كتب محمد سعيد
بينما يملأ البعض منصات السوشيال ميديا بالترويج لأنفسهم والحديث عن شعبيتهم، تكشف نتائج انتخابات مجلس النواب 2025 الحقيقة المرة، القوة الحقيقية للانتخابات لا تقاس بالإعجابات أو التعليقات، بل بمدى فهم المرشح لقضايا المواطنين ووجوده الميداني بينهم.
تشير النتائج إلى فجوات هائلة بين المرشحين الذين اعتمدوا على الحضور الرقمي وحده، وبين من بنوا قاعدة شعبية حقيقية على الأرض على سبيل المثال، حصل محمود جويلي على 1241 صوتًا فقط في التجمع الخامس ، مقارنة بالمركز الأول الذي حصل على 26,184 صوتًا، والمركز الثاني بـ 19,954 صوتًا، ما يوضح الفرق الكبير بين التواجد على الإنترنت وتأثيره الفعلي في صناديق الاقتراع، في حين أنه ممن عملوا على صنع الترند والسوشيال ميديا للتشكيك في الانتخابات وظهر في فيديوهات عديدة في ذلك
وفي دائرة أخرى، حصلت مونيكا مجدي على 4,663 صوتًا، بينما تصدر محمد عبدالرحمن راضي النتائج بـ 18,758 صوتًا، ما يبرز فجوة واضحة بين حضور السوشيال ميديا والنجاح الانتخابي الحقيقي، وهي أيضا من عملت على التواجد في السوشيال ميديا
أما أحمد فتحي، فحصل على 5,375 صوتًا فقط، في حين حصل الفائز بالمركز الأول على 36,260 صوتًا، والمركز الثاني على 35,547 صوتًا، في مؤشرات قوية على أن الاعتماد على التهييس الرقمي دون التواصل المباشر مع المواطنين لا يجلب سوى النتائج الضعيفة. ويأتي بعدهم رفعت الهواري بـ 11,739 صوتًا، وعبدالسلام العمراوي بـ 11,598 صوتًا، ومحمد السعداوي بـ 8,112 صوتًا، ونزيه هيبة بـ 6,789 صوتًا، وإيهاب محمود بـ 6,129 صوتًا، مما يعكس حجم الفارق بين المرشحين الذين لديهم قاعدة شعبية حقيقية وبين من يعتمدون على التفاعل الرقمي وحده.
ورغم هذا الواقع الواضح، يستمر البعض في التشكيك في نزاهة العملية الانتخابية، على الرغم من أن الانتخابات تجري وفق ضوابط قانونية واضحة وتحت إشراف قضائي كامل، وهو ما يعكس التزام الدولة بمسار ديمقراطي شفاف.
تؤكد هذه النتائج أن النجاح في الانتخابات لا يأتي من السوشيال ميديا، بل من الفهم العميق لمطالب المواطنين، والتواصل المباشر معهم، والقدرة على تقديم حلول واقعية لمشاكلهم. أي مرشح يعتمد فقط على الحملات الرقمية سيكتشف سريعًا أن الشارع هو الحكم النهائي، وأن الصوت الحقيقي لا يُشترى بالإعلانات أو التفاعل الإلكتروني.