الجمعة، 17 مايو 2024 01:26 م

منى مينا: انتشار الأخطاء الطبية نتيجة حتمية لظروف العجز والفوضى الموجودة بالمستشفيات

منى مينا: انتشار الأخطاء الطبية نتيجة حتمية لظروف العجز والفوضى الموجودة بالمستشفيات منى مينا وكيل نقابة الأطباء
الخميس، 18 فبراير 2016 08:03 م
كتبت آية دعبس
قالت الدكتورة منى مينا، وكيل نقابة الأطباء، إن الأخطاء الطبية والإهمال كارثة حقيقية متفشية فى المستشفيات، ولم تحاول النقابة إنكارها من قبل، لأنها نتيجة حتمية لظروف العجز والفوضى والتخبط الشديد الذى تعانى منه أغلب المستشفيات، والتى "بحت" صوت النقابة وهى تطالب بإجراءات محددة للبدء فى إصلاحها .

وأضافت منى مينا - فى تصريحات صحفية، اليوم الخميس - "أن القصص التى يتم الترويج لها فيها كثير من الافتعال وعدم الدقة، مثل قصة المرضى الذين أصيبوا بالعمى لحقنهم بمادة محرمة دوليًّا، هى الأفاستن، وللأسف تم إيقاف الأطباء وتحويلهم للنيابة والتشهير بهم، ثم اتضح أن المادة غير محرمة دوليا، وتستخدم فى كل الدول الأوروبية، وشهد بذلك عدد من أساتذة الرمد، ورغم ذلك لم يقدم أى تصحيح أو اعتذار للأطباء".

وأشارت وكيل نقابة الأطباء فى تصريحاتها، إلى أن مشكلات "الأخطاء والإهمال الطبى" أكثر كثيرًا من كل ما يتم نشره، لكنها مشكلات تحتاج لتحليل وفهم وعلاج، فى حال اهتمام الدولة بالمواطن والمريض المصرى بالفعل، كما فى مشكلة العمى الذى أصاب عددًا من المرضى برمد طنطا، فبعدما اتضح أنها نتيجة لإصابة المرضى بالتهابات داخل العين بعد الحقن، لم يلتفت أحد إلى أن المشكلة فى إجراءات التعقيم ودقة المتابعة لكل ما يتعلق بمكافحة العدوى بالمستشفى، لافتة إلى أن وقف الأطباء وتحويلهم للنيابة لن يحلا المشكلة، ومن الممكن أن يصاب مرضى آخرون بنفس المضاعفات، طالما لم يتم اكتشاف السبب الحقيقى لإصابة المرضى بالعمى وعدم اتخاذ إجراءات لتصحيح الخطأ وتلافى تكرار المشكلة.

وأوضحت وكيل نقابة الأطباء، أنه فى انجلترا - وعند زيادة نسب المضاعفات بقسم معين - تنتقل لجنة للتحقيق، لتبحث أسباب انخفاض الأداء أو زيادة المضاعفات، وهل تتمثل فى وجود مصدر مستمر للعدوى أم فى نقص إجراءات مكافحة العدوى؟ أم المشكلة فى المستوى المهارى للأطباء أو التمريض أو الفنيين هناك؟ ما يستلزم دورات تدريبية لتصحيح الأوضاع، وتنتهى اللجنة بتقرير واضح وتوصيات محددة لحل الأزمة.

وتابعت منى مينى تصريحاتها بالقول: "أما فى بلادنا فنحن لا نوفر أسرّة كافية للعناية المركزة، ولا نوفر حضانات كافية، ولا الأدوية والمستلزمات الضرورية لتشغيل المستشفيات، ويدخل الأطباء فى تشاحن دائم مع المرضى عند طلب شراء هذه الأدوية والمستلزمات من خارج المستشفى، ولا نوفر نظامًا محدّدًا لتحويل المرضى الذين لا يجدون مكان لهم، ولا نوفر أقل مقتضيات مكافحة العدوى، ولا حتى أقل مقتضيات النظافة العادية فى أغلب مستشفياتنا، ويكفى هنا أن نذكر أن أحد أخطر مشكلات الأطباء التى تحاول النقابة حلها دون جدوى منذ سنوات، هى مشكلة عدم وجود فرص دراسات عليا لحوالى نصف عدد الأطباء الطالبين للدراسات العليا كل عام، وبدلاً من حل المشكلات الحيوية لعدم وجود فرص للدراسة والتدريب للأطباء، نجد قرارًا من رئيس الوزراء بإنشاء "هيئة التدريب الإلزامى"، التى تحول التدريب والدراسات العليا للأطباء إلى سبوبة للجمعيات العلمية وتعدّ خصخصة للدراسات العليا".

الأكثر قراءة



print