد أخطانا فى أشياء لا يجب أن نخطئ فيها، رسالتى للأفارقة، نحن أكثر من مليار يتصارع علينا كبار العالم، ورسالتى أيضًا "لا لخروج المواد الأولية بدون تصنيع، وهذا كفيل بأن تكون الهجرة خلال سنين من الشمال للجنوب وليس العكس"، إضافة لذلك فإن الاتحاد الأفريقى بُنى على الاستقلال وليس على القواعد العسكرية، ومن لديه الرغبة فى قواعد عسكرية على أراضيه فليخرج من الاتحاد الأفريقى، ونحن نستطيع أن نحمى أنفسنا بأنفسنا، لأن لدينا القوة الأفريقية الكافية.

بعد حصول ائتلاف دعم مصر على رئاسة 16 لجنة البعض يرى أنه يتبع سياسة "التكويش" فما تعليقك؟

ائتلاف دعم مصر كوكتيل، وليس أغلبية ميكانيكية، حتى لو بتاخد لجان كتير هتتحاسب عليها، لأنها مسؤولية كبيرة، وأى أغلبية فى العالم بتاخد سلطات كاملة، ومش كل اللجان خدها نواب دعم مصر، فيه وكالات كتير ولجان راحت لأحزاب أخرى.

هل تتوقع مواجهة مشكلات أو عوائق فى عمل اللجنة؟

اللجنة مدعومة بالكامل من المجلس، ورئيس المجلس الدكتور على عبد العال أكد لى أن هذه اللجنة من أهم لجان البرلمان، ولها كل دعمه ودعم البرلمان ودعم الرئيس السيسى، وقال لى أيضًا: "اشتغلوا فى أفريقيا".

هل تشكيل جمعيات الصداقة سيكون بوابة لفتح أسواق اقتصادية؟

بالتأكيد، لأن هذه الجمعيات سيتم تشكيلها من نواب متخصصين فى مختلف المجالات، وستكون بوابة لعمل توكيلات تجارية، سواء فى مجالات الزراعة والاقتصاد والطاقة، أو فى غيرها من المجالات، كما أن ما ننظمه من زيارات للدبلوماسية الشعبية ستشهد أيضًا تواجد رجال أعمال، لتنظيم معارض فى مختلف الدول الأفريقية.

هل لقاؤك بالوفد الإثيوبى بشرم الشيخ بداية عمل اللجنة فى ملف سد النهضة؟

الوفد الإثيوبى هو من طلب لقاءنا، وطلب تأسيس جمعية صداقة، وذلك بناء على توجيهات من رئيس البرلمان الإثيوبى لرئيسة الوفد، وقريبًا سننظم زيارة دبلوماسية شعبية لإثيوبيا ولكل الدول الأفريقية، باختصار مش هسيب دولة فى أفريقيا، هنلف كل الدول الـ55، لأن ده شغلنا.

ملف الإرهاب سيكون من أولويات اللجنة؟

ملف الإرهاب رقم واحد، لأن العالم كله يجب أن يعرف أن مصر الدولة الوحيدة التى تحارب الإرهاب فعلاً، إنما القوى العظمى لا تحارب إلا إرهاب بعضها.

هل ستترشح فى انتخابات البرلمان الأفريقى المقبلة؟

نعم، ورئيس البرلمان الحالى نفسه، وكثيرون من الأعضاء، أبلغونى برغبتهم فى ترشحى على المنصب، خاصة أن الدورة المقبلة ستشهد ترشح أحد أعضاء تجمع شمال أفريقيا .

هل سيشهد دور الانعقاد الثانى محاسبة أكبر للحكومة؟

طبعًا، ومن المحتمل أن تتم إقالة الحكومة بالكامل، ولكن لماذا لا يسعى البرلمان لتشكيل الحكومة وتحمل مسؤولياته الدستورية؟ كفانا تحميلاً لهذه المسؤوليات لرئيس الجمهورية، لدينا شخصيات فى المجلس قادرة على تشكيل حكومة، إحنا نشيل شيلتنا ونشكّل حكومة وحدة وطنية من كل الأحزاب والتكتلات والنواب الموجودين فى المجلس.

الحكومة الحالية أخفقت فى عملها، لأن ميزان الحكومة الناس، والناس مش قادرة، بتكح تراب، وهما سايبين الناس لبعضهم، وكل ما الحكومة تتكلم تقول رؤية رؤية، الرؤية رؤية رئيس جمهورية، إنما انتوا منفذين، أنا بقول لكم الناس تعبانة، الشارع تعبان، ولولا إن الناس حاسة بالمشكلة العالمية اللى إحنا فيها والخطر، كانت كَلِتهم، لكن الناس حاسة وساكتة، وهيسكتوا لحد ما الدنيا تمشى.

هل ترى أن مصر ستتمكن من مواجهة كل ما تتعرض له من ضغوط داخلية وخارجية؟

مصر عدّت من المشاكل بالفعل، لأن سرطان الإخوان اتشال.

وماذا عن مشكلة توتر العلاقات مع المملكة العربية السعودية؟

العلاقة بيننا وبين السعودية أكبر من المشكلات والأزمات، لأنها علاقة وجود، وبالتالى أنا متأكد أن أيّة خلافات ستنتهى، لأن السعودية تمثل علاقة رحم وجيرة ونسب، وأيضًا مصالح مشتركة، ولكن هل ذلك يعنى أننا نتفق على كل شىء؟ بالطبع لا، فهناك مساحة خلاف .

السعودية والخليج لهم سفارات فى إيران، ونحن لا توجد لنا سفارة هناك، والعلاقات المصرية الخليجية علاقات وجود وأمن قومى مشترك.

هل تتوقع توتر العلاقة بين مصر والمغرب بسبب وجود وفد البوليساريو فى شرم الشيخ؟

لا أظن، والمشكلة لن تتطور، لأن المغرب تعلم جيّدًا أننا وضحنا موقفنا، ومصر معروف عنها أنها دولة توافقية، يتوافق عليها الجميع، ودورها مش بتطرد، وكمان المغرب تعلم جيّدًا أن مصر دولة لا علاقة لها بالجمهورية الصحراوية، ولا تعترف بها، ولكنهم أعضاء فى الاتحاد الأفريقى ويحضرون اجتماعاته، واجتماعات البرلمان.

والمغرب تعلم أيضا أن مصر تؤيد عودتها للاتحاد الأفريقى، وهناك أيادٍ خفية تريد الوقيعة بيننا، بعمل حملات إعلامية، وأنا أقول إن علاقات مصر والمغرب أكبر كثيرًا من ذلك الهراء الإعلامى الإخوانى.